مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

وعندما نقدِّم عرضاً موجزاً عن هذه الظروف التي انطلق فيها هذا المشروع القرآني، تعود بنا الذاكرة إلى عام ألفين ميلادية، عندما انتصر حزب الله في لبنان على العدو الإسرائيلي، وطرده من لبنان بصورةٍ مذلةٍ ومهينةٍ ومخزية، وهذا الانتصار العظيم هو انتصارٌ للأمة بكلها، وله تأثيره الكبير جدًّا على واقع المنطقة برمته، وتأثيره السلبي جدًّا على العدو الإسرائيلي ومن يقف خلفه من جانب، الذي هو الأمريكي والغرب بشكلٍ عام، إضافةً إلى تأثير هذا الانتصار العظيم والمهم والكبير في إحياء الأمل في شعوب الأمة الإسلامية من جانبٍ آخر، وتعزيز حالة المنعة في هذه الأمة، والتوجه نحو الاستقلال والحرية والكرامة؛ أدرك الأعداء أهمية هذا الانتصار العظيم ونتائجه، وتأثيره الكبير، وإمكانية أن يتحول إلى عاملٍ بنَّاء في صناعة متغيرات في المنطقة، تعزز حالة المنعة لدى الأمة، وتساعدها على الانفصال عن حالة التبعية لأعدائها، ومنع نفوذهم وتأثيرهم السلبي، والتصدي لمؤامراتهم ومكائدهم على هذه الأمة. وهذا بالتأكيد أزعج الأعداء جدًّا، فتحركوا لتفادي ذلك، ولتثبيت سيطرتهم بشكلٍ كامل على بلدان أمتنا وفق مخططٍ شيطانيٍ يحقق لهم جملةً من الأهداف:

 

أول هذه الأهداف: صنع حاجز نفسي وثقافي تجاه هذا النموذج الناجح، النموذج الذي يمثِّل حالةً مقاومةً شعبيةً ذات فاعلية وتأثير كبير تتمكن من الانتصار وتحقيق الاستقلال والحرية لشعبها، هذا أمر لا يريده الأعداء: لا يريده الأمريكي، لا يريده الغرب، ولا تريده إسرائيل، يريدون أن تبقى هذه الأمة في وضعية هشة وضعيفة فاقدة للأمل، ومستسلمة، وبيئة مفتوحة لمؤامراتهم ومكائدهم دون أي عوائق.

 

فلمَّا كان حزب الله في لبنان هو الذي قدَّم هذا النموذج: كمقاومة شعبية، ناجحة، فعَّالة، صنعت الانتصار، وحققت الحرية، ودحرت العدو؛ اتجه الأعداء إلى تشويه هذا النموذج على مستوى الدعاية الإعلامية، وعلى المستوى الثقافي من خلال التكفيريين، الذين حاولوا أن يصنعوا حاجزاً ثقافياً، وفي المقابل حاول الأعداء ربط الأمة الإسلامية بنموذج آخر فاشل وتحت سيطرة الأعداء، وفتنوي في داخل الأمة، وهو النموذج التكفيري.

 

كذلك تحقيق هدف آخر: وهو بعثرة الأمة من الداخل، إضافةً إلى ما هي عليه من تفكك وانقسام، لكنهم أرادوا أن يمعنوا أكثر في ذلك، وأن يجزئوا المجزأ، ويفرِّقوا المفرق بشكلٍ أكبر، فسعوا إلى بعثرة الأمة من خلال هذا المخطط من الداخل بالفتن، وفي مقدمتها: الفتن الطائفية، وتحويل بوصلة العداء كلياً من العداء لإسرائيل، والعداء للغرب واستعماره، والعداء للأمريكي في نشاطه الاستعماري، ومخططاته العدائية تجاه هذه الأمة، سعوا إلى تحويل بوصلة العداء إلى الداخل الإسلامي، تحت هذه العناوين الطائفية وعناوين أخرى، وفصل الأمة كلياً عن التركيز على عدوها الحقيقي، الذي هو العدو الإسرائيلي؛ تمهيد لما هو أسوأ من ذلك: للتطبيع كما سيأتي الحديث، ولتحقيق هدفٍ آخر: هو تشويه الإسلام والمسلمين، تشويه للإسلام كدين، وتشويه للمسلمين كأمة، والتشويه للجهاد كوسيلة تحرر ودفاع لحماية الأمة في دينها، وفي أرضها وعرضها ومقدَّساتها، ودينها ودنياها، وأيضاً للوصول إلى النتيجة التي يسعون للوصول إليها: وهي السيطرة الكاملة على الأمة بشكلٍ مباشر.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد القائد1442هـ

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر