على مدى واحدٍ وعشرين شهراً، وبمرأى ومسمعٍ من المسلمين جميعاً في البلدان العربية وغيرها، ومرأى ومسمع العالم أجمع، يواصل العدو اليهودي الصهيوني المجرم إبادته الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة، ويستهدف بشكلٍ مكثَّف مراكز ومخيمات إيواء النازحين، وكذلك الأماكن التي يستقرون فيها من المدارس ونحوها، يستهدفهم بالغارات الجوية، والقصف المدفعي، والطائرات المُسَيَّرة، وبحسب ما نشره المكتب الحكومي في قطاع غزَّة، فالعدو الإسرائيلي ارتكب ستاً وعشرين مجزرة خلال ثمانٍ وأربعين ساعة، استشهد فيها أكثر من ثلاث مائة شهيد، وجرح المئات من أبناء الشعب الفلسطيني، والكثير منهم من الأطفال والنساء، وكلهم من المدنيين العُزَّل الذين لا يمتلكون السلاح وليسوا في حالة مواجهة، بل هم نازحون في مخيماتهم.
العدو الإسرائيلي يستمر بكل همجية، ووحشية، وإجرام إلى درجةٍ عجيبة، تكشف حقيقته الإجرامية، فلو كان مصاص الدماء الصهاينة، وشركاؤهم الأمريكيون القتلة المجرمون، عبارةً عن وحوشٍ من وحوش الغاب المعروفة (ضباع، أو كلاب مسعورة)، لكانوا قد سئموا من نهش لحوم الناس في قطاع غزَّة، لكن أولئك القتلة، المجرمين، المتوحشين، قد تجاوزوا تلك الحيوانات ببشاعةٍ كبيرة، فكلما أوغلوا في دماء الأطفال والنساء، افتتحت شهيتهم أكثر، وابتكروا وسائل وطرقاً جديدة للقتل والإبادة.
وهذا يكشف حقيقة العدو الإسرائيلي، فيما هو عليه من حقدٍ، وعدوانيةٍ، وتوحشٍ، وإجرام، في خلفيته الثقافية والفكرية، التي تحوِّل الإنسان إلى متوحش ومجرم، يستبيح دماء الآخرين؛ بل يستبيح كل شيء: الدماء، والأعراض، والممتلكات... وكل شيء. وكذلك تكشف حقيقة الغرب الداعم لهذا الكيان المجرم، ولهذا العدو، من يومه الأول، منذ تشكيله كعصابات، والذي دعمه الغرب؛ ليؤدِّي دوراً وظيفياً، هو نفس الدور الإجرامي الذي يمارسه ضد الشعب الفلسطيني، وضد أُمَّتنا بشكلٍ عام:
- الإبادة الجماعية.
- القتل.
- التدمير.
- الاحتلال.
- الاستباحة للمقدَّسات.
- السعي للسيطرة على هذه الأُمَّة، واحتلال الأوطان.
- فرض معادلة الاستباحة.
هذا هو الدور الوظيفي الذي أراده الغرب للعدو الإسرائيلي، ودعمه ويدعمه، تدعمه الدول الغربية منذ البداية وإلى الآن بشكلٍ مكثف؛ لأداء هذا الدور الوظيفي، العدواني، التدميري، الذي هو في إطار المخطط الصهيوني، ومعروف ما هو المخطط الصهيوني، وما هي خطورته على أُمَّتنا الإسلامية بشكلٍ عام.
فالعدو الإسرائيلي هو بهذا السوء، واستمراره بهذه الوتيرة، من الإبادة الجماعية، من الظلم والإجرام، من التفنن في ارتكاب الجرائم، هو أيضا دليلٌ واضحٌ وكافٍ في أن ما تُسَمَّى بالمؤسسات الدولية، كـ: الأمم المُتَّحِدة، ومجلس الأمن... وغيرها. مهما كان حجم الإجرام، مهما كان مستوى الظلم، ومهما طال أمده، لا يمكن أن تمثِّل أبداً سنداً لأي شعبٍ مظلومٍ، ومستضعفٍ، ومضطهد، ومصادرة حقوقه، لا يمكن أن تفعل له أي شيء، ولا لأي أُمَّة، لا حجم الإجرام والظلم، ولا أنه قد طال أمده لِمُدَّةٍ زمنية، القضية الفلسطينية لأكثر من قرنٍ من الزمان منذ الاحتلال البريطاني، ولأكثر من سبعة عقود منذ الاحتلال والسيطرة اليهودية الصهيونية، والإجرام زاد، والظلم زاد، والأطماع كَبُرَت، وحجم المظلومية المتراكمة والمآسي الكثيرة قد وصلت إلى درجة كبيرة جدًّا، فما الذي أمكن أن تُقَدِّمه تلك المؤسسات؟! ولذلك مسألة أن يُرَاهن عليها، أو أن يُحسب حسابها في أي تقديرات، أو حسابات، أو سياسات، أو أن يستند إليها في مواقف؛ فهـذا هو الخطأ الفادح، الذي يتيه بالأُمَّة دون أن تحقِّق أي نتيجة.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي
حول آخر التطورات والمستجدات الأسبوعية
8 محرم 1447هـ 3 يوليو 2025