وأمتنا اليوم في حركة ونهضة أحرارها، واحتضان شعوبها، في موقعٍ متقدم، تشهد له التطورات الراهنة في كل الجبهات، بدءاً من فلسطين، ولبنان، والعراق، وسوريا، وفي بلدنا اليمن، وبات جلياً للهزيمة الأمريكية في أفغانستان الضعف والتراجع الأمريكي في الحروب المباشرة، والاحتلال المباشر، والذي بقي لأمريكا هو الاعتماد بشكلٍ رئيسي على الحروب بالوكالة، من خلال أدواتها الرخيصة الخاسرة، وعملائها الأغبياء، الذين يجب عليهم أن يعيدوا النظر في حساباتهم، ورهاناتهم الخاسرة والخاطئة.
وهنا نوجه النصح إلى النظامين السعودي والإماراتي، ومن يحذو حذوهما، من الأنظمة والكيانات العميلة في عالمنا العربي والإسلامي، بالكف عن الاستهداف لأمتنا الإسلامية، في مختلف شعوبها وبلدانها، فآمالكم، ورهاناتكم، وتصوراتكم الخاطئة، بأنكم بذلك تربعتم في موقع القوة وضمان المستقبل، هو وهمٌ خاسر، والنتيجة الحتمية، التي أكَّدها الله في القرآن الكريم، ويشهد لها الواقع، هي أنَّ عاقبتكم المحتومة: هي الندم والخسران.
وأقول لشعبنا العزيز: إنَّ مآلات وعواقب التمسك بالحق، والثبات عليه، هي تحقق الوعد الإلهي، الوعد الإلهي كما قال تعالى: {وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}[القصص: من الآية83]، وكما قال تعالى: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}[محمد: من الآية7].
إننا في هذا المقام، نؤكِّد ثبات مواقفنا، وحسم خياراتنا، بالحق، وعلى أساس الحق، بدءاً من الموقف الحق، في نصرة الشعب الفلسطيني، والحق في استعادة فلسطين، والمقدسات، وطرد العدو الصهيوني المجرم والغاصب، والوقوف مع شعوب أمتنا المظلومة، في عالمنا العربي والإسلامي، وفي كل أقطار المعمورة، وفي ثبات موقفنا في التصدي للعدوان على بلدنا، والتمسك بحق شعبنا في الحرية والاستقلال، على أساسٍ من هويته الإيمانية، وانتمائه للإسلام، ثابتين على ذلك، باعتمادنا على الله تعالى، وثقتنا به، {وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا}[النساء: من الآية45]، مستمدين منه تعالى المعونة والنصر، والهداية والتوفيق، ومتزوِّدين من كل المحطات التاريخية، ومن عطاء وصبر وثبات وتضحية أوليائه، المزيد والمزيد من العزم، والصبر، والبصيرة، والتأسي بالقدوة الحسنة.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام الحسين 1443هـ