- العــدو الإســرائيلي أيضــاً مستمـرٌ في انتهــاكه لحرمــة المسجــد الأقصـى:
ويجب على أُمَّتِنا وبالذات على كلِّ الجهات التي لها نشاط توجيهي، من: علماء، ومثقفين، ومعلِّمين، وخطباء... وغيرهم، أن يرسِّخوا في أوساط أُمَّتِنا قدسية المسجد الأقصى، أن تبقى هذه القدسية راسخة، وما تعنيه لنا مقدَّساتنا الإسلامية، وعن خطورة التفريط بها؛ لأن من الأشياء المؤسفة في واقع أُمَّتِنا الإسلامية، وشعوبها بشكلٍ عام، هو: أنَّ اليهود أثَّروا عليها بسياسة الترويض، إضافةً إلى أنَّ هناك إغفال في النشاط التوجيهي والتعليمي والتثقيفي لكثير من المسائل المهمة، والعدو- في نفس الوقت- يشتغل في اتِّجاهٍ معاكس؛ لنزع ارتباط الأُمَّة، وفصل ارتباط الأُمَّة بكل ما هو مهمٌ لها من مبادئ إسلامية، المبادئ الأكثر أهميةً لِلأُمَّة؛ يفصل الأُمَّة عنها، وكذلك القيم الأكثر أهميةً لِلأُمَّة؛ يفصل الأُمَّة عنها، ويقدِّم النقيض والبديل، الذي له أثره المختلف تماماً في واقع الأُمَّة.
ففي واقع الأُمَّة وفي داخلها الجهات الموجِّهة لِلأُمَّة، وبسياساتٍ رسمية من الحكام والحكومات، تضيع، وتشطب، وتسكت عن الأشياء المهمة من مبادئ، من قيم، من تعليمات، من كل ما يساهم في نهضة أُمَّتِنا، ووعيها، وبصيرتها، وشعورها بالمسؤولية، وتأهيلها تربوياً، وأخلاقياً، ومعرفياً للقيام بدورها، ومن جهة العدو له شغل مناقض، وبديل، يترك الأثر السيء جدًّا في نفسية الأُمَّة.
فقدسيَّة المسجد الأقصى من أهم ما ينبغي التركيز عليه في واقع الأُمَّة، وعلاقة الأُمَّة بالمقدَّسات، وخطورة التفريط بالمقدَّسات، وما تعني لها هذه المعالم الإلهية، التي لها أهميةٌ كبرى في ارتباطها الديني، وفي تماسكها الديني والمعتقدي، على مستوى العقيدة والإيمان، وفي صلتها بالله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى".
الأعداء الصهاينة يستمرُّون في الاقتحامات، في مساعي التهويد، يركِّزون على رفع الأعلام الإسرائيلية في باحات المسجد الأقصى، بل وصل الحال إلى رفع علم اليهود الصهاينة على صحن مسجد قبة الصخرة.
العدو الإسرائيلي أيضاً يستمر على إجبار المقدسيين من أبناء الشعب الفلسطيني بهدم منازلهم، وتكرَّر هذا في خلال هذا الأسبوع.
- فيمـــا يتعلَّـق أيضـــاً بالاعتـــداءات في الضِّفَّـــة الغربيــــة:
- العدو الإسرائيلي مستمر فيما فعله بالمخيَّمات الكبرى: (في مخيَّم جنين، في مخيَّم طولكرم، ونور شمس)، عملية التهجير مستمرَّة للأهالي من هذه المخيَّمات الكبرى، التدمير، النسف، التغيير لمعالمها.
- وكذلك مستمرٌ في التهجير القسري للأهالي في أنحاء متفرقة من الضِّفَّة الغربية، مع كل أشكال الاعتداءات عليهم، وعلى ممتلكاتهم، وعلى مواشيهم، وفي هذا الأسبوع أكثر من (واحد وستين) عملية تدمير ممتلكات، إحدى وستين عملية لتدمير الممتلكات خلال هذا الأسبوع في الضِّفَّة الغربية، وأكثر من (مائة وسبعين) عملية مداهمة.
فالعدو الإسرائيلي في حالة استهداف مستمر للشعب الفلسطيني في الضِّفَّة الغربية، ينشئ المزيد من البؤر الاستيطانية على أراضٍ مغتصبة، والتقط المجرم الذي يسمُّونه بوزير المالية الإسرائيلي التقط صورةً في إحدى المغتصبات في الضِّفَّة الغربية، قرب جدار مكتوبٌ عليه الشعار الإسرائيلي: [الموت للعرب]، وهذا شعار إسرائيلي منذ بداية الاحتلال الصهيوني اليهودي لفلسطين، وهم يهتفون به في مناسباتهم، في تجمعاتهم، [الموت للعرب]، وتوجُّههم العملي، السياسي، مشروعهم الصهيوني، مخططهم الصهيوني، هو فعلاً لإماتة العرب، الإماتة بالقتل، والإماتة لِلأُمَّة كأُمِّة، لا يبقى لها استقلالها، ولا حُرِّيَّتها، ولا كرامتها، موت لِلأُمَّة، الموت الجماعي ككيانٍ عظيم، وفق ما وهب الله لها من مقومات؛ لتكون أُمَّةً رائدةً في المجتمع البشري، بإسلامها، بقرآنها، بقيمها الإسلامية والعظيمة، بتعاليم الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، فيما كان يمكن أن تصل إليه بذلك، وهو الشيء العظيم جدًّا في المجتمع البشري، وهم يريدون لها أن تكون أُمَّةً ذليلة، خانعةً لهم، أن يستعبدوها بالفعل، بكل ما تعنيه كلمة استعباد، وهي حالة أسوأ من الحالة التي كان العرب فيها يعبِّدون أنفسهم للأصنام الحجرية، حينما يعبِّدون أنفسهم للعدو الإسرائيلي، العدو الإسرائيلي هو أسوأ، أقبح، أضل، أفسد من الأصنام الحجرية التي لم تكن لا تنطق، ولا تتكلم ولا شيء.
قبول الأُمَّة- هذه الأُمَّة التي هي بمئات الملايين- بأن تخنع، وتخضع الخضوع التام للعدو الإسرائيلي، هو عبودية بكل ما تعنيه الكلمة؛ ولهـذا لا يمكن لأي إنسانٍ مؤمن بقي له ذرةٌ من إيمان، ولأي إنسانٍ حُرٍّ بقي له ذرةٌ من إنسانية وشعور بالكرامة الإنسانية، أن يقبل بالعبودية لمن؟! للعدو الإسرائيلي بكل ما هو عليه من لؤم، من حقد، من دناءة، من خسَّة، من إجرام، من توحش، من سوء، ذلك العدو الظلامي، المفسد، المضل، الذي هو امتداد لحركة الشيطان، لعداوة الشيطان، لسوء الشيطان في الأرض، أن يُعِبِّد الإنسان نفسه له، هذه طامة كبرى، يجب على أُمَّتِنا أن تفيق من حقيقة هذا الانحدار الخطير جدًّا في واقعها، والسيء للغاية.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي
حول آخر التطورات والمستجدات الأسبوعية
الخميس: 20 صفر 1447هـ 14 اغسطس 2025م