اليوم نحن في هذا العدوان قد مرَّ بنا ألفا يوم منذ بداية هذا العدوان على شعبنا اليمني المسلم العزيز، وهذه محطة مهمة جدًّا، إذا جئنا لتقييم كل هذه المرحلة الزمنية التي مرت بنا، نجد الكثير من الحقائق التي باتت اليوم واضحة وبشكلٍ كبير، واعترف بها حتى الخونة من أبناء هذا البلد، فبات الدور السعودي والإماراتي ودور آل خليفة- الذين يقومون بدورٍ كبير في هذا العدوان على بلدنا- واضحاً أنه في هذا السياق العام: في سياق تنفيذهم للأجندة الأمريكية والإسرائيلية، وارتباطهم بأمريكا وإسرائيل، وتنفيذهم للمؤامرات الأمريكية والإسرائيلية، وباتت المسألة حرباً لاحتلال بلدنا، والسيطرة على شعبنا، ونهب مقدراتنا، وتمكين الإسرائيلي والأمريكي من السيطرة على هذا البلد، وبات واضحاً أنَّ الخيار والقرار الصحيح الذي اتخذه أحرار هذا البلد في التصدي لهذا العدوان، في الثبات على الموقف الحق، في التمسك بالحق المكفول لهذا الشعب في حريته واستقلاله، أنه الخيار الصحيح، الصائب بكل الاعتبارات والمقاييس، على المستوى: المبدئي، والإسلامي، والأخلاقي، والإنساني، والوطني، هذا هو الموقف الصحيح الذي نفتخر فيه بكل جهدٍ نبذله، بكل عملٍ نقدِّمه، والذي نقدِّس فيه كل التضحيات التي قدمناها في هذا السبيل؛ لأنَّا قدمناها في سبيل الله -سبحانه وتعالى-، لأنَّا آثرنا أن يكون خيارنا وقرارنا وموقفنا بالمعيار الإيماني، بالموقف الذي يريده الله منا، بالموقف الذي ننسجم فيه مع القرآن ومع الرسول، مع المبادئ الإلهية، مع التعليمات التي هي تعليمات صحيحة لهذا الإسلام. وانكشف واقع الآخرين، من كان خيارهم وقرارهم أن يقفوا في صف العدوان، أوليسوا يعترفون أنَّ الحالة اليوم هي حالة احتلال، وأنَّ أولئك قد التحقوا بكل وضوح وبشكلٍ معلن بركب الصهيونية واليهود؟ باتت الأمور جلية.
ونقول لأولئك الذين كان خيارهم وقرارهم أن ينضموا في صف العدوان: انظروا في نهاية المطاف كل ما قدمتموه معهم، قدمتموه لتنفيذ مؤامراتهم، في نهاية المطاف هو لخدمة الأمريكي، لخدمة الإسرائيلي، هذه هي الحقيقة.
ونحن معنيون اليوم بعد كلما قد مضى، وبعد أن رأينا ثمرة وقيمة وأهمية هذا الموقف الصحيح، وهذا الاتجاه الصحيح في التصدي لهذا العدوان: أن نواصل مشوارنا في التصدي لهذا العدوان؛ لأنَّا في الموقف العظيم، في الموقف الصحيح، الذي كلما أخلصنا فيه أكثر، وبذلنا فيه أكثر، وعملنا فيه أكثر؛ فنحن نكسب بذلك الفضل والشرف والقربة إلى الله -سبحانه وتعالى-، والفوز في الدنيا والآخرة، ونحن نسعى لما فيه الخير الواضح لنا كشعبٍ يمني ولأمتنا في تحقيق الحرية والكرامة والاستقلال، نحن في الاتجاه الصحيح، في الاتجاه المشرِّف، نقف فيه رافعي الرؤوس بكل اعتزاز وبكل فخر. أما الآخرون فهم في مقام خزي، في موقف خزي، في حالة فظيعة وسيئة جدًّا ومخزية.
يمكننا أن نتحدث- إن شاء الله- عما يتعلق بالعدوان، وبمناسبة مرور ألفي يوم منذ بداية العدوان، وما يتعلق بالوضع الداخلي للبلد أكثر فأكثر في كلمة في القريب العاجل إن شاء الله، في الذكرى السنوية للحادي والعشرين من سبتمبر الثورة الشعبية المجيدة، ويمكن- إن شاء الله- أن نتحدث على نحوٍ أوسع حول بعض المواضيع ذات العلاقة بالواقع الإقليمي والمحلي.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زيد 1442هـ