- في تطورات العدوان الإسرائيلي الهمجي، الوحشيّ، الإجرامي، الفظيع، على الشعب الفلسطيني في قطاع غَزَّة خلال هذا الأسبوع:
كانت الحصيلة الأسبوعية، للإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الإسرائيلي بشراكةٍ أمريكية ضد الشعب الفلسطيني: أكثر من (ثلاثة آلاف وخمسمائة) من الشهداء والجرحى، من: الأطفال، والنساء، والنازحين، والساعين للحصول على الغذاء لأنفسهم ولأسرهم وأهليهم، والبعض أيضاً من الصناديق والطرود، التي يُلقى بها على رؤوسهم من الطائرات باسم أنها [مساعدات]، فيلقى بها عليهم من الجو؛ وأدَّت إلى استشهاد البعض من أبناء الشعب الفلسطيني، وثِّقت حالاتٌ منها ونشرت في وسائل الإعلام.
وهي في واقع الحال خدعةٌ قاتلة، لـ [ذر الرماد في العيون] كما يقولون، في مقابل الضَّجَّة العالمية الكبرى، والاستياء العام في مختلف أنحاء العالم، تجاه جريمة التجويع، التي هي جريمة كبرى، من أبشع، وأفظع، وأسوأ، وأقبح، وأشنع الجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غَزَّة، لمَّا كان لها هذا الصدى الكبير في التضامن مع الشعب الفلسطيني في مختلف أنحاء العالم؛ يحاول العدو الإسرائيلي أن يخادع الجميع، باسم أنه يسمح بإلقاء المساعدات على رؤوس أبناء الشعب الفلسطيني، وفق مخطط مُعَيَّن، مستوى مُعَيَّن، وطريقة مُعَيَّنة، تحدثنا عمَّا فيها من استهداف للشعب الفلسطيني، ومخادعة للشعوب والأمم.
بحسب الأرقام، لو يتم الاستمرار بهذه الوتيرة، التي هي قائمة في إلقاء ما يُسَمَّى بالمساعدات على رؤوس أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غَزَّة بشكلٍ مستمر، بنفس هذه الوتيرة التي هي قائمة؛ لَمَا توفَّر منها خلال ثمانية أشهر، إلَّا ما يقابل يوماً واحداً مما يمكن أن يدخل عبر المنافذ وفي البر، ويصل إلى الشعب الفلسطيني في قطاع غَزَّة، حيث لا يوجد هناك أي عائق سوى المنع من قِبَل العدو الإسرائيلي، يعني: ليست مسألة إلقاء المساعدات من الجو مسألة ضرورية؛ لأنَّه لا بديل هناك عنها؛ بل بالإمكان بكل يسر إدخال المساعدات بالشاحنات- أصلاً- المتواجدة، والتي فوقها الكثير من المواد الغذائية.
والعدو الإسرائيلي، مع الضَّجَّة العالمية الكبرى، يترك المجال لإدخال القليل جدًّا منها، مما يحمل مواد غذائية قد انتهت صلاحية استخدامها؛ وبـذلك ينشر الأمراض، هناك عِدَّة أمراض ظهرت في قطاع غَزَّة، هي ناتجة عن استخدام مواد غذائية منتهية الصلاحية؛ لأن العدو الإسرائيلي حجزها في الشاحنات على أبواب المنافذ حتى انتهت صلاحيتها، ثم يسمح بدخول القليل منها، مما له آثار وأضرار على الشعب الفلسطيني.
ولا يزال هناك شهداء يومياً من التجويع نفسه، في كل يوم هناك إعلان عن ارتقاء المزيد من الشهداء، ولاسيَّما من الأطفال، الذين هم الأكثر تضرُّراً، والأقل تحمُّلاً، ومعاناتهم كبيرةٌ جدًّا؛ نتيجةً للتجويع وسوء التغذية.
كذلك في مصائد الموت الأمريكية الإسرائيلية، لا تزال تُقَدِّم وجبات القتل باستمرار في كل يوم، وهناك شهادة لـ (منظمة أطباء بلا حدود)، عن الجرائم الكبرى التي يرتكبها العدو الإسرائيلي ومعه الأمريكي من خلال مصائد الموت تلك، في شهادة (منظمة أطباء بلا حدود)، يقولون: [أُصيب أطفالٌ برصاصاتٍ في صدورهم، أثناء محاولتهم الحصول على الطعام]، عندما يتَّجهون إلى تلك المصائد التي صُمِّمَت- باعتراف أمريكيين- لقتل الشعب الفلسطيني، مع التجويع الشديد، حيث يضطر الكثير إلى الذهاب إليها بهدف الحصول على الغذاء، فإذا ذهبوا وتجمَّعوا هناك، يبدأ العدو الإسرائيلي بارتكاب الجرائم الكبيرة، في استهدافهم أثناء ذهابهم، وأثناء تجمعهم، وما بعد مغادرتهم لتلك المصائد، يستهدفهم في كل المراحل.
[أصيب أطفالٌ برصاصاتٍ في صدورهم]، بكل وحشيَّة وإجرام، يتعمَّد الجنود الصهاينة الاستهداف المباشر، والقنص المتعمَّد للأطفال؛ ولـذلك يصيبونهم بالرصاصات في صدورهم، يعني: إصابات قاتلة عمداً؛ لأنَّهم يحاولون الإبادة للأطفال، والاستئصال للأطفال في قطاع غَزَّة، [وسُحِق الناس، أو اختنقوا، في تدافعٍ]، يعني: أثناء حالة التَّجَمًّع، أثناء التَّجَمُّع للحصول على الغذاء، [وقتلت حشودٌ بأكملها بالرصاص]، العدو الإسرائيلي يستهدف التَّجَمُّعات، أثناء التَّجَمُّع للناس يستهدفهم بشكلٍ مباشر؛ ولـذلك إلى هذا المستوى من الإجرام: الإبادة والقتل لحشود من أبناء الشعب الفلسطيني أثناء تجمُّعهم، فيعمل على قتلهم وإبادتهم، [وقُتلت حشودٌ بأكملها بالرصاص في نقاط التوزيع].
ولهول هذه المأساة والجريمة الكبرى من قِبَل العدو الإسرائيلي في التجويع، ومعه الإبادة بالرصاص، والقتل، والقذائف، والغارات الجَّوِّيَّة، والقنابل الأمريكية المدمِّرة والحارقة، هناك أيضاً شهادة من (منظمة الأونروا)، تقول: [أطفال غَزَّة يموتون جوعاً وقصفاً، وتباد عائلاتٌ]، عائلات بأكملها تباد، وفعلاً في السجل الفلسطيني هناك الكثير الكثير من العائلات التي أبيدت بالكامل، وأحياء، وجيلٌ كامل، يعني: العدو الإسرائيلي هو يستهدف جيلاً كاملاً من أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غَزَّة.
ولهـذا، العنوان والتوصيف العالمي- وفعلاً أصبح توصيفاً عالمياً- لما يرتكبه العدو الإسرائيلي من جرائم ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غَزَّة، هو: الإبادة الجماعية، مع أنه من الصعب على الغرب، في وسائله الإعلامية، في مؤسساته الرسمية، التي هي خاضعة للصهيونية العالمية، أن يعترف بهذه الحقيقة؛ لكنَّها حقيقة فرضت نفسها، فرضت نفسها حتى في المجتمعات الغربية، وأصبح الكل يتحدثون عن التوصيف للإجرام الإسرائيلي بأنه إبادة جماعية، فهي جريمة هذا العصر، جريمة هذا القرن، جريمةٌ كبرى، مهولة، رهيبة، فظيعة؛ ولهـذا حتى عندما يأتي الحديث عن الأطفال على وجه الخصوص، مع أنَّ ما يفعله العدو الإسرائيلي جرمٌ عظيم، قتله للأطفال، وللكبار، وللصغار، وللشباب، وللمسنين، وللرجال، وللنساء، قتله واستهدافه بكل أنواع الاستهداف لأبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غَزَّة، لأبناء الشعب الفلسطيني بشكلٍ عام، ولكن ما يفعله في قطاع غَزَّة هو أكثر من أيِّ مكانٍ آخر، وأسوأ، وأكبر إجراماً، وأفظع إجراماً، هو جريمة تجاه الإنسان كإنسان، سواءً كان طفلاً، كبيراً، صغيراً، شاباً، رجلاً، امرأة، ضد الإنسان كإنسان، استباحة للحياة الإنسانية، انتهاك لحرمة الحياة الإنسانية، ولكن هناك إجماع عالمي على مدى وحشيَّة وإجرام الاستهداف للأطفال.
و [الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي
حول آخر التطورات والمستجدات الأسبوعية
الخميس: 20 صفر 1447هـ 14 اغسطس 2025م