مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

يعتبر القرآن الكريم أوسع من الزّمن, فهو كتابٌ واسعٌ جدّاً لا حدود زمنيّة, ومكانيّة له, ولا لعلومه, ومعارفه فيصبح منتهياً, أو عاطلاً عن العمل, ولا يمكن أن يسبقه, ويتجاوزه الزّمن, بل هو كتابٌ يسبق الزّمن حقيقة, ويواكب الحياة البشريّة بكلّ سعتها وزمنها, وكأنّه جديدٌ دائماً في كلّ زمنٍ وعصر يقول السيد: (القرآن طري دائماً, لكن لا يعرف طراوته ـ وإلا بيطلع غُبيب, يطلع غُبيب له ألف ومدري كم سنة جالس ـ إلا من يتحركون على أساسه, من يتحركون على أساسه يجدونه طرياً دائماً, يجدونه يهدي دائماً, يجدونه يتحرك دائماً. طيب نصه، نفس النص هو قديم، أليس النص قديم حقه من يوم نزل؟ له ألف وأربعمائة سنة نفس النص من يوم نزوله؟ لكن القرآن نفسه، يقدم نفسه وكأن الآية نزلت الآن، في حركة الحياة، فيما يهدي إليه، فيما يهدي إليه، وكأنه جديد دائماً.

يعني ما موضوع جِدَّته مرتبط بالجانب البلاغي في النص، في النص نفسه، ليس لهذا فقط، فيما يهدي إليه، فيما يكشفه، فيما يرشد إليه، فمن يقرأه بتفهم يهديه إلى أن يكون عنده فهم لمعانيه سيكون هو من يفهم بلاغته، ويفهم فصاحته) مديح القرآن الدرس الرابع.

والقرآن الكريم هو كتاب الهداية الوحيد الذي لا بديل, ولا غنى عنه, والأمّة التي لا تهتدي بالقرآن هي أمّة لن تهتدي أبداً كما يقول السيد: (الناس اذا أصبحوا لم يعودوا يهتدون بالقران فليس هاك شيء آخر على الإطلاق يمكن أن يهتدوا به نهائيا) مديح القرآن الدرس الرابع.

ومن السّنن الثابتة في القرآن الكريم أنّ الله لا يوجّه بشيء, ويأمر بشيء إلاّ ويهدي إلى الطرق والأسس التي يقوم عليها, وتؤدّي إليه يقول السيد: (لأنّ هذه سنة في القرآن الكريم أن الله لا يهدي إلى شيء أو يأمر بشيء إلا ويهدي إلى الطريقة التي يقوم عليها وتؤدي إليه الأسس التي يقوم عليها, الطريقة التي تؤدي إليه هو لا يقول كذا ثم يتركك لوحدك, التوحد ما هو, وكيف يكون, ما أسسه؟ ما الذي يجعل الأمة قريبة من أن تتوحد, رسمها في القرآن الكريم بشكل كامل) مديح القرآن الدرس الرابع.

ويقول السّيد عند قول الله سبحانه تعالى: ﴿كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ﴾[هود1] أنّه حكيمٌ في وقائعه, وحقائقه, ومعانيه, فكلّ ما مضى الزمن تجد القرآن الكريم أوسع منه وأشمل, مؤكداً أنّه لا توجد آية في القرآن الكريم إلاّ وهي ترسم منهجاً عملياً في الحياة فيقول: (أحكمت ليس معناها أنها مشدودة بصواميل, أشياء من هذه حكيمه جدا جدا تعطي معاني واسعة, ومعاني واقعية, وحقائق هامة مع الزمن كل ما مشى الزمن تجده ما يزال القرآن أكثر منه ما يزال القرآن أكثر منه وأكثر مما يتطلبه الزمن هذا, أكثر مما يتطلبه الزمن نفسه, هذه الآية نفسها هي أيضا ترسم لنا منهجاً, ما تجد في القرآن آية إلا ولها علاقة بموضوع المنهجية, أي السلوك الذي تسلكه أنت وأنت تتحدث مع الآخرين, أو تدعو الآخرين, أو تناظر) مديح القرآن الدرس الخامس.

ويؤكّد السّيد أنّه كلّ ما مرّ الزّمن ومضى, وكلّما تعاقبت العصور, واتّسعت شؤون الحياة, كلّما اتّضح القرآن, وفهم بشكلٍ أدقّ, وأفضل, وأوسع, فيتناول كلّ شيء على أفضل وأرقى مستوى يقول السيد: (في الأزمنة هذه يأتي مثلاً مجموعة قانونيين, خبراء في القانون, أو منظرين ويعملون مثلاً دستوراً معيناً, أو قانوناً معيناً, عندما تمر عليه مثلاً ثلاثون سنة, أربعون سنة, يعتبر قد هو قديم, وقد هو بحاجة إلى تغييرات كثيرة, ثلاثون سنة, أربعون سنة, قد ظهر أنه لم يعد متناسباً مع الزمن هذا, بعد ثلاثين سنة, أربعين سنة, تغييرات كثيرة داخله, ما بالك مئات السنيين تمر على القرآن وتجده كلما مشى الزمن كلما اتضح بشكل أفضل وأفضل, وأفضل, كلما تفهمه بشكل أفضل, وكأنه يتناول كل شيء, وكأنه يتناول كل شيء على أرقى, على أرقى مستوى.

قد تترسخ القضية لدينا: [أن القرآن مسكين الله, والدين هذا مسكين الله عوينه ندافع عنه احنا] أليست هكذا تترسخ؟ لا..., القضية أرفع من هذا, أنك أنت, أنت الذي بحاجة إليه, ما هو في فضلك, حقيقة, أنت ملزم أن تسير عليه, أنت محتاج إليه كمنهج في الحياة, أنت محتاج إليه أمام أي إشكالية تواجهك, عدو, أي إشكالية كانت أنت بحاجة إلى هدي الله, أنت بحاجة إلى القرآن) مديح القرآن الدرس الخامس.

بل لا يوجد أيّ حدود وعوائق أمام القرآن الكريم, وسعته, وغزارته على الإطلاق, فهو كتابٌ للحياة, وللبشريّة بكلّها, وواقع البشريّة اليوم بكلّه يشهد على أنّها بأمس الحاجة للقرآن الكريم يقول السيد: (القرآن لا يوجد أمامه حدود يجب أن تنظر نظرته وتعرف أنه هو نزل وما هناك أمامه حدود لا يوجد أمامه حدود على الإطلاق هو للحياة كلها للبشرية كلها, كلما ترى صور من صور البشرية في أي بلد من البلدان خارج حدودك تراها بأنها في واقعها تشهد على حاجتها إلى القرآن الكريم, وإلى هديه, وأنها تقدم فيما هي عليه من خطأ في مسيرتها شاهداً على بطلان الأسس التي تتحرك عليها, منهجيتها الثقافية, ونظمها التي تسير عليها) مديح القرآن الدرس الخامس.

ويؤكّد السّيد أنّ القرآن الكريم لا يتأطّر بحدود، وزمن، وجغرافيا معيّنة، بل نظرته، وحدوده واسعة، وشاملة للحياة، وللكون، وللبشريّة بكلّها يقول السيد: (القرآن هو نفسه يعتبر هنا هو الذي يفسر نفسه له، هو الذي يقدم نفسه له, هو الذي يفتح أبواب علومه له.. تدبر, تأمل, والقرآن هو يقدم نفسه لك, ولكن أيضاً على هذا الأساس؛ لأن مفاتيح معرفته هي مرتبطة بهذا الجانب بمعرفة الله, وبتحمل مسؤولية في الحياة تحت أنصار الله, أنصاراً لله, هذا في الحياة, وتنظر نظرة القرآن, لو تقصر نظرتك عن القرآن تحجب عن نفسك علوماً كثيرة جداً.

نظرة القرآن نظرة للحياة كلها, نظرة للكون كله, أليس هكذا؟ لا تأتي تحجمه أنت بنفسيتك الضعيفة مثلاً, أو حتى جغرافيتك. لاحظ الآن كيف اتحجمت المسؤولية بالجغرافيا عندنا, اليمني مثلاً يرى نفسه وكأنه غير مسؤول عن واحد من [عَلْبْ] وكذاك, وعن واحد من [سقطرة] وكذاك! أليست هكذا؟) مديح القرآن الدرس الخامس.

ويضيف السّيد أنّ القرآن الكريم يقدّم لنا المنهجيّة الصحيحة للحياة, والنّظام الصحيح فيها في كلّ مختلف المجالات التربويّة, والمعنويّة, والسياسيّة, والإقتصاديّة ...الخ بشكلٍ متكاملٍ, وصحيح فيقول: (لأنه من خلال القرآن الكريم تفهم ما هي المنهجية الصحيحة في الحياة, والنظام الصحيح في الحياة, وتجد أن القرآن هو يقدم في الجانب التربوي, في الجانب المعنوي, في الجانب السياسي, في الجانب الإقتصادي, في جوانب كثيرة جداً .. كامل في كل جانب، وكل الجوانب مع بعضها بعض تشكل تكامل، لا يوجد تناقض هنا أو هنا نهائياً, ولا هذا الموضوع ينقض هذا الموضوع) مديح القرآن الدرس الخامس.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر