يعتبر موضوع الطّلاق من المواضيع المهمّة الّتي جعل الله لها ضوابط وإجراءات معيّنة بالشّكل الّذي يحافظ على مشاعر ونفسيّة المرأة بحيث لا تظلم ولا تقهر, وفي موضوع الطّلاق يتصرّف الكثير من النّاس بطريقة خاطئة ومخالفة للمنهجيّة والرّؤية القرآنيّة, وقد قدّم السّيد الرّؤية القرآنيّة حول الموضوع ففي سورة البقرة الدّرس العاشر من دروس رمضان يبيّن السّيد أنّ الطلاق ليس عبارة عن عمليّة طرد للمرأة, كما يعمل الكثير, وللأسف الشّديد, بل هو يمثلّ عملية حلّ وانفصال بمعروف واحترام حتّى لا تظلم المرأة عندما تصبح الحياة الزوجيّة غير قابلة للبقاء والاستمرار, فيأتي الطّلاق في أجواء طبيعيّة وعاديّة يقول السّيد: (كذلك موضوع المطلقات، والطلاق هنا قدم بضوابط هامة يجب على الناس أن يراعوها فعلاً بالنسبة للطلاق، لا يجعل الإنسان الطلاق أيضاً قضية عندما يغضب، وعندما ينفعل يطلق فيكون هو سريع في هذا. لا. الطلاق له ضوابط، والطلاق يتم بطريقة أيضاً فيها مراعاة لمشاعر المرأة نفسها، ولهذا أوجب المتاع، أو المتعة.
المرأة التي تطلقها يجب عليك أن تعطيها تمتعها بشيء، تعطيها مثلاً بذلة، أو تعطيها شيء من أثاث البيت الذي كان موجوداً لا تتم عملية الطلاق وكأنها طرد، تطرد إمرأة وقد جلست معها سنين، وتمثل سكناً لك ولباساً لك، كما قال الله: ﴿هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ﴾[البقرة: من الآية187). ثم في يوم من الأيام تطردها الطلاق لا يمثل بالنسبة للمرأة عملية طرد، هو يمثل عملية إنفصال، عندما تكون الحالة غير قابلة للبقاء مع بعض، لم يعد هناك وضعية منسجمة فيما بينهم، عملية انفصال باحترام، انفصال بهدوء، انفصال لا يجرح مشاعر المرأة نفسها، ولهذا ذكر فيما يتعلق بالطلاق ﴿الطَّلاقُ مَرَّتَانِ﴾ أول شيء في البداية قال: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾[البقرة: من الآية228] ﴿الطَّلاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ﴾[البقرة: من الآية229] لا تصبح المرأة محط تلاعب للرجل، لا يكن هناك نهاية للطلاق، يكن يطلق ثم يتراجع، وجلس فترة وطلق وتراجع، وطلق وتراجع، لا. يوجد فقط مرتان الذي يمكن فيها مراجعة، المرة الثالثة لا تعد تحل له حتى تنكح زوجاً غيره, ﴿الطَّلاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ﴾[البقرة: من الآية229]. الآية توحي بأن المفترض أن يكون الطلاق على هذا النحو - يوجد حالة أخرى هي تعتبر حالة نادرة - أعني: أن يكون الطلاق على هذا النحو الذي يمكن فيها مراجعة، أعنى ما زالت تعتبر في ملكه - على ما نقول - حال العدة في الطلاق الرجعي يمكن للإنسان يتراجعها، فالطلاق عندما يكون على هذا النحو، العدة هي أشهر معينة، قروء معينة، ثلاث حيضات، فأثنائها..أثناء العدة هذه إلى قرب نهايتها، له أن يمسكها لكن إمساك بمعروف، وليس إمساك مضاررة، أو تسريح بإحسان، يترك العدة تنتهي، وتسريح لها بإحسان, لاحظ هنا كيف العبارة ﴿أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ﴾[البقرة: من الآية229]. يعني: ليس الطلاق يمثل عملية طرد للمرأة وقهر لنفسيتها) سورة البقرة الدرس العاشر من دروس رمضان.
ويوضّح السيد الحدود والضّوابط التي يأمر بها الله في عملية الطلاق وحالاته, وكيف يكون تعامل الرجل, وكيف يكون تعامل المرأة مع موضوع الطلاق في ظلّ هذه الضوابط والإجراءات فيقول عند هذه الآية: (﴿وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً﴾[البقرة: من الآية229] يريد واحد يسترجع المهر، أو يريد يسترجع بعض الذي خسره في وليمة العرس ﴿وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً﴾[البقرة: من الآية229] أو شيئاً اشتريته أنت لها وهي في بيتك، شيء من كسوتها، أو شيء من حليها، أو أشياء من هذه باعتبار لها أو شيء تجعله لها.
﴿إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ﴾[البقرة: من الآية229) عندما تصبح المسألة عملية إفتداء من جانب المرأة بأن تتخلص من هذا الرجل الذي عشرته سيئة، أصبحت كارهة له فلا بأس، لكن ما تعني المسألة: أنه بالنسبة للرجل يعتبر حلالاً، قد صار حلالاً له، إلا أن المسألة تجوز بالنسبة للمرأة وإلا فالمفترض أنه يتقيد بالطريقة الأولى ﴿وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً﴾[البقرة: من الآية229]. ﴿فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ﴾[البقرة: من الآية229] في عملية هي ليتحقق الإنفصال فيما بينهم) سورة البقرة الدرس العاشر.
وعند قوله سبحانه وتعالى: ﴿تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾[البقرة: من الآية229] يبيّن السّيد الطريقة والوضعيّة الصحيحة الّتي يتمّ فيها الطّلاق, وأن لاّ يتجاوز النّاس حدود الله, وحدود التّربيّة والرّؤية القرآنيّة, فيقول: (فهو يذكر فيما يتعلق بالطلاق، فيما يتعلق بالعدة، فيما يتعلق بالعشرة يسميها حدوداً لا يجوز للناس أن يعتدوها، ولا أن يسير الناس وراء عبارات الفقهاء في كثير من التفريعات التي لا تكون منسجمة مع القرآن الكريم، الأساس هو القرآن ﴿وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾[البقرة: من الآية229] يعني: ما ينبغي للإنسان أن يطلق زوجته إلا على الطريقة هذه، يطلقها الطلاق الشرعي، تكون مستقبلة لعدتها يعني: يطلقها في طهر لا وطئ فيه، لا يكون قد جامعها، إذا قد أراد أن يطلقها، يطلقها في وضعية يكون القرار من عنده قراراً في وضعية طبيعية لا يكون حالة غضب، أو أشياء من هذه) سورة البقرة الدرس العاشر.
وهنا يؤكّد السّيد على ضرورة الإلتزام بالضّوابط والحدود الّتي حدّدها الله في القرآن الكريم, حتّى لا تظلم المرأة سواءً من قبل وليّ أمرها, أو من قبل زوجها, مبيّناً أنّ للمرأة المطلّقة متاعاً بالمعروف حقّاً على المتّقين, كما وضّح القرآن الكريم, يقول السيد: (أن يترك الناس العادة هذه، هذه العادة أصبحت شبه سائدة بين الناس أن يأخذ الذي يسمونه: [مرجوع، مرجوع] هكذا على طول, هذه الطريقة ليست صحيحة وأحياناً قد تكون من الأشياء التي تؤدي إلى ارتفاع المهر، ارتفاع المهر عندما يكون الولي هو الذي يأخذ المهر هو، وإذا المرأة تُظلم لا يحصل لها شيء من المهر، وتبقى في بيت الزوج سنين، وفي الأخير يطلقها، ويحتاج الزوج يسترد، لا يتسلم لها مهر، ولا تعطى شيئاً، لا يصل إلى يديها شيء، تطرد من البيت حتى أنه لا تأتى المتعة هذه، المتعة قد نسيها الناس بسبب بعض التفريعات الفقهية,﴿وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ﴾[البقرة:241] بعدما ذكر المطلقات، وأنواع المطلقات يأتي في الأخير بهذه الآية ﴿حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ﴾[البقرة: من الآية241]. متعة معناها: أن تعطيها شيئاً، تمتعها بشيء، حتى لا تبدو العملية وكأنها عملية طرد، عملية نفي، يعطيها بذلة، أو يعطيها مبلغاً من الفلوس. ﴿فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ﴾[البقرة: من الآية230] بعدما قال هناك: ﴿الطَّلاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ﴾[البقرة: من الآية229]. ﴿فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ﴾[البقرة: من الآية230]. أي تنظم عشرتهم فيما بينهم ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾[البقرة: من الآية228] ﴿وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾[البقرة: من الآية230]. يفهمونها، وفي نفس الوقت يعلمون أهميتها، ويعلمون أثرها فيما يتعلق بالمجتمع، فيما يتعلق بالأسر, في موضوع الطلاق يأتي بكثير من الآيات هذه، هنا يقول: ﴿تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾[البقرة: من الآية229]. ﴿تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾[البقرة: من الآية230]. وبعد يقول: ﴿وَلا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُواً﴾[البقرة: من الآية231]. لأنها قضايا مؤكدة, وضوابط يجب الإلتزام بها) سورة البقرة الدرس العاشر.
وعند قوله سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَاراً لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُواً وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: من الآية231] يبيّن السيد حالات الطلاق, والأجواء, والظروف التي يكون فيها الطلّاق قائماً على الإحسان والمعروف, مؤكداً على أنّ موضوع الطلاق من المواضيع التي حصلت فيها تأكيدات كثيرة في القرآن الكريم, لأنّها قضية لها علاقة بموضوع الدّين بكلّه يقول السيد: (كم يوجد من تأكيدات في هذه, عندما يحصل طلاق للمرأة قاربت في انتهاء العدة ﴿فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ﴾[البقرة: من الآية231] أشرفت على نهاية العدة، يبين لك القضية هنا داخلها ﴿فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ﴾[البقرة: من الآية231]. أليست هذه الآيات توحي بأن الطلاق يجب أن يكون رجعياً؟ أو ينبغي أن يكون رجعياً؟ على هذا النحو: ﴿فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَاراً لِتَعْتَدُوا﴾[البقرة: من الآية231). لاحظ أهمية التوجيهات الإلهية هذه، ولأن القرآن نزله الذي يعلم السر في السموات والأرض، وأن كل قضية يكون لها علاقة بموضوع الدين بشكل عام, موضوع الطلاق مثلاً أليس يأتي أحياناً من بعض المجتمعات، خاصة المجتمعات الغربية محاولة أنه لماذا المرأة لا يكون لها الحق في أن تطلق؟ هذا عندما يفهم الطلاق عملية نفي، عملية طرد، أما عندما يتم الطلاق على هذه الطريقة الصحيحة، الطريقة القرآنية فمعنى هذا بأنه لا تعتبر مشكلة: أن يكون من جهة الرجل العبارات التي تعني ماذا؟ إصدار الطلاق لأنه يتم في أجواء بإحسان، بمعروف، ورعاية ومتعة، ﴿وَمَتِّعُوهُنَّ﴾[البقرة: من الآية236). مثلما قال في الآية الأخرى أعني: لا حظ بأن هذه القضية تبدو أنها قضية سهلة، عملية انفصال زوجين، إمرأة ورجل أليست تبدو وكأنها قضية عادية؟ قضية لها علاقة بالدين، عندما تقدم بطريقة غير صحيحة، وعندما تكون عبارات المفرعين من الفقهاء تقدم جافة، ويلاحظ لك فقط العقود، ما هي العبارات التي يتم بها الطلاق؟! ولم يعودوا يلاحظون أشياء من هذه التي هي هامة جداً، أعني: من أهميتها في الزمن هذا بالذات أنه عندما يكون الناس فاهمين، الرجل والمرأة فاهمان أن الطلاق يجب أن يتم على هذه الطريقة، وأن يتم في أجواء فيها معروف وإحسان، معنى هذا أنه لا يعتبر الطلاق عملية تستخدم للتشنيع على هذا الحكم الإلهي في دين الله، في الإسلام) سورة البقرة الدرس العشر من دروس رمضان.
يؤكّد السّيد أنّ موضوع الطّلاق موضوع مهمّ جدّاً, ومن القضايا الّتي لها علاقة بالدّين والإسلام, وعندما قُدّم الطّلاق من قبل النّاس, وكأنّه عمليّة طرد للمرأة بسبب الجهالات الّتي يقع فيها الكثير من النّاس, ولهذا يحاول الغربيّون أن يشنّعوا على الإسلام في موضوع الطّلاق, ويشوّهون الإسلام, ويستهدفونه, يقول السيد: (الغربيون يشنعون بها، يعتبرون وكأنه لماذا الرجل له حق أنه يصدر عبارة وتفصل المرأة، طردها وهي لا تمتلك شيئاً. لا. لاحظ هذه الأجواء كلها تجعل عملية الطلاق طبيعية جداً، لا تعد تعتبر عملية طرد، عملية نفي، أن تصدر الكلمة من الرجل لا تعد تمثل شيئاً اختص بها الرجل دون المرأة في الواقع اختص به وكأن له حق أن يطردها وليس لها حق أن تطرده, هذه القضية هامة، ولهذا أكدها من أول الآيات ﴿الطَّلاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ﴾[البقرة: من الآية229].
ثم يذكر بعد: ﴿وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ﴾[البقرة: من الآية231] فإن تراجعتها فلا تتراجعها من أجل أنك تضاررها، بل على أساس أنك تتعامل معها تعاملاً جيداً وتعاشرها عشرة جيدة، ﴿أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ﴾[البقرة: من الآية231]. فعندما يقول: ﴿وَلا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُواً﴾[البقرة: من الآية231]. ﴿وتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا﴾. أي أن هذه تبين لك أنها قضية هامة، والقضايا الهامة معناها: أنه يكون لها علاقة بأشياء أخرى كثيرة، أعني فعلاً الآن تلاحظ عملية الطلاق من الأشياء التي يشنعون بها على هذا الدين لماذا أنه في الإسلام طلاق؟ عندما فهموا الطلاق وكأنها عملية طرد) سورة البقرة الدرس العاشر.
وعند قوله سبحانه وتعالى: ﴿وَلا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُواً وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ﴾[البقرة: من الآية231] يؤكّد السّيد على أهمية وضرورة التقيّد بهذه التّوجيهات والرّؤية القرآنيّة في التّعامل مع موضوع الطّلاق, الّتي تمثّل التّصرفات الحكيمة الّتي لا يظلم فيها النّاس, ولا يستطيع الأعداء أن يجعلوا منها مادةً للهجوم على الإسلام, وخاصةً في زماننا هذا, يقول السيد: (تصرفات حكيمة هذه، تصرفات حكيمة وجه الناس إليها في عملية انفصال الرجل والمرأة، ﴿يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾[البقرة: من الآية231] أعني: أليس هذا تأكيداً هاماً؟ يدل على أن المسألة هذه لها علاقة بأشياء كثيرة؟ فنرى في زماننا هذا وإذا لها علاقة بموضوع الدين بكله أن تقديمها بالشكل غير المناسب، جعل الآخرين يستخدمونها دعاية يشنعون بها على الإسلام، مع أنها قضية هامة أن يكون بإمكان الزوجين عندما يرون بأنه لم يعد هناك رغبة لبعضهم بعض، ولم يعد هناك إمكانية لعشرة جيدة فيما بينهم فهناك عملية انفصال فهي تعتبر رحمة، تعتبر نعمة من الله أنه يسمح بهذا, لكن يجب أن تتم في أجواء من هذه التي ذكرها: ﴿فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ﴾[البقرة: من الآية229]) سورة البقرة الدرس العاشر.
وعند قوله سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ﴾[البقرة: من الآية232] يؤكّد السّيد أنّ القرآن الكريم يقدّم منهجيّة, ورؤية للنّاس جميعاً في الموضوع لوليّ المرأة, وللمرأة نفسها, وللرّجل, يقول السّيد: (جعل الله سبحانه وتعالى تشريعه، هداه من أجل أن يكون الناس زاكين وطاهرين، فمثلاً الشخص الذي طلق قريبتك سواءً أثناء العدة يريد أن يتراجعها، أو قد انتهت العدة ويريد أن يعود إليها بعقد جديد لا تمنع من هذا، إذا كان هناك احتمال أنه يتم الزواج فيما بينهما بطريقة أصبحوا راغبين أن يعودوا إلى بعضهم بعض ﴿فَلا تَعْضُلُوهُنَّ﴾[البقرة: من الآية232). لا تمنعوهن، هذا أزكى لكم وأطهر: أشرف حتى لعرضك، أليس الإنسان حريصاً على عرضه؟ هذا أزكى لكم وأطهر، أبعد من الظلم، أن تظلمها وهي راغبة أن تعود إلى زوجها، ولو قد انتهت العدة ما دامت هي راغبة وهو راغب، إذاً تعقد بها من جديد ويعودون، وتعود إلى بيته,﴿وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾[البقرة: من الآية232). قد تكون كثير من حالات الطلاق التي تتم في وضعية معينة بعد انتهاء العدة، أو أثناء مرور فترة من العدة كل واحد من الزوجين يراجع حساباته وندموا.. فلا يبق الأولياء يشكلون عائقاً، هذه القضية هامة فما دامت هي راغبة أن ترجع، ويكونون راغبين أن يعودوا إلى بعضهم بعض فليتعاون الإنسان إلى أن يعيدهم، إلا إذا كان هذا الإنسان سيئاً، بمعنى: أن خروجها منه كان فرصة تتخلص منه, إذا هناك رغبة متبادلة فيما بينها وبينه ﴿فَلا تَعْضُلُوهُنَّ﴾.﴿إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾[البقرة: من الآية232]. لا يحصل عندك التي يسمونها [كبرة] فيكون هذا مستكبراً فلا يعود يرضى. لا، عادي اتركها ترجع له، وتعقد بها، وترجع له) سورة البقرة دروس الدرس العاشر من دروس رمضان.
وفي الدّرس الثّالث عشر من دروس رمضان حول الموضوع نفسه يبيّن السّيد أهمية التقيّد بالرّؤية والمنهجيّة القرآنيّة حول موضوع الطّلاق, وأنّ الكثير من المصطلحات الفقهيّة, والموروثات الفكريّة أثّرت على المنهجيّة القرآنيّة, وقدّمت الموضوع بالشكل الذي استطاع أن يستغلّه الآخرون ضدّ الإسلام والقرآن الكريم, مبيّناً أنّ القرآن الكريم هو وحده الكتاب الذي كان يجب أن يعتمد عليه المسلمون, ويتحرّكون به, ويعملون به في كلّ المجالات, يقول السيد: (لو قدم الطلاق من خلال عبارات الفقهاء في معظمها لكان هو عملية نفي عملية طرد للمرأة هناك، لا معروف ولا إحسان ولا متعة ولا يتم في أجواء طبيعية يغضب عليها وطلقها وذهبت من بيته وأيضاً يلحق ما قد أعطاها وأشياء من هذه ظهر في الأخير وكأنه ماذا؟ المرأة هذه ما عندها حق كهذا الحق الذي عند الرجل! لو قدم على الأساس القرآني لكان أشبه شيء بعملية البيع والشراء تماماً أنت عندما تأتي تأخذ حق واحد هكذا ألا يقال بأنها قضية منكرة؟ لكن يتم في أجواء من طيبة نفس يعتبر طبيعي مع أن عقد البيع يأتي من طرف واحد، أليس عقد البيع يأتي من طرف واحد الخروج للقضية من ملكية إلى ملكية أخرى أليست تتم عن طريق شخص واحد هو أعطى هذا؟ أعني يتم في أجواء جعلته طبيعية، فعندما لم يجعلوا الطلاق على هذا النحو ظهر فيه صورة غير لائقة استغله الآخرون, ولهذا نحن نقول إنه يبدو أن القرآن الشيء الأساسي أنه كان هو المطلوب أن يكون هو وحده الكتاب الذي يتحرك في الأرض هو وحدهُ الكتاب الذي يتحرك في الأرض في كل المجالات ترغيب وترهيب وفقه وغيره هو كتاب يسع الحياة كلها ولأنه هو عباراته بعيدة عن أي مدخل لأنه ﴿أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾[الفرقان: من الآية 6] قضية هامة فعندما يقول إنه للناس تجد أن القضية ملحوظة أنه ممكن أن يكون فعلاً للناس إذا مشى هو يمشي هو في مقدمة المسلمين أما أن يأتوا في الأخير يقدموا أشياءهم من عندهم في الأخير ترى كم يجمع الأعداء من داخل تراث المسلمين الآخر كتب عباراتها غير لائقة في معظمها كم يقدمون من شبه على الإسلام نفسه يشتغلون بها ضد المسلمين) سورة البقرة الدرس الثالث عشر من دروس رمضان.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.