مـوقع دائرة الثقافة القرآنية - صنعاء – 6 صفر 1447هـ
- هل ينتظر أبناء الأمة ليتحركوا حتى يموت أبناء غزة بأجمعهم، أو أن ينجح العدو في تهجيرهم بالكامل؟.
- مشاهد الأطفال في هياكلهم العظمية مخزية للمجتمع الغربي الذي يدّعي الإنسانية والرهان على المواقف الأوروبية هو رهان على سراب.
- من يرفع عنوان الجهاد فإن فلسطين أعظم وأقدس ميدان للجهاد، أم أنك لا ترى الجهاد إلا عندما يكون في الاتجاه الذي يهندس له الأمريكي والإسرائيلي لإثارة النعرات الطائفية؟.
- السعودية وأنظمة عربية أخرى أجواؤها ومطاراتها مفتوحة للعدو الإسرائيلي وكذلك التعاون الاقتصادي مستمر.
- تكبيل الشعوب من قبل الأنظمة ليس مبررا للجمود، لأن بوسع الشعوب أن تضغط على حكوماتها وأن تتحرك في موقف جماعي كبير.
- إذا كانت مواقف بريطانيا وفرنسا وألمانيا صادقة، لماذا لا توقف الدعم العسكري للعدو الإسرائيلي؟.
- لا يمكن الرهان على المؤسسات الدولية، والأمم المتحدة لم تفعل شيئاً للشعب الفلسطيني منذ تأسيسها.
- التحرك الجهادي الصادق الثابت في فلسطين ولبنان هو أمل للأمة الإسلامية.
ألقى السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، اليوم الخميس، كلمة عن آخر التطورات والمستجدات في فلسطين تحدث فيها عن مأساة الشعب الفلسطيني، وتطرق إلى المواقف المخزية للأنظمة الغربية والمؤسسات الدولية وكذلك المواقف المخزية للأنظمة والشعوب العربية التي تتفرج على العدو الصهيوني وهو يبيد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وأوضح السيد القائد أن ما يتعلق بتطورات العدوان الهمجي الوحشي الصهيوني على قطاع غزة فإن العنوان الأول لمظلومية ومأساة الشعب الفلسطيني في القطاع هم الأطفال وهم في مظلوميتهم الرهيبة يكشفون حجم الخذلان الكبير على المستوى العالمي والمستوى الإسلامي ، موضحا أن 100 ألف طفل في قطاع غزة يواجهون خطر الموت جوعاً بينهم 40 ألف طفل رضيع يعانون من انعدام الحليب. مؤكدا أن العدو الإسرائيلي يستهدف الأطفال الرضع بكل أشكال الاستهداف وهم جزء من أهدافه العملياتية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وأضاف أن شهداء التجويع يرتقون يوميا والواقع أصعب بكثير مما تحصيه الأرقام، فما يتم إعلانه من إحصائيات تقتصر على ما يصل إلى المستشفيات فقط. مؤكدا أن مستوى التوحش والإجرام الصهيوني اليهودي بلغ حتى استهداف النساء أثناء الولادة. مشيرا إلى أن "المأساة المظلومية للشعب الفلسطيني شاملة بالمجاعة والاستهداف والتهجير القسري والحشر لهم في مناطق ضيقة مكتظة فالعدو الإسرائيلي يحشر مئات الآلاف في مساحة تقدر بـ12% من مساحة القطاع ، مشيرا إلى أن العدو الإسرائيلي يستهدف المناطق التي يسميها بالآمنة بالتجويع والاستهداف بالقصف. ولفت السيد إلى أن معاناة النساء عنوان بارز ضمن معاناة الشعب الفلسطيني في غزة.
وأكد أن الصهيونية هي نتاج التوحش الإجرامي العدواني السيء جداً . موضحا أن العدو الإسرائيلي استهدف في هذا الأسبوع الذي أعلن فيه هدنة إنسانية أكثر من أربعة آلاف فلسطيني معظمهم كالعادة من النساء والأطفال. وأضاف: "كثير ممن استهدفهم العدو الإسرائيلي بالتزامن مع إعلانه للهدنة هم من طالبي الغذاء ومن الساعين للحصول على الغذاء لسد جوعهم وجوع أطفالهم ونسائهم، العدو الإسرائيلي من خلال مصائد الموت في هندسته للجوع وأساليبه العدائية المتوحشة يستهدفهم ويقتل منهم باستمرار في كل يوم".
إنزال المساعدات جوا لمجرد الخداع
ولفت إلى أن العدو الإسرائيلي يخادع العالم والرأي العالمي بعد ضجة عالمية تجاه مستوى التجويع والظلم الرهيب ومشاهد الأطفال في هياكلهم العظمية للناس، للكبار، للصغار، مشاهد رهيبة جداً ومخزية للمجتمع البشري في هذا العصر، كما أن مشاهد الأطفال مخزية للمجتمع الغربي الذي يقدم نفسه على أنه يقود الإنسانية ويقود المجتمع البشري تحت راية الحضارة والقيم الليبرالية". مؤكدا أن إنزال المساعدات جوا خدعة جديدة للعدو الإسرائيلي معظمها ذهب إلى ما يسميها العدو بالمناطق الحمراء، يُقتل الفلسطينيون بمجرد الذهاب إليها. مشيرا إلى أن إنزال المساعدات جوا قد تكون سائغة كطريقة في بعض المناطق من العالم التي لا يتهيأ فيها إيصال المواد الغذائية إلى الناس.
وأكد السيد أنه لا مبرر لإنزال المساعدات جوا والهدف منها الخداع من جهة واللعب بكرامة وحياة الناس في قطاع غزة من جهة أخرى ، لأنه من المتاح جداً في قطاع غزة إدخال المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية برا وتوزيعها من العاملين في الأمم المتحدة والعائق الوحيد في وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة هو العدو الإسرائيلي.
وبيّن أن العدو الإسرائيلي يمنع أي عملية تنظيم لتوزيع المساعدات التي قد تصل إلى قطاع غزة. مؤكدا أن العدو يريد أن تحكم الفوضى واقع قطاع غزة وأن يكون هناك اقتتال وتنازع على الشيء اليسير جداً جداً من المساعدات. مؤكدا أنه لا ينبغي أن ينخدع أحد أبداً بإعلان العدو الإسرائيلي الهدنة الإنسانية ولا بخدعة إنزال المساعدات جوا فإنزال المساعدات جوا لمجرد الخداع وليست مجدية لم توفر أي حل لمعاناة الشعب الفلسطيني.
وقال السيد: "إرسال مجموعة من اليهود الصهاينة لإقامة حفلة شواء قرب حدود غزة هي تعبير عن مستوى التوحش والتلذذ بمعاناة الشعب الفلسطيني واستفزاز للعرب والمسلمين بشكل عام ومن صور الوحشية الإسرائيلية إتلاف جنود العدو كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية المخصصة لقطاع غزة".
وأشار إلى أن العدو الإسرائيلي قبل الحرب على المساعدات كان قد دمر كل مقومات الحياة في قطاع غزة ، كما عمل العدو الإسرائيلي بكل الوسائل على إنهاء الزراعة في قطاع غزة حتى لا ينتج الشعب الفلسطيني أي مواد غذائية . مؤكدا أن العدو يريد أن يستكمل كل قطاع غزة بالتدمير والنسف للمباني والأحياء والمدن وإنهاء كل مقومات الحياة هناك.
-
غزة تباد بالمال العربي
وأوضح أن الإجرام الصهيوني ومأساة الشعب الفلسطيني لم تعد خافية على أحد في العالم، ومشاهدها تنشر في كل وسائل الإعلام والانتقادات للعدو الإسرائيلي تصدر من معظم البلدان في شرق الأرض وغربها . مضيفا أن صوت الضمير الإنساني للناشطين الأحرار في بعض البلدان يقمع بعنف وشدة كما يحصل في ألمانيا وبعض بلدان أوروبا وكما يحصل في أمريكا.
وأكد أن حجم الإجرام الصهيوني لم يعد يليق بأحد أن يسكت عنه على مستوى الانتقاد، التصريحات، البيانات، الإدانات، لكن ذلك لا يكفي ولا بد من مواقف وإجراءات عملية فالعدو الإسرائيلي يتكئ تماماً بظهره إلى الأمريكي ثم لا يبالي بما يصدر في كل العالم من أصوات.
وأشار إلى أن النظرة إلى العدو الإسرائيلي بعين الحقيقة كمجرمين متوحشين سيئين يقلق العدو الإسرائيلي ولذلك العدو الإسرائيلي يحاول أن ينشط في حرب دعائية يحاول أن يجمل فيها وجهه القبيح جداً، والإجرامي جداً، البشع للغاية لكنه فاشل.
ولفت إلى أن كثير من البلدان وبالذات غير الإسلامية يعتبرون أن المعني الأول في أن يتصدر الساحة هم المسلمون وفي الوسط الإسلامي العرب وبعض البلدان قد يعتبر نفسه أنه ليس معنياً لأن يكون عربياً أكثر من العرب، وأن يكون مهتماً بقضايا المسلمين أكثر من المسلمين أنفسهم.
وبيّن أن أمة ملياري مسلم تمتلك كل القدرات المادية والمعنوية لأن يكون لها مواقف قوية.
وأشار إلى أن من قد يتعاطف مع الشعب الفلسطيني أو يهوله حجم الإجرام اليهودي الصهيوني ينظرون باستغراب إلى موقف المسلمين . مؤكدا أن حالات الوقوف الصادق مع الشعب الفلسطيني استثناء ومحدودة لكن الحالة العامة هي الخذلان، وفي المقدمة العرب. موضحا أن الموقف الشعبي العربي متأثر بالموقف الرسمي وفي معظم البلدان هناك قرار رسمي بتجميد أي موقف شعبي.
وأكد أن التخاذل العربي أسهم بلا شك في حجم ومستوى ما وصل إليه الطغيان والظلم والإجرام اليهودي الصهيوني على الشعب الفلسطيني .
وقال السيد: "الطائرات الإسرائيلية التي تلقي القنابل الأمريكية على الشعب الفلسطيني هي تتحرك معتمدة على الوقود من النفط العربي، الطائرات الإسرائيلية تتحرك بنفط العرب والدبابات الإسرائيلية تتحرك لاجتياح وقتل أبناء غزة بالنفط العربي، 22 مليار دولار قدمتها أمريكا في العدوان على قطاع غزة من التريليونات العربية".
وأوضح أن حالة جمود الشعوب في البلدان العربية ناتجة عن قرار رسمي فهناك أنظمة وحكومات عربية تمنع شعبها رسمياً من أي تحرك مناصر أو متضامن مع الشعب الفلسطيني. مضيفا أن النشاط الشعبي على مستوى المظاهرات والمسيرات محظور في مناطق عربية بقرار رسمي حينما يكون لمناصرة الشعب الفلسطيني، كما أن بعض الأنظمة العربية تحت ما يسمونه بالتطبيع فتحت أجواءها ومطاراتها لصالح العدو الإسرائيلي.
وأضاف: "أجواء النظام السعودي ومطاراته مفتوحة بشكل مستمر للعدو الإسرائيلي ولم يتوقف هذا المستوى من التعاون لخدمة العدو، السعودية وأنظمة عربية أخرى أجواؤها ومطاراتها مفتوحة للعدو الإسرائيلي وكذلك التعاون الاقتصادي مستمر، مع تجويع حتى الأطفال الرضع في قطاع غزة تذهب من بلدان عربية وإسلامية شحنات ضخمة بمئات الآلاف من الأطنان إلى العدو الإسرائيلي".
وتابع قائلا: العدو الإسرائيلي يزيد من طغيانه وظلمه في قطاع غزة بينما أنظمة عربية وإسلامية زادت نسبة تعاونها التجاري مع العدو، أنظمة عربية وإسلامية تسعى لتعويض ما ينقص على العدو نتيجة الحصار في البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب، أنظمة عربية تصنف المجاهدين في قطاع غزة بالإرهاب دون ذنب سوى أنهم يدافعون عن شعبهم وكرامتهم ومقدساتهم". مؤكدا أن إلغاء تصنيف المجاهدين في غزة بالإرهاب وإعلان مساندتهم خطوة محسوبة ذات أهمية لو اتجهت لها الأنظمة العربية. مؤكدا أن تصنيف من يتصدى للطغيان الصهيوني من أبناء الشعب الفلسطيني بالإرهاب يمثل تعاونا مع العدو الإسرائيلي.
وبيّن السيد أن كل من له موقف صادق عملي ضد العدو الإسرائيلي يتم معاداته من قبل بعض الأنظمة العربية.
وأكد أن تكبيل الشعوب من قبل الأنظمة ليس مبررا للجمود، لأن بوسع الشعوب أن تضغط على حكوماتها وأن تتحرك في موقف جماعي كبير. وأضاف: "أين هو دور المساجد والجامعات والنخب ووسائل الإعلام لاستنهاض الأمة في مختلف البلدان العربية والإسلامية؟. لماذا لا تبادر الأنظمة العربية لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة كعمل إنساني؟ حتى هذا المستوى من الدعم لا يقدمونه أبدًا!.
وأوضح أن هناك أنظمة عربية مستمرة في السماح بالسياحة المتبادلة مع العدو الإسرائيلي ضمن أشكال العلاقة والتعاون ومن المؤسف جدا أن أنظمة عربية وإسلامية لم تتخذ حتى الآن قراراً بالمقاطعة الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية للعدو.
وأشار إلى استمرار تعاون بعض الأنظمة العربية والإسلامية مع العدو لكنه في المقابل يزيد من طغيانه وإجرامه.
وبيّن أن السلطة الفلسطينية لا توفر لشعبها أي مستوى من الحماية لكنها تتعاون مع العدو الإسرائيلي حتى في اختطاف المجاهدين، كما أن هناك جهات غربية تسرب أيضا عن وجود تعاون بين العدو الإسرائيلي وأنظمة عربية على مستوى المعلومات والاستخبارات.
النزعة الإجرامية المتأصلة في العدو الصهيوني
وأكد أن ما يقوم به العدو الإسرائيلي في فلسطين ولبنان وسوريا والجمهورية الإسلامية واليمن أيضا يبرهن أنه معتمد على الشراكة الأمريكية. موضحا أن سلوك الظالمين والأشرار يتمادى ويتنامى إذا لم يقابل بتحرك ضد إجرامهم وطغيانهم.
مضيفا أن من يتوقع أن العدو الإسرائيلي سيوقف إجرامه وطغيانه دون أي موقف فهو واهم فالعدو الإسرائيلي يحمل النزعة الإجرامية المتأصلة فيه لأنها ناتجة عن تربية على باطل عن عقائد وخلفية فكرية ضالة باطلة.
ولفت إلى أن العدو الإسرائيلي يحمل النزعة الإجرامية المتأصلة فيه لأنها ناتجة عن تربية على باطل عن عقائد وخلفية فكرية ضالة باطلة. مؤكدا أن العدو الإسرائيلي يشكل خطورة تجاه العالم أجمع ويجب العمل على مواجهة هذه الخطورة والتصدي لها
وأكد أن المنطقة لا يمكن إطلاقاً أن تستقر والعدو الإسرائيلي يتحرك فيها بكل هذه المساعدة والشراكة الأمريكية والدعم الغربي.
وأشار إلى أنه وبالرغم من الاتفاقيات التي فيها تنازلات كاملة بإخلاء الجنوب السوري من أي تواجد عسكري بقي مسرحاً مفتوحاً للعدو الإسرائيلي وخلال هذه الفترة هناك 800 اعتداء جنوب سوريا من قتل واختطاف وتدمير واستهداف المزارع والتجريف والنسف للمنازل.
وأوضح أن علينا كأمة مسلمة أن نكون أمة واقعية وأن نعالج مشكلتنا الإدراكية، مشكلة الوعي وأن نتخلص من عمى القلوب. مضيفا أن كيان العدو الإسرائيلي كيان مجرم دائم على الإجرام من يومه الأول ورصيده الإجرامي هائل و الإجرام والطغيان الصهيوني يتعاظم ويكبر لأنه يقابل بالخذلان والعمى وانعدام الرؤية الصحيحة.
-
لا رهان على الغرب
وبين أن الأنظمة العربية لم تصل إلى درجة أن تدعم من يقاتل من أبناء الشعب الفلسطيني وأن تدعم المجاهدين المقاتلين. بل بعض الأنظمة العربية يجرمون ما هو مشروع بكل الاعتبارات حتى في القانون الدولي ومواثيق الأمم المتحدة وبعض الزعماء العرب يراهنون على الأمريكي لكن ترامب يتبنى ويدعم علنا ما يفعله العدو الإسرائيلي وأمريكا تقدم الدعم العسكري المفتوح للعدو الإسرائيلي وهذا ليس خفيا بل يفتخر به الأمريكي و تصريحات المسؤولين الأمريكيين تعتبر دعمهم للعدو الإسرائيلي شرفاً لهم ، كما أن الأمريكي لديه موقف واضح في مصادرة الحق الفلسطيني بالكامل، وترامب هو من أهدى الجولان السوري للعدو وكأنه ملك أبيه!. مؤكدا أن الأمريكي هو أحد أذرع الصهيونية، كحال الإسرائيلي والبريطاني، ويتحرك في ذلك قولا وعملا بشكل واضح وصريح.
وأكد أن الرهان على المواقف الأوروبية هو رهان على سراب. موضحا أن الدولة الفلسطينية وفق ما يقدمها الغرب هي عبارة عن كيان على جزء ضئيل جدا من أرض فلسطين منزوع السلاح لا يملك المقومات الحقيقية للدولة وعندما يطلق الغرب على "الدولة الفلسطينية" بأنها قابلة للحياة، يعني بالكاد أن تكون حالة قابلة لأن يعيش الفلسطينيين عليها وكأنهم قطيع من الأغنام في حضيرة صغيرة.
وأضاف أن حديث البريطاني والفرنسي عن الاعتراف بـ"الدولة الفلسطينية" سببه الوضع القائم في قطاع غزة الذي يمثل فضيحة مخزية لهم. مؤكدا أن حجم الإجرام اليهودي الصهيوني في فلسطين حالة مخزية للغرب الذي يحرص على خداع الشعوب.
وأبدى السيد استغرابه من أن الغرب الذي يرتكب أبشع الإجرام ضد شعوب العالم المستضعفة لا ينفك ليلاً ونهاراً عن الحديث عن القيم الليبرالية وحقوق الإنسان والحرية وهي عناوين لمجرد الخداع وعندما يحاول الغرب أن يعمم في أوساط شعوبنا عناوين حقوق الإنسان والحرية وغيرها فهو يربطها بمضامين أخرى وليست بمعانيها الحقيقية.
كما أكد أنه لا تعويل على بريطانيا فبريطانيا تقول إنها عازمة على الاعتراف بالدولة الفلسطينية لكنها في الوقت نفسه تقدم السلاح وكل أشكال الدعم للعدو الإسرائيلي، كذلك فرنسا وألمانيا تقدم أيضا كل أشكال الدعم للعدو الإسرائيلي ويبيعون للعرب الوهم ويمارسون الخداع المكشوف. مضيفا أن بريطانيا وفرنسا وألمانيا إذا كانت مواقفها صادقة، لماذا لا توقف الدعم العسكري للعدو الإسرائيلي؟.
وأضاف أن الاتحاد الأوروبي أعلن الاستمرار في اتفاقياته مع العدو الإسرائيلي، ولذلك المسؤولية الحقيقية هي على المسلمين قبل غيرهم .
كما أكد السيد أنه لا يمكن الرهان على المؤسسات الدولية، والأمم المتحدة لم تفعل شيئاً للشعب الفلسطيني منذ تأسيسها، بل إن الأمم المتحدة اعترفت بالعدو الإسرائيلي وجعلته عضواً فيها، لذلك لا يعول عليها لأنها لا تعتمد على ميزان العدل والأسس المحقة والعادلة والإنسانية.
-
عاقبة التخاذل العربي
وأكد السيد أن الشعب الفلسطيني مجروح جدا من مستوى التخاذل والتواطؤ العربي. موضحا أن الشعب المصري أكبر الشعوب العربية من حيث العدد شعب مكبل لا يفعل شيئاً، ليس له صوت، ليس له حضور، ليس له موقف
وأوضح أن بلدان الطوف لفلسطين كان بإمكانها أن تكون حاضرة في الموقف شعبياً ورسمياً بشكل كبير . مؤكدا أن التجاهل والتنصل عن المسؤولية لن يعفي الأمة، لا شعبيا ولا رسميا من كل التبعات الخطيرة عليها جداً في عاجل الدنيا. لافتا إلى أن الكثير من الشعوب والأنظمة قد يثقون بما أقدموا عليه من تخاذل ويتصورون أن السلامة في ذلك لكن الله يصنع المتغيرات. مؤكدا أن الشعوب والأنظمة حينما تعاقب في الدنيا ستدرك أن تخاذلها لم ينفعها شيئاً ولم يحقق لها السلامة.
وقال السيد: كلما زاد طغيان العدو الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني نتيجة الإسهام العربي بالتخاذل والتواطؤ كلما عظمت المسؤولية أكبر على الأمة. مؤكدا أن التعامل مع المظلومية الكبرى على الشعب الفلسطيني كأحداث اعتيادية روتينية يومية خطير على هذه الأمة.
وخاطب السيد القائد الشعوب العربية والإسلامية قائلا: لا تظنوا أيها المسلمون أن الحساب والعقاب ليس فقط إلا على مسألة الصلاة والصوم والصيام، حينما تكون الأمة مسهمة في صناعة أكبر إجرام على مستوى العالم بتنصلها وتفريطها وتواطؤ البعض منها فهي تعرض نفسها لعقوبة كبيرة.
دعاة الفتنة لا يمكن أن يتحركوا ضد العدو الصهيوني
وأكد السيد القائد أنه لا بد من الجهاد في سبيل الله لأنه لدفع الشر والطغيان ولإرساء قيم الحق والعدل والخير ولا بد من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأن ما يفعله العدو الإسرائيلي هو من أكبر المنكرات على وجه الأرض وإلا فالوزر كبير جداً .
وأشار إلى أن بعض العرب يتجهون عمليا في ميدانهم وواقعهم حينما تكون المسألة من الفتن التي يهندس لها الأمريكي والإسرائيلي وما شهدته منطقتنا فيما يتعلق بالفتنة التكفيرية على مدى أعوام طويلة قدمت مليارات الدولارات والأصوات ملأت أسماع العالم بالضجيج . مؤكدا أن أصوات الكراهية والحقد والتكفير وإثارة النعرات الطائفية لا تتحرك عندما تتعلق المسألة بنصرة الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن اليهود الصهاينة بأذرعتهم المتعددة عملوا داخل الأمة حتى وصلوا إلى منع أي ردة فعل تجاه عدوانيتهم في أوساط الشعوب وعندما تكون المسألة للفتنة في أوساط الأمة نرى النشاط والتحرك من أولئك الصم البكم العُمي أمام العدو الإسرائيلي. وأضاف: أولئك البُكم أمام العدو الإسرائيلي نراهم بأصوات عالية جداً للفتنة في أوساط الأمة وضجيجهم يملأ الساحة الإسلامية وحين يتعلق الأمر بمواجهة مع من له موقف مناصر للشعب الفلسطيني نرى نشاط دعاة الفتنة بإمكانات هائلة وتحرك واسع وجدية كبيرة.
وتسائل السيد عن ما الذي ينقص القضية الفلسطينية حتى لا يتحرك لأجلها دعاة الفتنة كما يتحركون للصراع داخل الأمة؟ فالشعب الفلسطيني مسلم "سُني" ومظلوميته يعترف بها العالم فلماذا لا تنصرونه؟ بينما الإسرائيلي عدو صريح للإسلام والمسلمين وأضاف: " الإسرائيلي يعادي الإسلام والمسلمين والرسول والصحابة وأبناء الإسلام جملة وتفصيلا، لماذا لا تعادون ذلك الكافر؟ ما الذي ينقص القضية الفلسطينية في العناوين الدينية، وفي عناوين المظلومية، وفي عناوين العروبة، وفي العنوان الإنساني؟ القضية الفلسطينية هي أبرز قضية إنسانية وأبرز قضية قومية فيما يتعلق بالمصلحة العربية، فلماذا هذا التخاذل الذي لا مبرر له؟
وأكد السيد أن القضية الفلسطينية تعتبر مختبرا مهما لفرز وتقييم وغربلة مجتمعنا العربي والإسلامي والأحداث على مر التاريخ هي أهم مختبر يفرز ويميز ويجلي ويبين بشكل متجسد ومرئي ومشاهد وملموس ومحسوس الاتجاه الصحيح والاتجاه الخاطئ.
وقال السيد: " الصدق والكذب هما العنوانان لنتائج الفرز والغربلة للواقع وللناس تجاه الأحداث ومن يرفع عنوان الجهاد فإن فلسطين أعظم وأقدس ميدان للجهاد، أم أنك لا ترى الجهاد إلا عندما يكون في الاتجاه الذي يهندس له الأمريكي والإسرائيلي لإثارة النعرات الطائفية؟ أين هو التيار الإسلامي العريض الوسيع في الساحة الإسلامية بمكوناته وأحزابه وقواه وجمعياته ومؤسساته ومنظماته عن نصرة الشعب الفلسطيني؟".
وأضاف: " هل ينتظر أبناء الأمة ليتحركوا حتى يموت أبناء غزة بأجمعهم، أو أن ينجح العدو في تهجيرهم بالكامل؟".
وأكد أن العناوين الإيمانية إذا لم تكن مصداقيتها رحمة حقيقية تجاه المظلومين والمقهورين والمضطهدين المعذبين من الأمة على يد الظالمين، المجرمين، الطغاة، المستكبرين، فأين هي الرحمة؟ وأضاف: أين هي العزة الإيمانية في مواجهة الإذلال والطغيان والتكبر والإجرام اليهودي الصهيوني؟.
ولفت إلى أن الأزهر قام بسحب بيانه وحذفه لوجود بعض العبارات التي فيها تذمر من الإجرام الإسرائيلي بعبارات لا بأس بها!! . مؤكدا أن ما يحدث على الشعب الفلسطيني من الابتلاء إذا لم يبين من يصدق مع الله فما هو نوع الابتلاء الذي يجلي واقع الأمة.
-
وضع الأمة وضع غير طبيعي
وأكد السيد أن وضع الأمة الراهن هو وضع غير طبيعي حتى على المستوى الإنساني الفطري فلو كانت أمة من الأمم حتى غير مسلمة لكانت بقيت على الفطرة ولما قبلت بأن يظلم البعض منها على يد عدو أجنبي يعاديها جميعاً. موضحا أن هناك اختلال رهيب في واقع الأمة، ليس هناك تربية على الإيمان الحقيقي، على العزة والكرامة والشعور بالمسؤولية وليس هناك وعي في واقع الأمة تجاه الأحداث، وإلا لما كان واقعها بهذا المستوى من الإمكانات والعدد والجغرافيا الواسعة ثم هذا الجمود.
وأوضح أن واقع الأمة يثبت أن القائمين رسميا يربون الأمة ويروضونها على الإذلال والقهر والانحطاط والقبول بالذل والهوان والاستسلام، مضيفا أن القائمين رسميا على الشعوب يعملون على إنهاء المشاعر والدوافع لمواجهة العدو الإسرائيلي وهذه حالة مؤسفة.
وبيّن أن ما يفعله العدو الإسرائيلي بشراكة أمريكية ليس مجرد أحداث عارضة ناتجة عن سوء تفاهم أو نزاع طارئ على مسائل محدودة.
وأضاف: يا أيها العرب، يا أيها المسلمون، اعرفوا عدوكم اليهود، بتوجههم الصهيوني الإجرامي، بأذرعه الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية، العدو يتحدث عن أهدافه الواضحة والمعلنة ليل نهار عن تغيير الشرق الأوسط الجديد عدوكم أيها العرب يعني بتغيير الشرق الأوسط تدميركم واستعبادكم وطمس هويتكم لتكونوا أمة تحت الحذاء الإسرائيلي والأمريكي.
وبيّن أن الأمة بحاجة إلى معالجة لمشكلتها الإدراكية ومشكلة عمى القلوب "فإنها لا تعمى الأبصار، ولكن تعمى القلوب التي في الصدور"، كما أن الأمة بحاجة إلى الاستنهاض وعلينا أن نتحرك وألا ننتظر الآخرين وانظروا إلى صمود الإخوة المجاهدين في قطاع غزة.
-
بسالة المجاهدين في غزة
وأوضح السيد أن الإخوة المجاهدين في غزة يقاتلون في سبيل الله بكل بسالة وثبات على مدى 22 شهرا بإمكانات محدودة للغاية في ثبات وصبر منقطع النظير. مضيفا أن المجاهدين في غزة يقتحمون الدبابات بشجاعة فائقة جداً ويضعون عليها العبوات ويفجرونها . مؤكدا أن استبسال المجاهدين في قطاع غزة وتفانيهم هو درس لكل الأمة ولكن للأسف الشديد وبدلا من أن يحظى المجاهدون في غزة بالدعم والمساندة يصنفون من أكثر الأنظمة بالإرهاب ويشوهون إعلاميا.
ولفت إلى أن وسائل إعلام عربية لا تنفك عن التشويه والإساءة للإخوة المجاهدين في قطاع غزة
وأكد أن العدو الإسرائيلي كيانٌ زائل حتماً مهما بلغ إجرامه وطغيانه، وهو يستفيد من تخاذل الأمةـ فتخاذل الأمة يسبب أن تدفع أثماناً كبيرة وخسائر رهيبة لكن في نهاية المطاف لا بد من نهاية هذا الكيان هذا وعد الله الذي لا يخلف وعده والوعد الإلهي سيتحقق بلا شك ولا ريب، وستكون النتيجة لصالح الثابتين، المؤمنين بالله، والمؤمنين بوعده، والمستجيبين له، والناهضين بمسؤولياتهم.
وأشار السيد إلى عمليات المجاهدين في غزة موضحا أن في هذا الأسبوع نفذت كتائب القسام 14 عملية جهادية بطولية ونفذت سرايا القدس عمليات عظيمة ومعها بقية الفصائل وثباتهم منقطع النظير. مؤكدا أن العدو الإسرائيلي فشل وهزم في اجتياح غزة رغم استخدامه كل إمكاناته بقرابة 4 فرق عسكرية أو أكثر. لافتا إلى أن خيبة الأمل واضحة على العدو الإسرائيلي على مدى كل المدة الزمنية الطويلة من التدمير الشامل. مضيفا أن العدو الإسرائيلي لم ينجح في أن يفرض حالة الاستسلام على المجاهدين ولا على الحاضنة.
وأضاف: " 662 يوما من التصدي للعدو الإسرائيلي ولا يزال الإخوة المجاهدون في قطاع غزة يواجهونه شمال القطاع ووسطه وجنوبه بهذه الفاعلية العالية".
-
ذكرى استشهاد هنية وفؤاد شكر
وقال السيد: في ذكرى استشهاد القائد المجاهد الكبير الشهيد إسماعيل هنية، رحمه الله والقائد الجهادي الكبير فؤاد الشكر رحمه الله نتذكر عظيم دور المجاهدين في فلسطين ولبنان". مؤكدا أن المجاهدين في فلسطين ولبنان لهم أعظم وأهم دور فاعل في مواجهة العدو الإسرائيلي شكل وقاية وحماية لكل الأمة الإسلامية وفي المقدمة للدول العربية ولولا دور المجاهدين في فلسطين ولبنان وتضحياتهم العظيمة بالقادة بالأفراد لكان واقع الأمة مختلفاً تماماً خاصة في الدول العربية المحيطة، كما أنه لولا دور المجاهدين في فلسطين ولبنان لكانت مصر والأردن وسوريا قد دخلت فعلاً تحت العهد والسيطرة الإسرائيلية ولكان اتجه ليكمل المشوار في العراق.
وأكد أن التحرك الجهادي الصادق الثابت في فلسطين ولبنان هو أمل للأمة الإسلامية.
ولفت إلى أن الإسرائيلي والأمريكي افتضحا بعد الانسحاب من المفاوضات من خلال المطالب التي رفعوها في استسلام حماس وتسليم سلاحها والمسؤول عن فشل المفاوضات هو من يصر على استمرار جريمة القرن في تعذيب الشعب الفلسطيني وتجويعه.
وأوضح السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن إدراج هولندا لكيان العدو الإسرائيلي في قائمة الدول التي تشكل تهديداً لأمنها الوطني هو موقف متقدم وليت الأنظمة العربية التي تستمر في التبادل التجاري والعلاقات الاقتصادية مع العدو الإسرائيلي تقتدي بالرئيس الكولومبي الذي منع تصدير الفحم للعدو.