يتجلَّى في الممارسة الإجرامية الوحشية للعدو الإسرائيلي، ضد الشعب الفلسطيني، قول الله تعالى: {لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ}[التوبة:10]، العدو الإسرائيلي يرتكب الإبادة الجماعية، ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة، نكث بالاتِّفاق، الذي كان عليه فيه ضمناء، في مقدمتهم الأمريكي ضمينٌ عليه بالالتزام به، لم يفِ بالتزاماته فيما يتعلق بالمرحلة الأولى من الاتِّفاق، ولم يدخل في المرحلة الثانية، ونكث بشكلٍ كامل بالاتِّفاق، واستأنف عدوانه على قطاع غزَّة، بدءاً بمنعه لدخول الغذاء والدواء، واتِّجاهه من جديد إلى تجويع الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة.
مضى أكثر من شهر وهو يمارس هذه الجريمة الكبرى، ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة، الآن بعد مضي أكثر من شهر أُغْلِقت المخابز والأفران، والمنظَّمات الدولية (التابعة منها للأمم المُتَّحِدة، وغيرها كذلك) تتحدث هي- بنفسها- وتشهد على المجاعة في قطاع غزَّة، وعلى نفاد القمح والطحين من تلك المخابز، التي كانت تقوم بتوزيع الخبز لأبناء الشعب الفلسطيني في القطاع، كذلك فيما يتعلق بالأدوية، ومنها الأدوية الضرورية، بما فيها مواد التخدير الطبي... وغير ذلك، العدو الإسرائيلي لمدة أكثر من شهر وهو يمارس هذه الجريمة الكبيرة في التجويع، ومنع الغذاء ومنع الدواء عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة.
ومنذ أكثر من نصف شهر استأنف أيضاً الإبادة الجماعية، بالقتل الجماعي للشعب الفلسطيني في القطاع، يلقي القنابل الأمريكية، التي زوَّده بها الأمريكي؛ لإبادة الشعب الفلسطيني، ولقتل الأطفال والنساء، يلقيها على الشعب الفلسطيني في القطاع، يلقيها على الناس وهم في خيامهم، على المدنيين في خيامهم، وفي أطلال منازلهم المُدَمَّرة، ويقتل بها الأطفال والنساء، والكبار والصغار، بكل وحشية، ومن ذلك: مجزرته بالأمس، حينما استهدف (مدرسة دار الأرقم) في قطاع غزَّة، وهي مكتظَّةٌ بالنازحين؛ لإبادتهم.
يمارس أنواع الجرائم، وهو استأنف هذا العدوان منذ أكثر من نصف شهر، بنفس سلوكه الإجرامي، الذي مارسه على مدى خمسة عشر شهراً من العدوان على قطاع غزَّة، ما قبل الاتِّفاق الأخير، ثم عاد ليستأنف نفس الإجرام، والوحشية، والعدوانية، بكل انفلات، بدون التزام بأي ضوابط، عدوٌ همجيٌ، مجرمٌ، منفلتٌ، لا يلتزم لا بقوانين، ولا بمواثيق أمم مُتَّحِدة، ولا باتِّفاقيات، ولا يلتزم بأخلاق، ولا قيم... ولا أي شيء، يرتكب أبشع الجرائم بكل توحشٍ وعدوانية.
ثم ما يفعله أيضاً في إجرامه هناك، من تركيزه على الجانب الإنساني، حيث يحارب الجانب الإنساني محاربةً واضحة، كل ما يتعلق بالجانب الإنساني، ومن ذلك: استهدافه للكوادر والعاملين في المجال الإنساني، يجعل منهم هدفاً أساسياً، إلى درجة أن يقوم باختطاف خمسة عشر من العاملين في الإغاثة الإنسانية، ويقوم بعد اختطافهم بتقييدهم، ثم الإعدام لهم بدمٍ بارد، والإلقاء لهم في حفرة، وإهالة التراب عليهم، جريمة وحشية بكل ما تعنيه الكلمة!
وهكذا يتفنن في ارتكاب الجرائم ضد الشعب الفلسطيني، ويحاول أن يمنع عليه كل مقومات الحياة، وأن يمنع أي خدمة إنسانية: على مستوى الإغاثة، على المستوى الطبي، على مستوى الإسعاف، على مستوى تقديم الغذاء، على مستوى المطابخ والأفران، على مستوى آبار المياه... وغير ذلك؛ فهـو عدوانٌ وحشيٌ بكل ما تعنيه الكلمة، يرتكب فيه العدو الإسرائيلي كل أنواع الجرائم، بكل أوصافها البشعة والوحشية، والذي يُجَرِّئه على ذلك هو الدور الأمريكي.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائئد عبدالملك بدر الدين الحوثي بمناسبة افتتاح الأنشطة والدورات الصيفية وحول آخر التطورات والمستجدات شوال 1446ه