مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

ومن المهم أيضاً، من المهم جداً لكل المسلمين أن يكون من أهم الدروس من هجرة النبي "صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ": والوعي بأسباب خسارة مجتمع مكة القرشي، وفوز وفلاح مجتمع الأنصار في المدينة، أن يكون من أهم الدروس والتمسُّك بأصالة الإسلام، وتجسيد قيمه، والحذر من الزيغ، المجتمع المكي لم يفلح آنذاك، خسر، خسر أشرف دور، وأقدس مهمة: أن يكون هو الذي ينشر نور الإسلام، ويحمل راية الإسلام، ويحظى بالشرف العظيم، واتَّجه في اتجاه آخر، لمحاربة النبي "صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَـيْهِ وَعَلَى آلِه"؛ أمَّا مجتمع الأنصار فهو المجتمع الذي أفلح، ونجح، وضَفِر، وفاز بالشرف العظيم، وبالنتائج العظيمة التي لها مكاسب كبيرة جداً في الدنيا والآخرة؛ فيتضح في خيارات الأمم، وخيارات الشعوب، وخيارات المجتمعات، ما هو الخيار الصحيح.

خيارنا الصحيح كمجتمعٍ يمنيٍ مسلم، والخيار لكل المسلمين جميعاً في كل الدنيا، هو: العودة إلى أصالة الإسلام، والتَّمسُّك بمبادئه وقيمه التي تنهض بالأمة، ثمرتها للأمة، للمسلمين؛ ليعودهم إلى الدور المفترض بهم، إلى دورهم الحقيقي، ومسؤوليتهم المقدسة، التي تجعل منهم هم الأمة الرائدة في كل الدنيا، الرائدة للمجتمع البشري، التي تنشر نور الإسلام، ومبادئه، وقيمه، ونحن في هذه المرحلة في الجاهلية الأخرى أحوج ما نكون إلى الإسلام؛ لأننا نرى القوى الأخرى المناوئة للإسلام، والمحاربة للإسلام، كيف تنحط بالمجتمع البشري عن قيمه الإنسانية، وعن الأخلاق البديهية والفطرية، وكيف تنشر الظلم والفساد والإجرام في الدنيا، وتسبب الشقاء للمجتمعات، وتنشر في كل أرجاء الدنيا الضلال والفساد، كمهمة أساسية لها، وهي التي ارتبطت بالشيطان، ارتبطت بالشيطان وأصبحت تتحرك تتحركاً شيطانياً لإفساد المجتمعات البشرية، وإغوائها وإضلالها؛ وبالتالي يتَّجه أثر ذلك في واقع المجتمعات البشرية، إلى حالة الشقاء بكل ما تعنيه الكلمة؛ ولذلك نرى الواقع العالمي اليوم- حتى في مختلف المجتمعات- واقعاً يعاني من أزمات كثيرة في كل شيء: أزمات سياسية، أزمات اقتصادية، أزمات اجتماعية... مختلف الأزمات، وكل تلك المعاناة صنعها أولئك الأشقياء، الضالون، المجرمون، من قوى الشر والاستكبار والطاغوت، الذين يتحركون تحركاً وامتداد للشيطان في إغوائه للبشر وعدائه للبشر؛ لابدَّ أن يُقابل ذلك بالإسلام، بمشروعه العظيم، الإسلام كرسالة، والإسلام كمشروع، يُنقذ البشر، يحررهم من العبودية للطاغوت، يحفظ لهم القيم الأصيلة الإنسانية الفطرية الإلهية، التي تحقق لهم الخير، وتسمو بهم، وتحميهم من التبعات والآثار السيئة للفساد، والضلال، والباطل، والشر، والإجرام، والظلم، والطغيان.

فالمسلمون بحاجة إلى أن يعودوا إلى أصالة الإسلام، لا أن يتَّجهوا ضمن خضوعهم لقوة الطاغوت والشر، التي تبعدهم عن أصالة الإسلام، عن نوره، عن مشروعه العظيم، أن يتجهوا إلى الزيغ، وهذا ما هو حاصلٌ بالنسبة لبعض الأنظمة العربية، وفي المجتمع الإسلامي- في مناطق متعددة وللأسف الشديد- وصل الحال ببعض الأنظمة العربية أن ترتبط باليهود الصهاينة، وبمعاهد ومؤسسات هي مؤسسات تابعة لليهود الصهاينة، ومن مؤسساتهم المعروفة بلا إشكال- يعني: شيءٌ ثابت، ليس مجرد اتهامات، وحقائق ثابتة ومعروفة- في أن يغيروا المناهج الدراسية لصالح اليهود، فيما يُدَجِّن شعوب هذه الأمة لليهود الصهاينة، وفيما يرسِّخ نظرة خاطئة، وجاهلة وسخيفة، إلى أعداء هذه الأمة من اليهود الصهاينة وأعوانهم، أعوانهم من الكافرين والمنافقين، كلها تُدَجِّن الأمة لهم، وتُخضع الأمة لهم، وتُقدِّم نظرة غير صحيحة، غير واقعية لهم، وكأنهم هم من يحملون الخير للمجتمع البشري، بكل ما هم عليه من إجرامٍ واضح، لو لم يكن إلَّا ما يحصل حالياً في غزة منذ بداية عدوانهم الأخير على قطاع غزة، وما حصل من دعم ومساندة لهم من الأمريكيين، وبعض الدول الأوروبية، وما يتجلَّى في العالم من اتجاه للانحدار بالمجتمع البشري، على يد اليهود الصهاينة وأعوانهم من الكافرين والمنافقين، الانحطاط بالمجتمع البشري إلى الهاوية، والانحدار به إلى الهاوية؛ لنبذ الأخلاق، للتنكر للقيم، للتوحش، للدناءة والانحطاط، وصولاً إلى الظاهرة التي انتشرت في المجتمعات الأوروبية، من اختيار البعض من البشر إلى أن يحوِّلوا أنفسهم وكأنهم بشكل حيوانات أخرى: كلاب، وقردة... وغير ذلك، ذلك الاتجاه هو اتجاه يستهدف البشرية؛ لإذلالها وإهانتها، وفقاً للنظرة اليهودية التي تعتبر بقية البشر غير بشر حقيقيين، هذه نظرة بالنسبة لهم نظرة معتمدة، وفكرة قائمة، ويتحركون على أساسها، ويريدون أن يتَّجهوا بالمجتمعات البشرية لتقِّدم شواهد على ذلك: أنهم ليسوا ببشر حقيقيين، حتى في عالمنا العربي، في عالمنا الإسلامي يريدون من ابناء هذه الأمة أن يتحولوا إلى وضعية يقدِّمون فيها الشاهد على أنهم ليسوا بشراً حقيقيين، ويعترفوا على أنفسهم بذلك، هذا شيءٌ مؤسف!

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

كلمة ألقاها السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي

بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية

الأحد 1 محرم 1446هـ 7 يوليو 2024م

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر