مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} (النساء:59) أحسن مئالاً، أحسن عاقبة، أحسن واقعاً هنا في الحياة الدنيا وفي الحياة الآخرة، لاحظ هنا في الصورة هذه التي فيها كثير من التوجيهات كثير من التشريعات فيها أمر متكرر بطاعة الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) بشكل كبير في [سورة النساء] كم تجد من الآيات: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ}؛ لأن الكثير من هذه التشريعات والكثير من التوجيهات هنا عملية، للرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) دور فيها كبير في المجال التنفيذي في المجال التوجيهي في أشياء كثيرة جداً في مجال التبيين، هنا يأمر بطاعته وطاعة رسوله {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ}.

ثم تلاحظ هنا، عندما يقولون: أن دور الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) هو مبين، ويقدمون لك كلمة: يبين وكأنه يبين، أن يقول، أن يفسر، يقول لك: الصلاة هي خمس والفجر ركعتين والظهر أربع والعصر أربع، إلى آخره .. يوجد هنا أشياء كثيرة أخرى أشياء كثيرة جداً في موضوع أن ينفذها؛ لأن هناك توجيهات هي تعتبر توجيهات عامة توجيهات عامة في إنزالها على تفصيلاتها ومواردها، قضية يقوم بها الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) أو من يقوم مقامه ولهذا قال: {وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} (النساء: من الآية59).
لكن ليست قضية تنفيذية بحتة، قد تجد أن الكثير من القوانين قد هي هناك واضحة عبارة عن مواد واضحة هم لا يقومون بها، ولا يطبقونها وهي قضايا واضحة سواء فقهية أو قانونية، أما هنا قضية الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) بأن يفهم القضية ويفهم الواقع ويعرف علاقة هذا الواقع بهذا التوجيه القرآني في هذا المقام أو هذا المقام قضية دقيقة، أعني: ليست فقط مجرد تنفيذ أشياء قد هي موجودة حرفياً بالتفصيل، وهذا مثلما قلنا بالأمس أنه فعلا عندما تقرأ القرآن الكريم تجد أنه بهذا الشكل: أن دين الله سبحانه وتعالى عبارة عن مسيرة شاملة وواسعة تستوعب الحياة كلها خصوصاً فيما يشكل ضمانة، أن يكون هذا الدين على هذا النحو ويكون إنزاله تعبيرا عن ماذا؟ عن إقامة قسط عن الحكم بين الناس بالعدل، عن تربية الناس على أساس ما يريد الله أن يكونوا عليه، أنها قضية تحتاج إلى من؟ إلى الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) ومن يقوم مقامه، من يقومون مقامه قضية أوسع بكثير من مسألة سلطة تنفيذية ـ التي يسمونها ـ سلطة تنفيذية سواء ما هو معروف الآن في أنظمة الدول أو ما قدم حتى داخل كتب الفقه بالنسبة لولاية الأمر، جعلوا ولاية الأمر معناها ماذا؟ مجرد سلطة تنفيذية، السلطة التنفيذية معناها: الأشياء التي حددت هناك، قد صارت مقننة واضحة مفصلة بنودها واضحة.

لا، هنا قضية أوسع من هذه بكثير؛ فلهذا أمر بطاعته سبحانه وتعالى وطاعة رسوله وطاعة أولي الأمر منكم، أولي الأمر ليست قضية دعوة كل واحد يدعي أنه هو من أولي الأمر، أولي الأمر قضية هنا مرتبطة بالرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)، الرسول مرتبط بالله سبحانه وتعالى، وقضية لا تأتي عن طريق انتخابات ولا عن طريق شورى ولا عن أي طريق مما يقدم ... قضية الله هو الذي يتولاها هو، هو الذي اصطفى الرسول، هو الذي سيصطفي هو أولي أمر، لم تترك القضية لكل واحد يدعي، معك خمسين حاكم في البلاد الإسلامية أو سبعة وخمسين حاكماً، وكل واحد يأخذ هذه الآية له، وتجدهم سواء كانوا فرادى أو مجتمعين لا يقيمون أي أمر، هل أقاموا أمر الأمة الآن؟ مع أن لديهم سلطة، لديهم جنود لديهم عتاد عسكري لديهم إمكانيات كبيرة، لكن ليست القضية تنتهي عند هذه، من يعرف كيف يعمل من يعرف كيف ينزل هذا القرآن في واقع الأمة من يبني الأمة على أساس هدى الله في القرآن الكريم.

تجد كل واحد يدعي أنه تجب طاعته على أساس: {وَأُولِي الْأَمْرِ} لكن وجدناهم لا يقيمون الأشياء الواضحة ولا أعطوا الناس شيئاً لا وهم مجتمعون في القمم، قمة عربية، أو قمة إسلامية، ولا وهم فرادى، كل واحد في بلاده، هذا من التلاعب بكتاب الله حقيقةً، من التلاعب بكتاب الله، يكفيهم [لا يكون واحد راكب على جملين] يكفيهم الشرعية التي يدعونها، أليسوا هم يدعون شرعية ديمقراطية أو شرعية وراثة حكم مثلما في البلدان الديمقراطية أو بلدان أخرى، سلطنات أو ملكية، لا، أيضاً يريد يجعل لنفسه شرعية دينية وشرعية ديمقراطية!، إذا أنت تريد شرعية دينية فالشرعية الدينية لا تأتي وفق رؤيتي ولا وفق رؤيتك، ارجع إلى القرآن، نرجع إلى القرآن؛ ولهذا قال بعد: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ} (النساء: من الآية59) إذا كنا متنازعين فيما هي الشرعية الدينية ومن هو الذي يقال له: [ولي أمر] على أساس دين الله فيكون امتداداً لرسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) فنرجع إلى القرآن وإلا فيكفيك الشرعية الديمقراطية.

يجب أن نعرف أن الذي يشكل ضمانة للدين أن يسير بشكل صحيح، يحتاج إلى ورثة لكتاب الله وأن لا تتحطم الأشياء وينزل الدين بشكل [مقلوب] ويوجه الناس به توجيها تضليليا، والعجيب أنهم ما زالوا يحاولون يدعون هذه، أو يحاولون حث الناس على طاعة ولي الأمر مع أنهم يعرفون هم أن أمريكا الآن هي المتسلطة وهي النافذة مثلما قلنا سابقاً، قلنا: إنزال القضية هذه الآن، ومع أنه معلوم في الأنظمة العربية القائمة أنها غير محتاجة إلى ما يسمى بشرعية دينية، هي لا تقوم على هذه، أليست قائمة على أساس ديمقراطية أو وراثة ملك؟ فلماذا الآن يوجد حركة حول طاعة ولي الأمر، طاعة ولي الأمر، طاعة ولي الأمر الآن؟ ما قد احتاجها بعضهم من سنين إلا لأنها مرحلة، الأمريكيون يقدمون أنفسهم عبارة عن محررين وأنهم يزيحون الظلم ويزيحون الطغيان ويزيحون الجبروت، ما هكذا يعملون؟ فيحاولون أن يشغلوا الناس بأنه هكذا الدين؟ وكل حاكم من حكامكم الذين أنتم تكرهونهم وهم يظلمونكم وهم كذا، دينكم يأمركم بأن تطيعوهم، من أجل أن تقبل الأمريكي وتكفر بدينك أنت عندما يقدم لك دينك بأنه يأمرك بطاعة إنسان أنت تعتبره ظالما ويظلمك، والأمريكي يقدم نفسه لك عبارة عن محرر لك من الظلم والطغيان، كيف سيكون موقفك أنت؟ ألست ستعتبر الأمريكي وستعتبر الأطروحات الأمريكية أفضل من الإسلام؟!

هذا هو الهدف من إنزالها الآن، مثلما قلنا من يوم ما بدأوا ينزلون ملازم من وزارة الأوقاف والإرشاد على أساس تعليم للخطباء والمرشدين، قلنا: هؤلاء ليسوا بحاجة إلى المنطق هذا، وهذا المنطق لا يقبله حتى الأمريكيون أنفسهم لا يقبله حتى الأوروبيون، لا يقبله لا يهودي ولا نصراني، أن يقول: أن تطيع الحاكم وإن قصم ظهرك وإن نهب مالك، هل هذا مقبول في الديمقراطية؟! هل هو مقبول عند أي أمة من الأمم؟ ليس مقبولاً، فلماذا ينزلونه باسم الدين؟! ليشوّهوا الدين بهذا .. أطع الحاكم وإن قصم ظهرك [سيكون بعدي أئمة لا يهتدون بهديي ولا يستنون بسنتي .. ] هكذا يروون عن رسول الله كذبا عليه [لا يهتدون بهديي ولا يستنون بسنتي، قالوا: فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال أطع الأمير وإن قصم ظهرك!!]، وهناك يقومون بمظاهرات ويعملون ثورات إذا كان الحاكم على هذا النحو.
إذاً فهذه عملية تشويه من جانب اليهود أنفسهم من جانب الأمريكيين ليشوهوا الدين حتى يرى الناس أن الأمريكيين أفضل، ومن يتأمل القضية واضحة، أليسوا يقدمون تحريراً، إزالة الأنظمة الطاغوتية؟ ما هكذا يقولون؟ ويقدمون لك منطقا آخر [أطع الحاكم وإن قصم ظهرك وإن .. وإن .. ] إلى آخره، هل هذا مقبول ديمقراطياً؟ ليس مقبولاً ديمقراطياً، معلوم أنه ليس مقبولاً في الديمقراطية فهل يقبل في دين الله؟ إذا كان البشر أنفسهم لا يقبلون هم أن يشرعوا هذا الشيء، فيأتي نظام يوجب على الشعب أن يطيعه وإن قصم ظهره وإن أخذ ماله، فكيف نجيزه على الله؟! لا يوجد في أي نظام يجيز هذا ويقول للناس: أن عليهم أن يؤمنوا ويسمعوا ويطيعوا، وإن كان تعامله على هذا النحو، أعني: أن البشر أنفسهم يترفعون عن هذه في أنظمتهم في تقنينهم، أما من كذبوا على الله فيجيزون ذلك على الله سبحانه وتعالى، ولهذا قال في آية سابقاً: {انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْماً مُبِيناً} (النساء:50).

إذاً فالآية هذه هي من الآيات التي يظلمونها فعلاً والتي يقدمون لها معاني تعتبر افتراءً على الله وفي نفس الوقت الآن هم يقدمونها بالشكل الذي ماذا؟ تجعلك تقبل الأمريكي! أولي الأمر أنفسهم الذين يسمون أنفسهم أولي الأمر، عندما اجتمعوا في ماليزيا واجتمعوا قبل في الدوحة واجتمعوا في بيروت واجتمعوا في أماكن أخرى هل عملوا شيئاً للأمة، هل قدموا شيئاً؟ ولا شيء، لأنه لم يعد لهم أمر هم، نحن قلنا في ملزمة سابقة في [الثقافة القرآنية] الله قال هنا: {وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} (النساء: من الآية59) نتحدى أي واحد أنه يستطيع أن يبرهن أنه ما يزال من الأمة هذه فعلاً، يمثل الأمة هذه ويقف الموقف الذي تريده الأمة هذه، ويتحرك الحركة التي تكون لصالح الأمة هذه، كلهم الآن إملاءات أمريكية ما بين من يدعي بأنها ضغوط أو عمالة، أليسوا كلهم هناك؟ إذاً لم تعد موجودة كلمة: {مِنْكُم} لم تعد صادقة عليهم كلهم، حقيقة {مِنْكُم} هذه كان تستعمل أيام الخلفاء العباسيين والأمويين وكانت تنفق على الناس؛ لأن الحاكم كان ما يزال منهم ويرونه منهم لم يكن مثل الحاكم الآن، أما الآن فلم يعد هناك ولا {مِنْكُم} لا هي صادقة كلمة: {أولِي الْأَمْرِ} ولا صادقة {مِنْكُم} لم يعد يأتي حتى على الأقل يشرح للناس واقعه، حتى يقول: هذه ضغوط وأنتم تفهمون الأمور هي هكذا تمشي علينا ونحاول جميعاً كيف نجعل مخرج، تأتي ضغوط أمريكية تأتي إملاءات أمريكية يقدمها للناس باعتبارها ماذا؟ سياسة حكيمة! ما هكذا يحصل، سياسة حكيمة وخطط هامة وأشياء من هذه؟.

إذاً لم تعد كلمة: {مِنْكُم} موجودة، لم تعد صادقة عليهم جميعاً؛ لأنه لو ... أعني: هنا في كلمة: {وَأُولِي الْأَمْرِ} عندما ترى هذه السورة مليئة بالتشريعات، مليئة بالتوجيهات، مليئة بأشياء هامة جداً، وأنت ترى من يدعون بأنهم أولي أمر لا يعملون بظاهر القرآن بالنص الصريح فيه ما بالك بأن يعرف من داخله كيف يسيّر الأمة، وهنا جاء بآيات كثيرة حول موضوع بني إسرائيل، يبين كيف هم، تجد مواقفهم الآن مواقف من لا يقرأ هذه الآية يقول عن بني إسرائيل: {أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً} (النساء:53) يذكر أيضاً بأنهم يريدون أن تضلوا السبيل يذكر أشياء كثيرة تجد مواقفهم معهم مواقف من لا يعطي لهذه الآيات قيمتها وهي صريحة، مع أن الآية هذه هنا توحي إضافة إلى صريح القرآن الكريم فيما يتعلق بعمقه فيما يتعلق بفهمه فيما يتعلق بالإهتداء بأشياء كثيرة داخله لإنزالها على الأمة لتربية الأمة على أساسها لبناء الأمة على أساسها.

{فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ} (النساء: من الآية59) لأن هدى الله يقوم على أساس أن لا يكون هناك اختلاف، نظام لا يكون هناك اختلاف نهائياً {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ} طرأ تنازع {فِي شَيْءٍ} فمن أول وهلة ردوا الموضوع إلى الله ورسوله، أقفلوا الباب تماماً {فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ} (النساء: من الآية59) يعني: ردوا أمره ردوا شأنه {إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} (النساء: من الآية59) أي: لستم بحاجة إلى أن تتنازعوا في شيء، لكن لو طرأ تنازع فردوا القضية بكلها إلى الله والرسول؛ لأن الحكم له سبحانه وتعالى، وتجد أنه يهدي وبالنسبة للرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) أعني: ليست القضية على ما تقدم بمعنى أن أرد أنا عندما نختلف أنا وأنت في شيء نأتي نرده إلى الكتاب ونرده إلى السنة، أليس هكذا يقدم الموضوع، الرد إلى الكتاب؟ ثم آتي أنا أطلع الكتاب وأحاول أؤقلم الكتاب معي، وأنت من عندك كذلك والآخر من عنده كذلك، فيما يتعلق بالكتاب، وفيما يتعلق بالسنة، ما هكذا يعملون؟ وكلهم يدعون أنهم يعملون هذه، وما يزال الإختلاف قائماً؟! لأن عملية الرد ليست على هذا النحو الذي يقدمونه هم، كل واحد من عنده، وكل واحد يدعي أنه يرد إلى الله والرسول، يرد إلى الكتاب والسنة، والإختلاف قائم؛ لأن هذه قدمت بأنها وسيلة تحسم الإختلاف تماماً فلو أن الطريقة التي يعملونها في الرد على مدى القرون هذه لو أن الطريقة الصحيحة هي التي يقومون بها لما كان هناك اختلاف.

ألم يقدمها هنا على أساس أنها تحسم الخلاف؟ فلماذا نجدهم مختلفين مع دعاوى أنهم يردون إلى الله والرسول؟ إلا أن عملية الرد ليست صحيحة وليست على الأساس الصحيح؛ ولهذا جاءت العبارة بشكل توحي بالتقليل، وكقضية فيما لو حصل تنازع اتركوا الموضوع بكله لله والرسول، ويأتي توكيد على هذه القضية بقوله: {إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} (النساء: من الآية59) تؤمنون بالله وتعرفون أن الله بكل شيء عليم وأنه حيٌّ قيوم وأنه لا يأتي من جانبه تقصير على الإطلاق في موضوع الهداية وتخافون منه، والإيمان باليوم الآخر. {ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} (النساء: من الآية59) أحسن عاقبة من أن تظلوا متنازعين ومختلفين.
هل الآية هذه مفهومة؟ لأنها من الآيات التي يشتغلون فيها، هذه الآيات التي يأتي فيها شغل، وتلمس يداً يهودية في الموضوع مثل: {أُمَّةً وَسَطاً} (البقرة: من الآية143) ومثل: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} (البقرة: من الآية256) ومثل: {وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} (النساء: من الآية59) أليسوا شغالين في هذه؟ وتجد أن هنا ما يبين أن الدين قائم على أساس أمة واحدة وقيادة واحدة، عندما يقول: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ} (النساء: من الآية59) فعندما تأتي إلى سبعة وخمسين زعيماً سبعة وخمسين زعيماً وكل واحد يريد يشغل الآية هذه له، وجاء واحد ثاني يعمل انقلاب عليه وضربه وسماه طاغية وعدو الله، إلى آخره .. وقاموا يشغلون الآية له، وهكذا، أليس هذا تلاعب بالدين؟ مع أن الإسلام قدّم على أساس أن تكون هذه الأمة أمة واحدة.

ثم عندما تتأمل أيضاً الدعاوى عندما يكون كل زعيم يدعي في بلاده أو يدَّعون له سواء مثقفون أو علماء يدعون له أليسوا في نفس الوقت يشكون من التفرق؟ إذاً إذا كان الله هو الذي أوجب على كل شعب أن يطيع الشخص الذي يحكمه، والكل يشهدون بأن هذا تفرق وأنه سبب لضعف الأمة، هل يمكن أن يكون هذا من دين الله؟ بأن تجد كل زعيم يقول العرب يجب أن يتوحدوا، وبعضهم قال: المفروض أن يكون هناك زعيم عربي واحد، ونحن مستعدون نتنازل لواحد من الزعماء مستعدون نتنازل له؟ ألم يقل هكذا؟ إذاً فمثل هذا ينقض دعوى كل شخص في بلاده، أعني: الذي ينتهي في الأخير إلى أن الله أوجب على سبعة وخمسين قُطْر أن يطيعوا كل واحد منهم الواحد الذي عندهم، وهكذا، يطلع لك سبعة وخمسين شخصاً، وإذا بالسبعة والخمسين كل واحد يشكي من التفرق الذي هم عليه وكأن الله هو الذي شرع التفرق الذي هم عليه وأمر الناس أن يطيعوهم على التفرق الذي هم عليه، وهم كلهم يصيحون من التفرق شعوب وزعماء، أليس هذا يعتبر ـ لو أنه صحيح ـ لاعتبر اختلاف في شرع الله، واعتبر تدبير غير حكيم لو أنه من عند الله؟.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

الدرس الثامن عشر- من دروس رمضان المبارك.

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي/ رضوان الله عليه.
بتاريخ 18 رمضان 1424هـ
الموافق 12/ 11/2003م
اليمن ـ صعدة.

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر