مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله
من صور التسامح  التي عرف بها الإمام الهادي ‹عليه السلام›

من ذلك أنه عندما بلغه تمرد أهل صنعاء على عامله بها، ونهبهم كل ما عندهم من الأمتعة والدواب ـ وكان في شبام ـ دعا من كان في سجنه من آل يعفر وآل طريف، فأطلقهم ومنَّ عليهم، وكان مما قاله لهم: «وهبت لكم نفوسكم فاتقوا الله في سركم وعلانيتكم».
وأراد الرحيل إلى صعدة فلحقه أهل شبام وأرادوا قتله فهزمهم وأمن مكرهم، واستقر الإمام ‹عليه السلام› في ريدة وفيها وفد عليه أخوه عبدالله بن الحسين من الحجاز ومعه ثمانون رجلاً من المضريين.
 وعلم الإمام الهادي ‹عليه السلام› بأن آل يعفر جمعوا قواتهم وفرسانهم واحتلوا صنعاء فتوجه إلى صنعاء ومعه أبو العتاهية وأنصار الإمام ‹عليه السلام›، والمهاجرون من الطبريين والمضريين، وهزم الإمام الهادي ‹عليه السلام› بني يعفر ودخل صنعاء، وعفا عنهم، وقال لهم في خطبة الجمعة: «أيها الناس ما نقمتم علي إلا ماحكى الله في كتابه عن قوم لوط في قولهم: (أَخْرِجُوا ءَالَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ)[النمل:56] ولكنني أقول لكم كما قال عمي يوسف ‹عليه السلام›: (قَالَ لاَ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)[يوسف:92]».
 ثم بقي ‹عليه السلام› في صنعاء سنة كاملة يعلمهم ويرشدهم ويدرأ عنهم الأخطار ثم احتاج جيشه للمال، ولم يجد ماينفق عليه، فطلب قرضاً من أعيان صنعاء فلم يقرضوه درهماً واحداً، فخرج ‹عليه السلام› مع أصحابه إلى صعدة، وقال لهم عند خروجه: «والله لتمنونني، وليضربنكم الله بلباس من الجوع، والخوف، ولتباعن نساؤكم بالدينار والدينارين والثلاثة جزاء من الله على فعلكم وصنعكم، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون».
فلم تمض إلا فترة حتى دخل علي بن الفضل صنعاء - وكان قد اتخذ من مدينة المذيخرة  عاصمة لملكه - وفعل الأفاعيل في صنعاء، فادعى النبوة، وأحل نكاح البنات والأمهات والأولاد، وارتكب جميع المحرمات، وارتقى جامع صنعاء وخطب فيهم خطبته الشنيعة التي هدم فيها أركان الدين، ولقي أهل صنعاء منهم الكثير فلم يجدوا إلا الإمام الهادي ‹عليه السلام› فاستغاثوا به لجهاد القرامطة. فضرب ‹عليه السلام› أروع صور الصفح والتسامح معهم وهب لنجدتهم وإنقاذهم، وتوجه لجهاد القرامطة وأخرجهم من صنعاء وكان له معهم أكثر من نيف وسبعين وقعة انتصر فيها عليهم.

من كتيب "الإمـام الهـادي (علية السلام) صورة مُوجزة " للاستاذ يحيى قاسم ابو عواضه


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر