خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ}(البقرة: من الآية93). بعد ذلك يأتي أيضاً من النتائج الغريبة قضية يعشقونها ، يعشقها الناس نتيجة خروجهم عن هدي الله ، قضية باطلة ، ثم تحاط بهالة معينة، فتصبح في الأخير قضية أساسية، ويتشبثون بها ، ويشربونها شرباً{وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ}(البقرة: من الآية93) حب العجل{بِكُفْرِهِمْ}(البقرة: من الآية93) يكون هذا نتيجة لكفر، أحياناً الكفر يقدم بشكل ثقافة، ثقافة مزخرفة تجعلك تعشق شيئاً وهو باطل في واقعه يصبح عندك يمثل قاعدة من قواعد الدين وأساساً أو ركناً من أركان الدين ، وهو في الواقع باطل .
من أين أشربوا؟ عادة الباطل يحاط بهالة من الزخرفة، ويكون الأول يشرب الآخر، والعلماء يشربون العامة، عندما يحيطونهم بكلام كثير، وهالة، إلى حد أنهم يقولون عندما تشك: كفر . تجد داخل مثلاً [الإثنا عشرية] في مسألة المهدي المنتظر بأنه ولد في عام [255هـجرية] ومن ذلك اليوم إلى الآن موجود كإمام موجود فهذه ماذا؟ أحاطوها بهالة رهيبة ، هالة أعني: كلام مزخرف ، وأحاديث ومقولات ، وتفريعات ، وقواعد، لمّا قدمت المسألة أن تشك فيها كفر ، لم تعد تجرؤ تشك! فالعالم منهم يكون عالماً متبحراً وكبيراً، ويتعمَّر زمناً كثيراً وتتوفر له وسائل كثيرة لأن يطلع على أشياء كثيرة، لم يعد يجرؤ يشك فيها تقدم كمسلّمة من المسلّمات وهذه من الأشياء السيئة أن الإنسان إذا ما تقبل هو فيصبح يعشق الحق ، يعشق الأشياء الصحيحة، ينجذب لها ، سينجذب لخرافات وباطل وأشياء سيئة .
ما هو العجل هذا؟ لم يشربوا في قلوبهم حب موسى؛ وكم الفرق بين موسى وبين العجل بالنسبة لهم ألم يكن الشيء الطبيعي أن يشربوا في قلوبهم حب موسى؟ أن يشربوا في قلوبهم حب الله ، حب هداه؟ الإنسان لا بد أن يعشق شيئاً، إذا ما تريد أن تعشق شيئاً صحيحاً ستعشق باطلاً .
{قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}(البقرة: من الآية93). هذا إيمانكم رأيناه فعندما تقولون هناك سابقاً:{نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا}(البقرة: من الآية91) رأيناه ، انظروا إيمانكم هو هكذا، ما أسوأ هذا الإيمان الذي تتمسكون به، إيمانكم أسوأ ما يأمركم به{سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا}(البقرة: من الآية93) في مقابل{خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا}(البقرة: من الآية93). تصبحون عاشقين للعجل ، وحادثة العجل ، وأساطير حول العجل ، وكان الشيء الطبيعي ماذا؟ توحيد الله ، وحب الله ، وحب نبيّه ، وحب هداه ، تكونون عاشقين له.
ما هو هذا الإيمان ! هذا إيمان سخيف إيمان ينتج عنه{سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا} وتشبث بعجل ، وعشق لعجل ، بل من العجيب أنه فيما يتعلق بهذا العجل في بعض كتبهم جعلوا هارون أنه هو الذي صنعه! السامري لم يدخلوه في الموضوع في بعض كتبهم في [العهد القديم] حقهم ، هجوم على هارون أنه هو الذي صنع العجل هو !.
قد تقدم حادثة العجل بعد باعتبارها نبي من الأنبياء صلَّحها ، وهي هناك أساطير ، هذه هامة جداً من الناحية المنهجية: أن تعرف كيف تواجه الطرف الآخر ـ الذي عنده أنه قد فكر وقدر وقدم حاجة و عنده أنه سيفحمك، سوف يصنع لنفسه مبرراً كاملاً ، قد فكروا أن أحسن طريقة أن يقولوا: هذا نبيكم وكتابكم ونحن نؤمن بما أنزل علينا ـ في كيف تقدم المسألة من البداية .
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن
سلسلة دروس رمضان – الدرس الخامس
سورة البقرة من الآية (67) إلى الآية (103)
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 5 رمضان 1424هـ
اليمن - صعدة