طغاة بني أمية، الذين اتخذوا دين اللّٰه دَغَلًا، وعملوا بكل ما يستطيعون وعبر علماء السوء إلى تحريف مفاهيم الدين الإسلامي، ليسهل عليهم من خلال ذلك السيطرة على الأمة بشكل تام، والاستعباد لها؛ بعد أن يغيروا فكرها، وقناعتها، وثقافتها، وتصورها للدين الإسلامي، وبالذات المبادئ ذات الأهمية الكبيرة، التي يترتب عليها إقامة الحق، إقامة القسط، إقامة العدل، إنقاذ الأمة، إصلاح واقع الأمة، والتي لها أهمية كبيرة في تحصين الأمة، وفي إكسابها المنَعَة التي تساعدها على الاحتماء من الطغاة والظالمين، ومن سيطرة المجرمين، فعملوا على تحريف تلك المفاهيم، وسعى الإمام زيد "عَلَيهِ السَّلَامُ" إلى إنقاذ الأمة مما تعانيه، من طغيان طغاة بني أمية، الذي وصل إلى درجةٍ رهيبة من انتهاك الحرمات، والتعدي على المقدسات، والاستباحة للأمة، فهم لم يرعوا أي حرمةٍ من الحُرُمات، ولم يعطوا أي شيءٍ من مقدسات المسلمين، ومن المبادئ الإسلامية أي قيمة أبدًا.
انتهاكهم لحرمة المقدسات وفي مقدمتها أنواع الإساءة إلى رسول اللّٰه "صَلَوَاتُ اللّٰهِ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ"، من ضمن ذلك التغاضي عن سَبِّه في مجالسهم الرسمية، التي كان يحضر فيها- من جلسائهم من اليهود ومن الكافرين- من كان يسبُّ الرسول "صَلَوَاتُ اللّٰهِ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ" في محضرهم، وهم يسمعون، ومع ذلك يتضاحكون، ويغضون الطرف، ولا يزعجهم ذلك، بل إضافة إلى ذلك كانوا يطلبون من بعض الشعراء أن ينشدوا لهم الشعر الجاهلي الذي كان في أيام حرب المشركين ضد رسول اللّٰه "صَلَوَاتُ اللّٰهِ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ"، وفيه الهِجاء للرسول "صَلَوَاتُ اللّٰهِ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ"، والإساءة إلى رسول اللّٰه "صَلَوَاتُ اللّٰهِ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ"، إضافة إلى التشويه المتعمد للرسول "صَلَوَاتُ اللّٰهِ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ"، من خلال الافتراءات، والمرويات المكذوبة، التي تتضمن التنقيص منه، التنقيص من رشده، التنقيص من حكمته، الانتقاص من أخلاقه وقيمه، الإساءة إليه بأشكال كثيرة، وهذا معلومٌ وثابتٌ قطعًا عليهم وعلى علماء السوء المرتبطين بهم، وأيضًا التقليل من مكانته، لصالح من؟ لصالح مكانة أولئك الملوك الجبابرة من طغاة بني أمية، وكان بعض ولاتهم يصرِّح بذلك، ويتحدث بذلك، ويسعى إلى إقناع الآخرين بذلك، إلى درجة أن يسعى بعض ولاتهم في أثناء شعائر الحج، ويتخاطب مع الحُجَّاج ليقول لهم: [إنَّ خليفةَ الرَّجُلِ خَيرٌ مِن رَسُولِه]، ثم يبني على ذلك القياس في مسألة الرسل، والأنبياء، والملوك، ومن يسمونهم بالخلفاء، ثم يحاول أن يقنع الآخرين بذلك، إلى هذه الدرجة من الوقاحة، الوقاحة العجيبة جدًا. بل وصل الحال إلى المجاهرة في بعض المقامات بتكذيب النبي "صَلَوَاتُ اللّٰهِ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ"، كما قال أحد ملوك بني أمية؛ وهذا ثابت في كتب التاريخ:
تَلَعَّبَ بِالبَرِيَّةِ هَاشِمِيٌّ بِلا وَحيٍ أتاهُ وَلا كِتابِ
إلى هذه الدرجة من الوضوح في التكذيب، والتصريح بذلك، التكذيب لرسول اللّٰه "صَلَوَاتُ اللّٰهِ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ"، وهكذا عملوا إلى حدٍّ كبير في أوساط الأمة للتقليل من مكانة رسول اللّٰه "صَلَوَاتُ اللّٰهِ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ".
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
القاها السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زيد 1445هـ