هذه الآية تتحدث ـ كما يقولون ـ بأنه كان اليهود يستخدمون كلمة: {رَاعِنَا} التي هي كلمة عربية مفردة عربية معناها العربي معروف: أمهلنا أو أنظرنا يستخدمونها بمعنى سيئ لديهم سيئ في النفوس بمعنى: شرير أو من الرعونة التي تعني: السفه والحماقة والطيش أي كلمة معناها في النفس داخل وليس في إطلاقها، معناها عند اليهودي سب للرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) ، إذاً هنا قضية يهودية ما زالت في الأعماق داخل اليهودي تعتبر ماذا؟ يحارب بها النبي وهي ما زالت في داخله لم تظهر على لسانه لم تتحرك بشكل موقف ما زالت في الأعماق يجب أن تكونوا دقيقين في التعامل مع هذه الطائفة ليس فقط ما يبرز من اليهود بل ما لا يزال في أعماق أنفسهم نوايا لديهم.
{لا تَقُولُوا رَاعِنَا} (البقرة: من الآية104) توقفوا عن استخدام هذه الكلمة تماماً، عندما يتوقف العرب عن استخدام تلك الكلمة بشكل عام ـ اتركوها نهائياً لماذا؟ـ ليقفل المجال على اليهودي فلا يعد بإمكانه أن يستخدمها ، إذاً ألم يكن هذا موقفاً أمام نوايا وقدم التوجيه به توجيها حاسما بعده{وَاسْمَعُوا}(البقرة: من الآية104) واسمعوا ويكفيكم أن تسمعوا وقد سمعتم كيف كان الذين لا يستجيبون لهدي الله ولا يقيِّمون الأشياء التي تقدم إليهم ، لا تكونوا كبني إسرائيل تقولون: ما هي الفائدة؟ ماذا لها من فائدة ما هي القيمة لهذه ؟ نحن لا نستخدمها غلط؟ لا ، اسمعوا، التزموا{وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ}(البقرة: من الآية104) وللرافضين للكافرين نفس اليهود الذين لا زالوا يستخدمون نوايا سيئة وللرافضين منكم الذين لا يسمعون، اسمعوا{وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ} منكم ومنهم ، هذه تعطي ـ مع أنها تبدو في الصورة قضية عادية ـ لكن تعطي منهجاً مهماً جداً في الصراع مع اليهود ، أي هي ترسخ عند المسلمين حالة على مستوى عالي من اليقظة والحذر والانتباه واتخاذ موقف أمام أي شيء من اليهود وإن كان ما يزال نية في أعماق أنفسهم .
من أين أوتي العرب؟ من أين أوتي المسلمون حتى أصبح اليهود هم الذين يدوسونهم الآن من أين؟ لم يحملوا هذه الروحية التي تعطيها هذه الآية:{لا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا}(البقرة: من الآية104) لم يعد لديهم اهتمام حتى بما يشاهدونه بما يلمسونه بما يحسونه من اليهود لم يعد لديهم اهتمام أن يعملوا ضدهم شيئاً ، إذاً ألم يفقدوا روحية فقدوا تربية وجهت إليها هذه الآية؟ إذا ترى بأنها قضية هامة وهذا ـ مثلما قلنا سابقاً ـ من الأشياء الصعبة بالنسبة للناس القضايا التي هي في واقعها هامة جداً جداً جداً ولكن أمامهم طبيعية جداً هذا الذي يعتبر موقفاً محرجاً جداً ؛ لهذا كانت هذه الآية في مقدمة الآيات التي لتوجيه المسلمين بعد تقديم العبرة الشاملة من خلال ما ذكره عن بني إسرائيل .
النفسية هذه التي أضاعت معنى:{لا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا}(البقرة: من الآية104) هي نفس النفسية الموجودة الآن عندما نقول: [نرفع شعار يا جماعة ، الشعار كلمة عادية بسيطة تقولها في مسجدك في مسجدك الذي تصلي فيه الجمعة] يردون عليك: [ما هي الفائدة منها ماذا يعني أن نرفع شعاراً؟] مع أنه مسلّم بصحة مفرداتها يقول لك: [صحيح الله أكبر وحقيقة أمريكا ملعونة والموت لأمريكا] وسيقول لك أيضاً: [أمريكا ملعونة وإسرائيل ملعونة واليهود ملعونون والنصر للإسلام لكن ماذا هناك من فائدة؟ ماذا له من قيمة؟ هل هي ستؤثر على أمريكا هناك؟ هل، وهل، وهل ..!] تلك النفسية السابقة لأنه هذه بداية توجيه إلهي تربوي للمسلمين ليكونوا بمعزل عن روحية بني إسرائيل روحية البقرة نفسية البقرة: ما هي ، ما لونها ، إن البقر تشابه علينا ، الآن جئت بالحق ، الآن ..! لا ، إن الإسلام إن القرآن الكريم قام على أساس أن يقدم للمسلمين تربية ، تربية على مستوى عالٍ جداً يستبقون بها الأحداث يستبقون بها الأحداث فلا يكونون عرضة لأن يضربوا ضربات متكررة حتى يصحوا ومتى ما صحى وجد نفسه في وضعية لا يتمكن أن يعمل شيئاً.
عندما يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا} (البقرة: من الآية104) لماذا لا يأتي الخطاب لليهود؟ يا أيها اليهود اسكتوا أو اتركوا استخدام هذه الكلمة؟ ((لأن مفتاح أن يضرك العدو، أن يهينك العدو ، أن يهزمك العدو هو من عندك أنت )) ذلك عدو يهودي نصراني كيفما كان إذا كنت مستقيماً تسير على هدي الله على كتاب الله فلن يضرك العدو وستهزمه مهما كان{وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لا يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً}(الفتح:22) .
هذه القضية في القرآن مؤكدة هنا توجه الخطاب إلى المؤمنين كلهم ، الإمام علي بن أبي طالب ملزم هو أن يترك كلمة:{رَاعِنَا}وهل يمكن أن الإمام عليا سيستخدم كلمة:{رَاعِنَا} في المعنى اليهودي الذي يستخدمه اليهود؟ لا ، لماذا؟ لأنه لا يمكن أن يقفل المجال على اليهود فلا يتمكنون أن ينطقوا بهذه الكلمة أي تحبط مؤامرتهم ـ اعتبرها أحبطت مؤامرتهم ـ إلا بأن تقفلوا أنتم هذا المجال من عندكم وإن كنتم لا تستخدمونها بنفس المعنى الذي يستخدمه اليهود ، ((إقفال المجالات التي فيها ثغرات للأعداء تأتي من عند المؤمنين)).
ولهذا حاولنا نقدم هذه الآية فيما يتعلق بالجانب الأمني ، الجانب الأمني عندما نقول: [نفتشك] أنت الأخ الصديق الموثوق به بنسبة 100% نفتشك أو نقول تكون متيقظاً تكون منتبهاً كل الإجراءات التي هي تمثل إقفال مجال يجب أن تكون أنت أول من يعملها ، المسألة هي إقفال مجالات إقفال منافذ.
عندما نقول:نترك [المصافحة] ونحن إخوة وكل واحد يحب أن يقبِّل الآخر كم مرات أليس هذا إقفال مجال؟ إقفال مجالات ؛ لأنه سيأتي يهود أو عملاء يهود ونمط المصافحة لدينا بالشكل الخطير وفي الأخير الزيدية هؤلاء يكفيهم عشرة، عشرين وكفاهم سوف ينهونهم مع تمكنهم من استخدام أشياء دقيقة جداً نحن لا نستطيع حتى أن نكتشفها ولا أن نعرف كيف نقاومها، إقفل المجالات على الأقل عندما يأتي أحد يقول لك: لكن يا خبير أنا أخ وصديق أعرف فلان أو نحن أصحاب يعني هو شاك فيَّا ؟ لا، ليس شاكاً فيك هل كان رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) يشك في الإمام علي عندما يقول له : أسكت عن استخدام كلمة:{رَاعِنَا} لا، أو يشك في الآخرين ربما قد لا يكون هناك ولا مسلم واحد ولا مسلم واحد إلا إذا هم منافقون من تلك النوعية السيئة سيستخدمونها بالمعنى اليهودي ، لكن اسكت يا علي ، اسكت يا أبا ذر، المقداد، سلمان، عمار ، كلكم اسكتوا، وفاطمة فلتسكت، والكل فليسكتوا عن استخدام كلمة:{رَاعِنَا} .
إذاً فهذه القضية هامة: إقفال المجالات يأتي من عند الناس هم، هم، المخلصون الصادقون المؤمنون بالقضية التي هم فيها لم يكن هناك مجال أن يقول الإمام علي مثلاً: لكن أنا سأستخدمها وليس عندي نية سيئة والله المستعان لماذا توقفني؟ هل يعني أن لديك شك فيّ؟ ما حصل هذا هم فاهمون خاصة عندما تعطيهم صورة رهيبة جداً .
هذه الآية تعتبر شهادة فيما يتعلق بالمقاطعة الإقتصادية ألم يحصل هنا مقاطعة للكلمة؟ قاطع المسلمون في أيام رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) كلمة ؛ لأن استخدامها يمثل ماذا؟ دعماً لليهود ، إذاً فأنت قاطع بضائعهم؛ لأن بضائعهم تشكل دعماً مادياً كبيراً لهم وتفتح عليك مجال لأن تتقبل كل ما يريدون أن يوصلوه إلى بدنك إلى جسمك من سموم أو من أشياء لتعقيمك حتى لا تعد تنجب أو تورث عندك أمراضاً مستعصية أشياء كثيرة جداً مع تقدمهم العلمي يعتبرون خطيرين جداً ، سيطرتهم على الشركات التي تعتبر متطورة في صناعات أشياء خطيرة من المواد السامة عناصر كثيرة تستخدم قد أصبحوا يستخدمون عناصر تؤثر نفسياً تقتل عندك الإهتمام تصبح إنساناً بارداً لا تهتم ولا تبالي.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
[الدرس السادس من دروس رمضان]
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.