{فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (69) فِيهِنَّ}[الرحمن: 69-70]، يعني: في هاتين الجنتين، {خَيْرَاتٌ حِسَانٌ}[الرحمن: من الآية70]، حورٌ من الحور العين، متواجدات في هاتين الجنتين، لهن هذه المواصفات الممتازة جدًّا:
{خَيْرَاتٌ حِسَانٌ} خيراتٌ في أخلاقهن، أخلاق كلها من خير الأخلاق، من مكارم الأخلاق، تعاملك بأحسن معاملة، أخلاقها راقيةٌ جدًّا، ليس فيها أي خُلُق من الأخلاق المذمومة، أو من الأخلاق غير المرغوبة، كل الأخلاق الطيبة، والأخلاق المحترمة، والصفات الحميدة تتوفر فيها.
{حِسَانٌ}: في خَلقهن، في جمالهن على مستوى فائق وبارع جدًّا من الحُسنِ والجمال، فيجتمع لَهُنَ حُسن الخَلق، وحُسن الخُلق، في أخلاقهن، وفي خلقهن، وجمالهن، وشكلهن، على مستوى رائع جدًّا من الجمال، وهنَّ في هاتين الجنتين، يعني: معك في كل جنةٍ منهما من هذه الحور العين.
{فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (71) حُورٌ}[الرحمن: 71-72]، والحور هو وصفٌ لعيونهن، ومن أجمل ما في الحور العين في الجنة: هو جمال عيونهن؛ لأنه من أروع الجمال: جمال العيون، جمال بارز، فإضافةً إلى جمالهن الكامل، حيث لا يوجد فيهنَّ أي نقصٍ، أو أي وصفٍ غير مناسب، جمال كامل، ولكن يمتاز هذا الجمال أيضاً بجمال بارز في جمال عيونهن، فسعة عيونهن بالقدر المناسب، الخلوص في البياض في داخل العين، وفي السواد في داخل العين، وكل ما يتعلق بجمال العين موجودٌ فيهن، فنظراتها إليك ستكون نظرات جذَّابة، بجمال باهر، وجمال خارق.
{حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ}[الرحمن: الآية72]، هنَّ منتظرات في داخل الخيام، يتوفر في هاتين الجنتين خيام، خيام رائعة جدًّا، ليست من الطرابيل، ليست من العشش، ليست من أقمشة مهترئة، لا، من خيام الجنة، من خيام الجنة، في بعض الروايات أنها معدَّةٌ من اللؤلؤ، من اللؤلؤ الرطب، خيام من مواد مصنوعة من داخل الجنة، على درجة عالية جدًّا من الروعة، والمتانة، والجمال، وفيها أيضاً مأخوذٌ بعين الاعتبار جمالها، فعندما تذهب إلى جنة من هذه الجنات، من جناتك الخاصة، وهي متسعةٌ جدًّا، تتجول، وتتنزه، وترتاح، ففيها أماكن معدَّة للراحة، وفيها هذه الخيام، وفي هذه الخيام هذه الحور، وهي تنتظر مجيئك، هي لا تخرج من هذه الخيمة وتغيب أكثر الوقت، هي في كل الأحوال محبةٌ لك، عاشقةٌ لك، شغوفةٌ بك، وهي دائماً في انتظارك بكل محبةٍ، وبكل شوقٍ، وبكل عشق، {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ}، وأنت تتجول يمكنك أن تذهب إلى خيمتك الرائعة جدًّا، وهي بانتظارك في تلك الخيمة.
{فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (73) لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ}[الرحمن: 73-74]، لم يدخل بالحوريات الإنسيات {إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ}[الرحمن: من الآية74]، ولم يدخل بالحوريات الجنيات (اللواتي للجن) جنٌ قبلهم.
فنجد أنها تتوفر كل أسباب وعوامل الراحة، التي يرتاح بها الإنسان، تتوفر هناك، كل أصناف النعيم يتوفر هناك: المساكن على أرقى مستوى، المأكولات، المناظر، وهكذا الحور العين.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
سلسلة المحاضرات الرمضانية المحاضرة التاسعة 1442هـ