فالتَّوجُّه العام الذي انتشر في مختلف أنحاء اليمن ومخاليفه بشكلٍ كبير، وإقبالٍ طوعي، وبرغبةٍ كبيرة، حظي الإقبال المتميز لأهل اليمن على الإسلام، وحظي النموذج اليمني، في مثل عمار بن ياسر، في مثل المقداد، في آخرين، آل ياسر بشكلٍ عام، ونموذج الأنصار، وهذا الإقبال العظيم الطوعي، برغبةٍ كبيرة، حظي بالإشادة من رسول الله "صَلَوَاتُ الله عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ"، في نصوصٍ كثيرة، وأحاديث متعدِّدة، مشهورةٍ بين المسلمين، من ضمنها:
- الحديث النبوي الشريف: ((أَتاكُم أَهْلُ اليَمَن، هُمِ أَلْيَنُ قُلُوباً، وَأَرَقُّ أَفئِدَةً، وَأَبخَعُ طَاعَةً، الْإِيْمَانُ يَمَان، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَّة)): هذا النص الذي فيه البشارة، البشارة بإقبال أهل اليمن، بإتيان أهل اليمن، بما يتحلَّون به من هذه المواصفات الراقية، المنسجمة مع تعاليم الإسلام، مع مبادئ الإسلام، المؤهِّلة لدورٍ إسلاميٍ متميز، حيث كان التعبير هذا تعبيراً فيه بشارة بهم، وبإقبالهم، بما يتميزون به من:
- لين القلوب.
- رقة الأفئدة.
- الاستقامة والتفاني في الطاعة لله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، ولرسوله "صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم".
- برسوخ انتمائهم الإيماني، الذي أتى عنه هذا التعبير العجيب: ((الْإِيْمَانُ يَمَان))، فيما يعبِّر عنه من دلالة عميقة جدًّا على أصالة هذا الانتماء الإيماني، ورسوخ هذا الانتماء الإيماني، والتَّوجُّه الإيماني.
- وأيضاً الحكمة، التي هي من أهم الأمور على الإطلاق، تعبِّر عن حالة الرشد، عن حالة الصواب في التفكير، في الرؤية، في النظرة، في التَّوجُّهات... وغير ذلك، وهي من أهم ما ركَّز عليه القرآن الكريم، ومن أهم مواصفاته أنه حكيم، يمنح الحكمة، يقدِّم الحكمة.
- وهكذا نصوص أخرى، منها الحديث المشهور: ((إِنِّي لَأَجِدُ نَفَسَ الرَّحْمَنُ مِنْ قِبَلِ اليَمَن)): وأصبح من العناوين والمواصفات المعروف بها أهل اليمن، هي: أنهم أهل المدد، وبهم يهيئ الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" كما هيَّأ في صدر الإسلام دوراً عظيماً، يهيئ أيضاً في آخر التاريخ، في المراحل الحسَّاسة من تاريخ الأُمَّة، في مستقبل الأُمَّة، لهم الدور الكبير والمهم.
كان من الأشياء المهمة في هذا الانتماء الإيماني، والهوية الإيمانية لهذا الشعب المسلم، هو: الأثر العظيم للإسلام في أنفسهم، وفي أخلاقهم، في مواقفهم، في نصرتهم للإسلام، في دورهم الرائد المتميز في صدر الإسلام، وفي الدور المؤمَّل فيهم في مستقبل الأُمَّة، هذه كلها اعتبارات مهمة جدًّا، أصالة الانتماء الإيماني في مبادئهم، في أخلاقهم، في سلوكهم، في عاداتهم، في تقاليدهم، في تحليهم بمكارم الأخلاق، في عطائهم في سبيل الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، في جهادهم، في روحيتهم الجهادية، في التزامهم الإيماني، لهم نماذج رائدة في التاريخ الإسلامي بكله، ولهم أيضاً محطات تاريخية مميَّزة جدًّا، ويشهد بها التاريخ.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
من كلمة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي "يحفظه الله"
بمناسبة ذكرى جمعة رجب 1447هـ



