بالاعتبار الواضح، بما هو جليٌ أيضاً، جبهة إسرائيل وأمريكا- وهما جبهة واحدة- هي جبهة الشر، جبهة الكفر، جبهة الطاغوت، جبهة الظلم، جبهة الإجرام، جبهة العدوان، وهي الخطر الأول والحقيقي والأكبر على أمتنا الإسلامية، فأين تكون؟ وأين يكون موقفك؟ هل في الاتجاه الذي يريده الأمريكي والإسرائيلي، ويرتاح له، ويشجِّع عليه، ويحرِّض عليه، وهو واضح؟
الأمريكي والإسرائيلي يريد لأمتنا أن تغرق في نزاعات داخلية، وصراعات داخلية، ومشاكل داخلية، ولاسيَّما إذا كانت تحت عناوين طائفية، فهو مما يسيل لعابه له، ويرتاح له جداً، ويبتهج به غاية الابتهاج، عندما يكون اتجاهك خارج الاهتمام بقضية فلسطين نهائياً، تُضرِب عنها، تشطبها من اهتماماتك، تتجه اتِّجاهاً مغايراً، هو اتجاه يريده الأمريكي، يشجِّع عليه، هل سيكون ذلك الاتجاه مرضياً لله، وهو في الاتجاه الذي يرغب به الأمريكي والإسرائيلي، ويحرِّضون عليه، ويستفيدون منه بكل وضوح؟ بل قضية بديهية، أنَّ أي صراع في هذه المرحلة بين أبناء الأمة، وأيّ فتن تُذكى نيرانها بين أبناء الأمة، تزيدها فرقةً وشتاتاً، وبعداً عن الاهتمام بالقضية الفلسطينية، أنَّ هذا يخدم العدو الإسرائيلي، هذه قضايا بديهية، قضايا واضحة، ليست قضايا غامضة، تحتاج إلى عباقرة، وفلاسفة، ومفكِّرين؛ حتى يستنتجوها، من الأمور البديهية جداً.
لن تجتمع مرضاة الله تعالى مع ما يرغب به الأمريكي والإسرائيلي، ويسعى له الأمريكي والإسرائيلي، لأن يكون سائداً في واقع أمتنا، من: الفرقة، والتناحر، والتنازع، والانشغال التام عن القضايا المهمة، وعن العدو الحقيقي.
ولـــذلك فمن المؤسف أنَّ البعض في مقابل الخذلان للقضية الجامعة، المهمة، وللمظلومية الكبيرة للشعب الفلسطيني، يتَّجه في اتِّجاه الفتن، وإثارة المشاكل الداخلية باهتمام، برغبة، بنشاط، بجدّ، وعطاء بسخاء، بخل وشح في مقابل القضية المهمة، تكاسل وتنصُّل عن المسؤولية، تجاهل ولا اهتمام؛ أمَّا للفتن فنشاط، عطاء، اهتمام، وجدّ... وغير ذلك، وتفاعل، حتى على مستوى التأييد الإعلامي للفتن التي هي تودد إلى الأمريكي والإسرائيلي، هذا شيءٌ مؤسف! والدول والبلدان المجاورة لفلسطين، ما يحدث فيها هو يخدم الإسرائيلي بشكل مباشر، عندما تُذكى فيها نيران الفتن، هذا يقدِّم خدمة مباشرة للعدو الإسرائيلي، هذا شيءٌ واضحٌ، وشيءٌ مؤسفٌ جداً!
لـــذلك سعي البعض من الأنظمة لتقديم عربون الطاعة [لترامب] مسبقاً، في مقابل تدمير بلدان، وإحراق بلدان، وفعل ما يخدم العدو الإسرائيلي، مع التخاذل الفظيع عن المواقف العملية الجادة لنصرة الشعب الفلسطيني، هذا شيءٌ مؤسفٌ للغاية!
ولــذلك من المهم لشعوبنا الإسلامية في البلدان العربية وغيرها أن تكون واعية، وأن تبقى أعينها مفتوحة تجاه الأحداث والوقائع، ويبقى اهتمامها مستمراً نحو القضية الفلسطينية، ألَّا تقبل لا بإلهائها، ولا بإبعادها، ولا بإشغالها عن القضية المهمة والأساسية، التي يجب أن تكون محط اهتمامها المستمر والدائم، وأن تعي أنَّ الأمريكي والإسرائيلي كلٌّ منهما يسعى لصرف الاهتمام كلياً عن القضية الفلسطينية؛ بهدف تصفيتها في أجواء من الانشغال التام عنها، وفي ظل أيضاً فتح جبهات على كلِّ من يقف معها، أو يساند الشعب الفلسطيني، وهذا شيءٌ مهمٌ جداً.
.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي
حـــول آخـــر التطـــورات والمستجـــدات الأسبوعيـــة
الخميس 4 جمادى الآخرة 1446هـ 5 ديسمبر 2024م