مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

واقع الأُمَّة فيما هي عليه من شتات، وفرقة، ونقص رهيب في الوعي، وكثرة العملاء منها للأعداء، واقع مطمع لأعداء الله، ويشجِّع أعداءها على استهدافها، فنحن أُمَّةٌ مستهدفة، شئنا أم أبينا، لا يحمينا ولا يدفع عنا إلَّا الجهاد في سبيل الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، لا الاستسلام، والمساومة، والذل، والخنوع للأعداء، يحمينا من شرهم، ولا يدفع عنا خطرهم، بل مخاطره الكبيرة.

فالجهاد في سبيل الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" هو مسؤولية مقدَّسة، لمواجهة الشر والطغيان، ومن الضرورات التي تحتاج إليها الأُمَّة في حماية نفسها.

نحن في هذا العصر نرى ألدَّ أعدائنا: اليهود، الذين بيَّن الله لنا في القرآن الكريم أنَّهم الأشد عداوةً لنا كمسلمين: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ}[المائدة:82]، وكيف هي عداوتهم؟ أليسوا يعملون على إبادة هذه الأُمَّة، على إفساد هذه الأُمَّة، على إضلال هذه الأُمَّة، على استعباد هذه الأُمَّة، على تثبيت معادلة الاستباحة لهذه الأُمَّة لتكون مقبولةً لديها، ولا تلوم إلَّا من لا يقبل بها، وتعادي من لا يخنع لها، هذا هو الذي يريدون أن يصلوا بالأمة، وقد وصلوا بأكثرها إليه، بأكثرها إلى هذا المستوى من الذل والهوان المخزي، والفاضح، والمعيب، بحق هذه الأُمَّة الإسلامية، التي تمتلك كل العوامل التي لو تحرَّكت على أساسها، لانتصرت في مواجهتهم، واعتزت، وشرفت، واستعادت كرامتها الإنسانية، وحقوقها المشروعة.

هم يتحرَّكون كأعداء بمخططهم الصهيوني: اليهود، ومعهم أذرعتهم العالمية، كل أذرعة الصهيونية: الأمريكي، البريطاني، الألماني، من يتحرَّك معهم، الأمريكي في المقدِّمة، وبعده البريطاني، وبممارساتهم الإجرامية، وهم في حالة عدوان، اليهود هم في حالة عدوان على هذه الأُمَّة، عدوان منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني اليهودي لفلسطين، الحالة هي حالة عدوان على هذه الأُمَّة، حالة استهداف لهذه الأُمَّة، وما قبل ذلك هناك أشكال أخرى من الاستهداف، وما بعد ذلك، وأثناء ذلك، وإلى اليوم، الاستهداف مستمر من جانبهم لهذه الأُمَّة، استهدافهم للشعب الفلسطيني هو استهداف لهذه الأُمَّة؛ لأنه جزءٌ من هذه الأُمَّة، وليس هو الهدف الوحيد، ولا فلسطين هي الهدف الوحيد، ولا المسجد الأقصى في قائمة المقدَّسات هو الهدف الوحيد، ولا لبنان، ولا سوريا، ولا كل محيط فلسطين فقط هي الهدف الوحيد، هي هدف في المقدِّمة، ومن ورائها بقية هذه الأُمَّة.

حجم الإجرام الذي ارتكبه العدو الإسرائيلي منذ بداية الاحتلال وإلى اليوم، على مدى أكثر من سبعة عقود من الزمن، وما فعله خلال العامين الأخيرين في هذه الجولة من العدوان على الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة، بكل أصناف وأنواع وأبشع وأفظع الجرائم، هو كافٍ في أن نعي- إن أبصرنا، إن سمعنا، إن رأينا، إن أدركنا، إن فهمنا، إن عقلنا- أنَّ ذلك العدو هو عدوٌ خطيرٌ، وسيءٌ، ومجرمٌ في منتهى الإجرام، وأنَّ خلفيته الثقافية والفكرية هي خطيرةٌ جداً، باطل الباطل، تصنع ذلك النوع وذلك المستوى من الإجرام، ذلك النوع من البشر، وذلك المستوى من إجرامهم، وأنهم يتحرَّكون بناءً عليها، لديهم خلفية معيَّنة، ولديهم أهداف معيَّنة، وهم مرتبطون بها كل الارتباط، ويتحرَّكون على أساسها، ذلك شيءٌ واضح، يبيِّن لنا عدوانيتهم، وأنهم كما قال الله عنهم: {يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}[المائدة:62]، ليست المسألة أننا نحن السبب؛ أننا نثيرهم، أننا نستفزهم، ما الذي فعل الشعب الفلسطيني باليهود حتى أتوا من كل أقطار الأرض لاحتلال فلسطين؟ ما الذي فعله قبل ذلك؟ ما الذي استفزهم به قبل ذلك؟ لا شيء، لا شيء، ولا أي استفزاز، هم لا يحتاجون إلى أن تستفزهم، هم انطلقوا بخلفية ثقافية وفكرية وعقائدية، هي شرٌ وإجرامٌ وطغيان، وهكذا تتجسد هي في أدائهم واستهدافهم لهذه الأُمَّة.

حتى ما بعد الاتِّفاق لوقف إطلاق النار في غزَّة، نرى عدوانيتهم وهم يستمرون في القتل، لا يلتزمون لا بالاتِّفاقات، ولا بالمواثيق، ضمينهم الأمريكي شريكٌ معهم في إجرامهم، وغيره من الضمناء يقفون بعجز عن فعل أي شيء؛ لأن هذه الأُمَّة اختارت لنفسها العجز، فتقف في حالة العجز دائماً.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

من كلمة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي

بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد 1447


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر