مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

بدلاً من أن تنظر نظرة الإسلام: ما الذي يمثل قوةً للأمة، ما الذي فيه الخير، ما الذي يؤدي إلى انتصار أمتك التي أنت منها؛ تحسب دائماً حساب واقعك أنت، شخصيتك أنت، مصالحك الشخصية في حدودها الضيقة فقط؛ هذا يُكَبِّل الإنسان عن مستوى العطاء، عن مستوى ما يُقدِّم، عن مستوى العمل، يترك الكثير من الأعمال، لا يُقدِّم الكثير من الأشياء؛ لأنه يحسب دائماً الأمور بالحسابات الضيقة، من منظوره الشخصي، ومصالحه الشخصية، وهي حالة خطيرة جداً، يؤثِّر ذلك على الإنسان؛ ولذلك لا يتحقق الفلاح، بما يعنيه من: ضفرٍ بالخير، وفوزٍ، ونجاة، الذي وعد الله به المؤمنين: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ}[المؤمنون: الآية1]، هم في هذه الحياة هم الفائزون، الذين يضفرون بأعظم وأسمى ما يمكن أن يضفر به أحد ويفوز به أحد، فوزهم لا مثيل له أبداً، ما يتحقق لهم من النتائج والغايات العظيمة في الدنيا والآخرة لا مثيل له أبداً، المستقبل الأبدي هو لهم، لصالحهم: رضوان الله، وجنته، والسلامة من عذابه، في الدنيا يتميزون عن كل المجتمع البشري، بما تميزوا به من نور الإسلام وهداه، وتجسيد قيمه وأخلاقه، وما يترتب على ذلك في واقع حياتهم: على مستوى سموِّهم الإنساني، وعلى مستوى النتائج في الواقع، فلا فلاح ولا نجاح، ولا فوز ولا ضفر، ولا وصول للأهداف العظيمة المُقدَّسة، لا لشخص، ولا لمجتمع، ولا لأمة؛ إلَّا بالخلاص من الشُّح؛ لأنَّ الإنسان في حالة الشُّح، يجمع بين الطمع وبين البخل، وبين السيطرة، والاستحواذ، والتغلُّب، والأنانية، والنظرة الشخصية، والتمحور حول الذات، كلها أمور تبعثر الأمة، تفرقها، تَحُوْل بين أن تتجه أي أمة أو أي جماعة اتجاهاً صحيحاً، قائماً على التكامل، على التعاون، على تضافر الجهود، على توجيه جهدٍ جماعيٍ منسقٍ في اتجاه تحقيق نتائج معينة، والنهضة بأعمال معينة، وهذا واضحٌ في الآية المباركة: {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.

يكون دور الإنسان إذا سلم من الشُّح يكون دوراً بنَّاءً مثمراً، يكون مجهوده قوياً، نفسه زاكية، هو غير مكبَّل في التحرك بكل طاقاته وجهوده، للإسهام في نصرة الإسلام وخدمة قضيته، والنتيجة هي الفلاح؛ ما نعطيه لأجل الإسلام، ما نعطيه في سبيل الله تعالى، ثمرته لنا، كما حصل في واقع المسلمين الأوائل: كانت النتيجة لصالحهم: عِزَّةً، حُرِّيَّةً، كرامةً، سمواً؛ حتى أصبحوا الأمة الرائدة في الأرض.

وللأسف الشديد فالشح حالة حاضرة في هذه المرحلة في واقع المسلمين وبشدة، وعائق خطير، عائق خطير في واقع الأمة، معوِّق عن الخير، ويَحُوْل بين الأمة وبين الفلاح والنجاح والضفر، أن تكون أمة ناجحة، أمة تخرج من حالة الفشل والإخفاق والخسارة؛ لأن البديل للفلاح هو الخسارة، هو الفشل، هو الضياع هو الإخفاق، لا ترتفع للأمة راية، ولا يقوم لها بنيان، إذا بقيَّت في حالة الشُّح.

وحذَّر الرسول "صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَـيْهِ وَعَلَى آلِه" في نصوص كثيرة من الشُّح:

من ضمن ذلك: فيما روي عنه قوله "صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم": ((إِيَّاكُمْ وَالشُّح فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِالشُّح، أَمَرَهُمْ بِالكَذْبِ فَكَذَبُوا، وَأَمَرَهُمْ بِالظُّلمِ فَظَلَمُوا، وَأَمَرَهُمْ بِالقَطِيعَةِ فَقَطَعُوا))، الإنسان بالشح يكون على قطيعة حتى مع البعض من أقاربه وأرحامه، مع إخوته في الجهاد في سبيل الله في الإسلام، مع مجتمعه، يدخل في حساباته الضيقة تلك؛ فيكون مُؤْثِراً لها على كل شيء.

يقول أيضاً فيما روي عنه: ((لَا يَجْتَمِعَ الشُّح وَالإِيْمَان فِي قَلْبِ عَبْدٍ أَبَداً))، فعلاً الإيمان حاله في مبادئه، في قيمه، في أخلاقه، في أثره، في الإنسان تتنافى تماماً مع الشُّح.

يقول أيضاً في سياق نصٍ آخر: ((وَاتَّقُوا الشُّح))، يعني: احذروه، احذروه، اسعوا للوقاية منه، فيما يَقِيكُم منه، ((فَإِنَّ الشُّح أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، حَمَلَهُم عَلَى أَنْ سَفَكُوا دِمَاءَهُمْ وَاسْتَحَلُّوا مَحَارِمَهُمْ))، يصل بالإنسان إلى ذلك المستوى: إلى التوحش، لمصالحه الشخصية وحساباته الشخصية يفقد إنسانيته، يفقد الرحمة، القيم العظيمة التي تميِّز الإنسان كإنسان، ويتحوَّل إلى متوحش، هائج وشرير؛ من أجل مصالح شخصية ضيقة، مستعد حتى أن يسفك دماء الآخرين، يكرههم، يبغضهم، يعاديهم، يتحرش بهم، يدخل في مشاكل كبيرة معهم، يستفزهم، ويصل معهم إلى درجة سفك الدماء، حالة خطيرة جداً، وهو حالة ينبغي الحذر منها، في تأثيرها السيئة على الأمة، على الإنسان كشخص.

لذلك ينبغي الحذر من الشح، وفي المقابل ينبغي السعي لحمل المؤهلات العظيمة التي حازها الأنصار آنذاك، لماذا؟ لأنَّها مؤهلات ضرورية، ضرورية لأي مجتمعٍ يحمل راية الإسلام والجهاد، ويتحرك لنهضة المسلمين، ولبناء الحضارة الإسلامية في أي زمن، في أي زمنٍ لابدَّ من هذه المؤهلات، وجديرٌ بشعبنا اليمنى المسلم العزيز، يمن الإيمان والحكمة، الذي قال عنه رسول الله "صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَـيْهِ وَعَلَى آلِه": ((الإِيْمَانُ يَمَانٍ، وَالحِكْمَةُ يَمَانِيَّة))، أن يرث من آبائه الأوائل هذا الدور العظيم، في حمل راية الإسلام والجهاد، وأن يكون الإسلام هو مشروعه في هذه الحياة بهذه المؤهلات، مؤهلات عظيمة وراقية، وضرورية لهذا الدور، مرتبطةٌ به تماماً.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

كلمة ألقاها السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي

بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية

الأحد 1 محرم 1446هـ 7 يوليو 2024م


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر