مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله
مبدئية الموقف الأصيل يتجدّدُ في عيد إسلام اليمنيين

مـوقع دائرة الثقافة القرآنية – تقارير – 2 رجب 1445هـ
تقرير/ يحيى الشامي
بين مناسبة وأخرى يعتلي السيد منبر الوعي، مؤذِناً في أمّته لا حياة بلا كرامة ولا كرامة بلا تضحية، ولا تضحيةَ بلا استعداد، ويهتف بالذين آمنوا بقضيتهم أن يعملوا ويقاتلوا لأجلها، ويردف آن للصمت تجاه فلسطين أن يصرخ وللسلاح أن يجلبَ لأمتنا السلام.

ما خرج اليمنيون من دين الله مذ دخلوا فيه بالأمس أفواجاً مسلمين، يمضوا فيه اليوم أنصاراً على بيّناته القرآنية وأصالته المحمدية، وفي كل جمعةٍ رجبية يتجددُ المشهد الإسلامي ويتأكد الموثق، شعب مؤمن وقائد حكيم، يجد الناس في خطاباته ما انتظروه لسنوات، وفي جمعة رجب عادةً ما يدور الحديث عن الهوية الإيمانية وتمظهراتها في المواقف اليمانية المتفرّدة والمتحررة، ولعل المتتبع لخطابات جمعة رجب يلمس موقع اليمنيين في خارطة الإسلام كرافعة له ومصداق لعقيدته ، ومنها الى آفاق المسؤولية الراهنة ينطلق السيد في مهمة إحياء الهمم وإيقاظ النفوس وإلهامها.

 

وعلى نحوٍ بديع ومقتدر يضع السيد غزة فلسطين كامتحان يصعبُ على غير المؤمنين بربهم والمعتزين بعقيدتهم تجاوزه، ويستحيل على أصحاب الحسابات السياسية والمثقلين بالأولويات الدبلوماسية النجاح فيه، و وحدهم المؤمنون بالله المتسلحون بعقيدتهم قادرون على خوض غمار هذه المعركة والانتصار فيها، وعلى هذا المسار في مضمار الجهاد في سبيل الله يهيئ السيد النفوس ويرفع من عزمها ويشحذ من هممها، صحيح أن الأمر صعبٌ مستصعب لكنّه بالله أيسر وهو السبيل الأوحد بعد أن جربت الأمة طرقاً شتى وسبلاً عدة فما أفلحت ولا تحررت ولا أعادت لفلسطين حقاً.

لم تكن خطبة مستعارة من ديباجات منابر الزعماء بل حجة بالغة يلقيها سيد اليمن على الأنظمة العربية المحاصِرة لفلسطين، والملتحقةِ بركب الغرب علها تنفك من قيود النكسة وأسر النكبة .. إنذار لها وإعذار

ولما استتر من ضمائر الشعوب الحيّة يُعيد السيد بناء الموقف ويأخذ منها موثقاً للمناصرة إلا أن تحيط بهم الحكومات المتواطئة، يُطالب السيد قادةَ العرب إن لم تتقدّموا بالموقف فتوقفوا عن الخذلان، افسحوا لليمنيين المجال دعوهم وفلسطين ولتجربوا صدقهم وبأسهم.

إن لم تكونوا أنداداً لليهود فلا تكونوا أعضاداً لهم، دعوا شعوبكم فإنها مجبولة على القضية متمحورةً حولها، لولا أن تحولوا بينها وبين قدسهم.

يُناصح السيد أخوته العرب، ويكافح أعداءهم، ومن موقع الواثق يُحذّر السيّدُ الأمريكي من الوقوع في فخ الصهيونية وينصحُ البقيةَ من التورّطِ في الفِخاخِ الامريكية، التي تجترهم حطباً لمؤامرات الصهاينة، وبعيداً عن حرب الشائعات الأمريكية وحملات التخويف الغربية المحرِّفة لطبيعة المعركة وقواعدِ اشتباكها، يطمئنُ السيدُ البقيّة: “آمِنٌ هوَ البحر إن أمنتم الخدعَ الامريكية”.

 

في تفاصيل الإرث الدموي لليهود يتوقف السيد طويلاً في خطابه يستعرض منها الأشلاء الممزقة المتناثرة في خارطة إفسادهم في الأرض مجدداً التأكيد على حقيقة أن اليهود شر محض وخطر مطلق يستحيل العيش معهم والسلامة من أذاهم، ومنطلق شرهم يبدأ من ايديولوجيتهم المحرّفة والمنحرفة، ما يجعل من مواجهتهم وقتالهم الخيار الوحيد لتفادي مكائدهم وخبث مؤامراتهم، ودون ذلك تظل البشرية حقلاً ملغوماً بالفتن وحلبة اقتتال مستدامة.

يتبدّى الموقفُ اليمني الراهن ممتدّاً من الجمعةِ الأولى جامعاً بين يمانية الإيمان وحكمة اليمن، وفي لحظة تأمّلٍ جامحة تُحلّقُ بالمتأمّل بعيداً عن جو العيد الإسلامي اليماني إلى جذر الجمعة الأولى فيتجلى نفَسُ الرحمن في مشهد يمناني أنصاري متصل الحلقات فتنشد إليه النفوس وتنقاد نحوه طيّعةً الأرواح مكلّلةً بروحٍ من روحٍ الله، تذكر بحمد النبي بجهاده يصدقهِ بإخلاصه عندها يفهم الجمع كيف أن الإيمان يمان وأني غدت الحكمة يمانية.

من الجمعةِ العيد يُعيد السيدُ وصل الموقف الجديد بالمبدأ الأصيل للإسلام يقول: لم يشبِ اليمنُ عن الطوق العربي بل شذّت الأنظمةُ العربيةُ عن مبادئ شعوبها عن عقيدة جماهيرها، وقبلت بالتطويق والتطويع والتطبيع، وفي مفترق طريقين -أحدُهما قلّ سالكوه-، يُنادي السيد العابرين في طريق التيه هذه فلسطين لا تشيحوا بوجوهكم عنها ولا يصرفنّكم الشيطان الأمريكي عنها لسواها، ولا تملّوا عن نصرتها، ولا تركنوا إلى عدوكم وعدوها فيمسكم ما مسها، والله المستعان.

يجدّد السيدُ التذكير بالسنن الماضية الجارية على سبيل الأمور المقدّرة حيث للموقف ثمنٌ أقل من كلفة الوقوف في المنتصف أو العدول عن الطريق والزيغ.

لا يستعرضُ السيد القوة في خطابه ولا يخطب للاستعراض، بل يضع السيف في يد قومه الذين أسقطوه، وهو، وهم، أدرى أن السيف أصدقُ إنباءً من الخطب، وعلى سبيلِ استنهاضٍ يُسقط السيدُ الشعاراتِ فيبقى المشروع، ويمضي في كشف الأقنعة وتبقى القناعات فمن شاء آمن ومن آمن التحق بالركب مجاهداً، ومن جحد واستكبرَ على علمٍ فينتقم الله منه.

 

خطابٌ خارج المألوف لكنه عند مستوى الواجب والمسؤولية، متخفّفاً من أثقال السياسة ومثقلاً بأوجاع القضية، ربما لم يعتدِ العرب هكذا حديثٌ من قلب النار، يتجلى في حديث السيد المبدأ كتلةً واحدةً لا تتجزأ، تماماً كما هي فلسطين لا تتقسم، ولا يعفي المعرضون عنها ثقل السؤال وأثقالِ المسؤولية، وكم كان ولا يزال كلام السيد عن المسؤولية قرآني المنطلق إسلامي التحليق ضارباً في العمق راسخاً في الأرض واثقاً بالحق، والحق اليوم غزة يقول السيّدُ: وأنّى لمن دفع باكراً دمه ثمناً لفلسطين، أنّى له أن يُزايد أو يتاجر أو حتى يُفاخر؟! يقولها السيد ويشهدُ الله والناس على صدق ما يقول.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر