مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الباطل متشابك شبكة واحدة، كل باطل يساعد على الوقوع في باطل آخر، وكل باطل له أثره في واقع الحياة على عباد الله؛ لهذا أعتقد أنا، أعتقد أن أولئك الملايين الملايين في مختلف أنحاء العالم، العرب مسؤولون عنهم أمام الله، العرب أنفسهم الذين أنزل الله هذا الدين إلى نبي منهم وبلغتهم، وجعلهم هم الأمة التي أَهّلها لأن تنطلق لنشر دينه وإصلاح عباده وإخراجهم من الظلمات إلى النور في مختلف أقطار الدنيا، هم من قعدوا فحل محلهم مَنْ؟ اليهود؛ ليفسدوا في الأرض،لم يكن الفساد من جانب اليهود لوحدهم بل أسهم العرب معهم بقعودهم، وأسهم أولئك الذين حرَّفوا الدين عن مساره الصحيح من قبل (1400 سنة) هم أيضاً من أسهموا، هكذا يجني الإنسان على نفسه. فكر في آثار عملك.

وجريمة الإنسان تكون كبيرة بمقدار أثرها، ألم يُقتل كثير من الناس من أولياء الله؟ ويقتلهم أناس مجرمون؟ لكن ابن ملجم الذي قتل الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قيل فيه على لسان رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) ((أنه أشقى الأمة))، لماذا كان أشقى الأمة؟ لأنه قتل رجلاً عظيماً، عظيماً في إيمانه، في وعيه، في شجاعته، عظيماً في فهمه لواقع أمته، في فهمه لعظمة دينه، رجلاً عظيماً، الأمة أحوج ما تكون إليه، قتله في ظرفٍ الأمة أحوج ما تكون إلى مثل ذلك الشخص العظيم.

فسمي أشقى الأمـة، لمـاذا؟ لأنه خسّر الأمة، خسّر الأمة شخصاً عظيماً، ذلك الشخص الـذي لـو استقرت قـدماه - كما قال هو - لاستطاع أن يعيد الحياة الإسلامية من جديد في هذه الأمة، ويغيِّر الأشياء التي قد حدثت في الدين وحدثت في نفوس الناس، تضليل في الفترة السابقة لأيامه (عليه السلام).

قتله ابن ملجم بتخطيط من معاوية، فماذا كانت النتيجة؟ استحكم أمر معاوية، فامتد الضلال السابق وتطور أيضاً بشكل أكبر وأسوأ، فكانت الجناية على الأمة كبيرة، فسمى الشخص أشقى الأمة؛ لأنه جلب الويل على أمته كلها بقتل رجل واحد فقط هو الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام).

هكذا يكون الإنسان، تكون آثار عمله تجعل تلك المعصية التي يراها بسيطة، أو قد لا يفهم أنها معصية، تكون معصية كبيرة وكبيرة جداً؛ لأن لها آثارها السيئة، لأنه هكذا الواقع، لا تتصور أن هناك معصية لا تمتد آثارها إلى الناس، حتى المعصية التي تعملها أنت بمفردك، وهي معصية في حدود شخصيتك - كما أسلفت - إنها تؤثر على نفسيتك، ونفسيتك تؤثر على تصرفاتك، فإما تصرفات خاطئة في واقع الحياة، أو قعود عن نصر حق، أو انطلاق في نصر باطل، أليس هذا كله في الأخير ظلم للأمة؟.

إذاً فالذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم {أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} (الأنعام: من الآية82) {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} (يونس:62) أي أن موقفهم - كما يقول بعض المفسرين - إنهم في حالة لا يُخاف عليهم فيها، أي هم من لا ينبغي أن تخاف عليهم، إذا كان ابنك واحداً منهم وأنت شفيق عليه فافهم بأنه في الموقف الذي يجب أن لا تخاف عليه، لماذا؟ لأنه في موقف حق، في موقف الرجال، في موقف العزة والشرف، هو إنسان هو إنسان بمعنى الكلمة بما تعنيه الكلمة، إنما تخاف على ابنك أو تخاف على أخيك إذا كان مع الأراذل، إذا كان مع السفهاء، إذا كان من أولئك الذين هم شياطين، أو أولياء الشياطين، هذا الذي تخاف عليه، تخاف عليه في الدنيا هنا، وتخاف عليه في الآخرة {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَْ} وأولياء الله ليسوا أبداً أولئك الذين يتخذون قرارات بالقعود قرارات بالسكوت.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي

من ملزمة وإذ صرفنا اليك نفرا من الجن

بتاريخ: 11/2/2002م

اليمن - صعدة


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر