مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله
هزيمة واشنطن في اليمن: هكذا تلمّس الأميركيون

مـوقع دائرة الثقافة القرآنية - تقارير - 17 ذو القعدة 1446هـ
ما تزال تتكشّف في واشنطن معطيات جديدة حول الأسباب التي أدت إلى اتخاذ قرار وقف إطلاق النار مع اليمن؛ إذ أميط اللثام عن بعض النقاشات التي جرت في الكواليس بين أركان الإدارة الأميركية والدول المعنيّة حول كيفية الخروج من هذا المأزق، ويبدو أن إسرائيل غُيِّبت عن عمد عنها. ويَظهر، مما نُشر في كبريات الصحف ومراكز الدراسات، أن الإدارة الحالية لم تستفد من تجربة سابقتها حتى على مستوى التكتيكات العسكرية، متجاهلةً أهمية دراسة مسرح العمليات وصعوبته والمعلومات الطبيعية والديموغرافية والتاريخية المتصلة به قبل اتخاذ قرار بدء العدوان.

وبينما تحدثت الدعاية الأميركية والخليجية عن أن القدرات الاستخباراتية تحسّنت هذه المرة، وأن الأميركيين باتوا يمتلكون بنك معلومات كبيراً، اتضح العمى الاستخباري والخواء المعلوماتي، وأن جلّ ما في الأمر أنه جرى الاعتماد على صور الأقمار الاصطناعية. كذلك، وبعدما أيّدت السعودية خطة قائد «القيادة المركزية الأميركية»، الجنرال مايكل كوريلا، وقدّمت قائمة تضمّ 12 اسماً من كبار قادة «أنصار الله»، قائلةً إن مقتلهم سيشلّ الحركة، وإن على القوات الأميركية أن تبدأ بتنفيذ عمليات اغتيال على غرار العملية الإسرائيلية ضدّ قادة «حزب الله»، بالتزامن مع تدمير أنظمة الدفاع الجوي «الحوثية»، تَبيّن أن تلك الخطة كانت عصية على التنفيذ أيضاً.

هكذا، وفي حين أراد ترامب رؤية نتائج حملته على اليمن في غضون 30 يوماً من الضربات، فإن ما أظهرته التطورات أن قراره اتُخذ على عجل، وبصورة متهوّرة غابت عنها حتى البديهيات التي يفترض أن تكون بمتناول متخذ القرار، من قبيل كيفية إجبار «أنصار الله» بالضربات الجوية على الاستسلام، بعدما لم تفلح حملة سلفه، جو بايدن، والتي استمرت سنة وشهراً في تحقيق ذلك، وأيضاً بعد فشل ثماني سنوات من العدوان السعودي - الإماراتي المدعوم غربياً، والذي شُنّت خلاله 275 ألف غارة على اليمن، في كسر هذا الأخير.

ومن الطبيعي، والحال هذه، أن لا تكون النتائج مُرضية، وفقاً لـ«نيويورك تايمز»، التي قالت إن الولايات المتحدة لم تحقّق حتى تفوقاً جوياً على «أنصار الله»، لا بل تكبّدت ثمناً باهظاً. ولعلّ ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، كان أكثر واقعية من بقية أركان الإدارة، حيث بادر إلى الاتصال بالقيادة العمانية للتوسط مع كبير المفاوضين في «أنصار الله»، محمد عبد السلام، المقيم في مسقط. لكن، وعلى طريقة رئيسه في عقد الصفقات، بدأ بسقف عالٍ، طالباً من صنعاء التوقف عن مساندة غزة، قبل أن يتدرّج في النزول عن الشجرة وصولاً إلى الصيغة المعلنة لوقف إطلاق النار.

يعترف مسؤولون أميركيون بأن الدفاعات الجوية لليمن كادت تُصيب طائرات «إف 15» و«إف 35»

وعليه، فقد نصح أعضاء فريق ترامب للأمن القومي، رئيسهم، بتغيير خطابه بشكل مفاجئ، من التعهّد بالقضاء على «أنصار الله» إلى إظهار الإعجاب بهم بالقول: «ضربناهم بقوة، وكانت لديهم قدرة فائقة على تحمّل العقاب»، وإن «شجاعة كبيرة كانت لديهم.

لقد وعدونا بأنهم لن يطلقوا النار على السفن بعد الآن، ونحن نُقدّر ذلك». والذريعة في هذا الانحدار، وفقاً لعدد من المسؤولين المطلعين على المناقشات، أن «أنصار الله» عزّزت عدداً من مخابئها ومستودعات أسلحتها خلال حملة القصف المكثّف على اليمن، في حين نُقل عن رئيس هيئة الأركان المشتركة الجديد، الجنرال دان كين، إعرابه عن قلقه من أن تؤدي حملة مطولة على هذا البلد إلى استنزاف الموارد العسكرية لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ، علماً أن سلف كين، الجنرال تشارلز كيو براون، كان له الرأي نفسه قبل إقالته في شباط الماضي.

كذلك، توقّفت وسائل الإعلام الأميركية، ومعها كبار المسؤولين في البيت الأبيض، بذهول أمام النتائج التي حقّقها اليمن في أول 30 يوماً من الحملة التي أدت إلى سقوط سبع طائرات أميركية مُسيّرة من طراز «إم كيو 9»، ما أعاق قدرة «القيادة المركزية» على تتبّع «أنصار الله». ويعترف مسؤولون أميركيون بأن الدفاعات الجوية لليمن كادت تُصيب طائرات عدة من طراز «إف 15» وطائرة من طراز «إف 35»، الأمر الذي عزز من احتمال وقوع خسائر بشرية في صفوف الأميركيين.

أما الخشية الأكبر، فتولّدت عندما أصيب طيارون في حادثتي سقوط طائرتي «إف إيه 18» في البحر الأحمر من حاملة الطائرات «هاري ترومان» خلال عشرة أيام. وعلى هذه الخلفية، بدأ الصراع ينتقل إلى البيت الأبيض، حين عمد عدد من أعضاء فريق الأمن القومي إلى كشف معلومات تفيد بأن وزير الدفاع، بيت هيغسيث، عرّض حياة الطيارين للخطر بنشره خططاً عملياتية للضربات، في محادثة على تطبيق «سيغنال».

وكعادتهم في البحث عن إنجازات إعلامية ودعائية، درس كبار مسؤولي الأمن القومي مسارات الحرب وإمكانية تكثيفها، مع إجراء مناورات بحرية في البحر الأحمر باستخدام مجموعتَي حاملتَي الطائرات «كارل فينسون» و«ترومان»، وإعلان النصر في حال لم يطلق «الحوثيون» النار على السفن. وطلب هؤلاء تمديد الحملة لإعطاء الفصائل الممولة من السعودية والإمارات الوقت للقيام بهجوم بري في اتجاه الموانئ الرئيسية وكذلك صنعاء، إلّا أنه لم يتمّ التوصل إلى توافق على هذا السيناريو داخل الإدارة.

إذ أبدى نائب الرئيس، جيه دي فانس، ومديرة الاستخبارات الوطنية، تولسي غابارد، ووزير الخارجية، ماركو روبيو، ورئيسة موظفي ترامب، سوزي وايلز، تشكّكهم في جدوى إطالة أمد العدوان على اليمن، في حين أفادت مصادر مطلعة على المناقشات، «نيويورك تايمز»، بأن ترامب أصبح مذاك أكبر المتشككين، قبل أن يحسم النقاش بطلب وقف إطلاق النار.

 

لقمان عبد الله: الاخبار اللبنانية


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر