عبدالفتاح حيدرة
في محاضرته الرمضانية السابعة و العشرين لعام 1443هـ ، تحدث السيد القائد - عليه سلام الله ورضوانه - حول يوم القدس العالمي، ويأتي إحياء هذا اليوم بكونه يوما عاما لتحشيد المسلمين تجاه القضية الفلسطينية، و لابقاء القضية في نفوس المسلمين وعليهم التزام ديني وسياسي ، ورفع مستوى الوعي، وتزداد الأهمية في أحياء هذا اليوم لتهافت بعض الأنظمة العربية والاسلامية للتطبيع، يوم القدس يوم مهم في زيادة الوعي و للتذكير بالحقائق الواضحه والثابته، والتي اولها حقيقة ان الكيان الصهيوني و اللوبي الصهيوني العالمي من ورأة هو عدو للاسلام والمسلمين، وهذه من أوضح الحقائق، وجرائم هذا الكيان بالقتل والابادة وإحتلال الأرض، وكل اعتداء يمارسه الكيان الصهيوني، ومنبع هذا العداء هو ثقافة وعقيدة صهيونية ضد الاسلام والمسلمين، ومع ما يتجلى في الواقع بكل وضوح يؤكد القرآن الكريم منذ البداية (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ ٱلنَّاسِ عَدَٰوَةً لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلْيَهُودَ وَٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ)، وفي سياق ما يذكرة القرآن عن عدائهم واساليبهم يؤكد القرآن (وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَآئِكُمْ) وبناء على ما أخبرنا به القرآن الكريم يجب أن نتخذهم أعداء، كما قال سبحانه عن الشيطان، وعلينا أن نتخذهم أعداء بما ذكره الله وبما يشهده الواقع ويشهده العالم..
علينا أن نستشعر المسئولية أمام الله و ندرك إننا نحن المعنيون في مواجهة هذا العدو الذي يحاربنا وأنه في حالة عداء دائم لنا، وإذا فطرتنا سليمة يجب أن نزداد وعيا تجاه عدائنا للعدو الاسرائيلي، ونتحرك للتصدي لهذا العدو في مختلف المجالات، بالاضافة الى التحرك ضد بعض الأنظمة العميله التي تريد أن تقنع شعوبها بأن العدو الصهيوني صديق، وهذا ما يتحرك به النظام السعودي والاماراتي وال خليفة في البحرين، و يسخرون كل جيوشهم الاعلامية لتغيير الأفكار، وتغيير المناهج التي ترسخ النظرة الغبية تجاه العدو الصهيوني، ويربوا أبنائهم على الولاء لإسرائيل ضد ابناء الامة وأحرار فلسطين، وفي ظل هذا العمل يجب ترسيخ الحقيقة القرآنيه انهم أعداء، وحرم الولاء لهم، واتخذ المطبعون عنوان السلام، وهو عنوان مخادع، يريدوا ان يجعلوا من السلام عنوان لخديعة الأمة وزيادة العداء للأمة، وضد الاحرار والشعب الفلسطيني، وهذه الحاله للأنظمة العميلة والخائنة هي ارتداد عن الثوابت المبدئيه للامه التي كانوا يقرون بها، وكلما اقتربوا بالتودد للاسرائيلي، تحت اسم التطبيع الذي يعني الولاء للاسرائيلي، ومع ارتكابهم هذا الولاء المحرم، لن يغيروا في الواقع شيئا، بل انهم قدموا أنفسهم ليستغلوهم أكثر..
العدو الإسرائيلي ينظر للمطبعين نظرة احتقار ودونية ، ويظلونهم أكثر في كل شئون حياتهم ويفسدون كل واقعهم، والواقع يشهد في الامارت إذ يتحدث الاعلام الإسرائيلي ان المافيا الإسرائيلية تسيطر على الامارات، وسيتجلى هذا في السعودية وغيرها، و يعطونهم حتى الجنسيات، ومع كل ذلك سوف يخسرون في نهاية المطاف، الحقيقة الثانية كيان فاسد و مفسد وقائم في سلوكة وتكوين ونشأته واهدافه وخططه على الفساد والإفساد في الأرض، وهذه الحقيقة أكد عليها القرآن بقوله تعالى (لتفسدن في الأرض مرتين) فساد في مجالات الحياة والمستويات، ويسخروا الامكانيات الهائله على الفساد الفكري والإعلامي والانترنت والتواصل الاجتماعي المناهج الدراسية، الله قال عنهم (يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ)، والفساد الاخلاقي، يشتغلون شغل الشيطان، بكل وسائل الافساد النفسي، وعلى مستوى السياسات، وعلى المستوى الاقتصادي اوصولوا الأمة إلى مستوى الحضيض، واتجهوا لابعاد الأمه عن الإنتاج الداخلي وتعطيله، وعلى المستوى الاجتماعي يسعون لتفكيك الأسرة، وفصل المرأة عن الأسرة، والهدف من التضليل والإفساد هو أضعاف المسلمين والسيطرة عليهم سيطرة كامله على الأرض والانسان، وان يكون المسلم بلا وعي بلا رشد بلا بلا أخلاق بلا عزة بلا إباء، وهدفهم ضرب الروح المعنوية، هدفهم ان تخسر الأمة حتى تأييد الله، وان يغضب الله عليها، لأن الأمة اذا تحركت بهدى ربها واقتدت برسولها سوف تحضى بالنصر والمعونه وستتحصن من حالات الاختراق..
الواقع اليهودي الصهيوني الإسرائيلي الذي يعتمد على الفساد والإفساد واقع ضعيف، واقع مصيرة الزوال، قال تعالى (فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا) وهذه الحقيقة الثابته مهما عمل العدو هو عدو خاسر محتوم الزوال ، ويخسر معه كل من تورطوا بالولاء له، وفي ظل حالة الارتداد عن المواقف والمسئوليات التي ارشد الله إليها يقول تعالى (ياأيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله) ، والبعض لا يجروء حتى للتعبير عن البرأة من الأعداء، و الاستبدال يتجلى بشكل عملي في العزة، ويثقون بالله ووعده بالنصر، و يتحركون في كل المجالات، لديهم الدافع الايماني العظيم لا يبالوا بلوم ااحد مهما كانت الحملات التحريضية عليهم، ينطلقوا بايمان ورشد، وسوف يأتي من يتحرك ويقف الموقف المشرف (ذلك فضل الله) حتى لا يتقلدوا عار التطبيع والطاعه للعدو الإسرائيلي والمتخاذلين..
ومن هنا يجب أن ندرك اهمية التحرك بالمبدأ الايماني، ونسعى للتحرك في كل المجالات وان يكون موقفنا واضحا، وان نهتم بالمقاطعه والهتافات والتحريض و التعبئة وبناء القوة، و التصدي لمؤامرات العدو وتحصين الأمة من الداخل، لا تقف مع العدو ولا مع صف عملائه، ومن المهم أحياء يوم القدس العالمي، بصوت الأمة الإسلامية وهو الصوت الحق الذي يعبر عن الموقف الحق، ومن مميزات هذه المرحله في نهضة الأمة في اليمن وفلسطين ولبنان والعراق وسوريا وايران والبحرين، وصولا لتثبيت معادلات جديدة، ودور شعبنا هو دور ثابت وعظيم واسهامه كثير يقف مع الاحرار من أبناء أمتنا صفا واحد ضد العدو الصهيوني، والخروج يوم الغد خروج يعبر عن أصالة شعبنا وانتمائية الايماني يعبر عن الموقف المناصر للاسلام ويكون امتداد لمواقف الانصار لنصرة رسول الله علية افضل الصلاة والسلام وعلى آله..
#يوم_القدس_العالمي ١٤٤٣ه.