، والمجتمع البشري يشاهد أكثر من مليوني إنسان بأطفالهم، ونسائهم، ومرضاهم، يجوَّعون ويعطَّشون ويبادون على أرضهم بمختلف وسائل الإبادة، على يد عصابةٍ إجراميةٍ متوحشةٍ، ولفيفٍ من شُذَّاذ الآفاق، الصهاينة المجرمين، الذين لا يرعون أي حرمةٍ ولا قيمةٍ للنفس البشرية، ترعاهم وتشاركهم في ذلك، وتدعمهم: أمريكا، الطاغية المجرمة، التي تدَّعي تصدَّرها للمجتمع البشري بكافّة وسائل وإمكانات القتل والإبادة، ومعها أيضاً مجموعةٌ من الأنظمة والدول والحكام، الذين يقدمون أنفسهم- زوراً- كروادٍ للحضارة وللعالم المتحضر؛ فيما لم يأمن منهم وممن يدعمونه لا طفلٌ على حياته، ولا امرأةٌ على حياتها وحياة أطفالها، ولا مسنٌ عاجزٌ على فراش المرض، ينتظر حبة دواء، فيدفع إليه بكلبٍ بوليسيٍ مسعورٍ، ينهش ما بقي من لحمه وجلده، مع مجموعةٍ من المجرمين الصهاينة، ويعدمونه على فراش مرضه بأبشع طريقة. روَّعوا وقتلوا الأطفال بمختلف مراحل عمرهم، أبادوهم في بطون أمهاتهم، وقتلوا الخُدَّج أيضاً في الحَضَّانات، وأعدموهم قبل أن يروا الحياة أصلاً، قتلوهم وهم رُضَّع بالقنابل الفتاكة، وبالتجويع، ومنع الحليب عنهم، قتلوهم بالآلاف، وهم لا يزالون بأعمارهم ما بين السنة والعشر سنوات، وبأبشع أصناف القتل، بعد أن مارسوا بحقهم أشد انواع التعذيب والاضطهاد، من تهجيرٍ، وترويعٍ، وتجويعٍ، وحرمانٍ تامٍ من التعليم، والمجتمع الغربي، الذي لطالما تحدث عن التَّحَضُّر، لم يوفر وسيلة من وسائل القتل والإبادة، إلَّا ودعم بها أولئك القتلة، السفاحين، المجرمين، اليهود الصهاينة؛ ليذبحوا أطفال فلسطين، ويحاولوا إبادة جيلٍ بكامله في غزَّة.
أية حضارةٍ تدعم كل ذلك المستوى القبيح والشنيع من القتل، والإجرام، وإراقة دماء الأطفال والنساء، والعجزة، والمساكين؟! وأي عالمٍ يدَّعي التَّحَضُّر، ومئات آلاف الأطفال من الناس يتوقون إلى رغيف الخبز، ويمنعون منه، وهو متكدسٌ في مئات الشاحنات على مرمى حجرٍ من قطاع غزَّة؛ أمَّا الحصول على حليب الأطفال، الذي هو أول غذاءٍ في الحياة الإنسانية، فأصبح في عداد المستحيلات، والعالم يشهد بأن تجويع الرُّضَّع في غزَّة أصبحت استراتيجيةً متعمدة، يدعمها أولئك؟! عالمٌ يدَّعي التَّحَضُّر، وهو يصر على أن يبقى ستمائة ألف طفل في قطاع غزَّة وسط الأنقاض دون أي مأوى؛ فيما العالم العربي والإسلامي يتسمر، وكأن أُمَّتنا الإسلامية عبارةً عن مليارين من الأخشاب اليابسة والجامدة، بلا روحٍ ولا إحساسٍ ولا مسؤولية!
شهد هذا الأسبوع، في التطورات في العدوان الإسرائيلي الهمجي الإجرامي على قطاع غزَّة، جرائم رهيبة، وفظيعة، ومتنوعة، حيث أباد العدو الإسرائيلي وجرح ما يزيد على الـ (ثلاثة آلاف وسبعمائة فلسطيني)، أكثرهم من الأطفال والنساء، وهم بكلهم من النازحين ومنتظري المساعدات.
في مجزرة صباح اليوم في (دير البلح): ستة عشر طفلاً، بينهم أطفال صغار السن ورُضَّع، وكانت الجريمة أثناء تَجَمُّع الأهالي لاستلام مكملاتٍ غذائية لأطفالهم.
العدو الإسرائيلي يستخدم التجويع، ويستخدم مصائد الموت أيضاً للإبادة، والمسألة واضحة في المشاهد التي يشاهدها من يتابع وسائل الإعلام، وأيضاً بشهادة المنظمات الدولية:
- فبحسب منظمات دولية، فالطحين في قطاع غزَّة أصبح أغلى ثلاثة آلاف مرَّة من قيمته الطبيعية، وهو ممنوعٌ بالأصل من الدخول إلى غزَّة.
- ما تسمَّى بـ (منظمة العفو الدولية)، قالت: [إسرائيل تستخدم تجويع المدنيين سلاح حربٍ ضد الفلسطينيين في قطاع غزَّة، وهي حوَّلت طلب المساعدات إلى فخٍ مميتٍ للفلسطينيين الجائعين].
- مقررة الأمم المُتَّحِدة المعنية بفلسطين، قالت: [ما ترتكبه إسرائيل يعتبر واحدةً من أقسى جرائم الإبادة الجماعية في التاريخ الحديث].
- (الأونروا) قالت: [كل شيءٍ ينفد بالنسبة لسكان غزَّة: الوقت، والطعام والدواء، والأماكن الآمنة نفدت بالفعل؛ والجوع يتفاقم في غزَّة، والناس يغمى عليهم في الشوارع من شِدَّة الجوع، ونظام توزيع المساعدات الحالي يحاول تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم].
هذه أيضاً شهادة من منظمات غربية ودولية، ومعترفٌ بها في الغرب.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من خطاب السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي
حول آخر التطورات والمستجدات الأسبوعية
الخميس 15محرم 1447هـ 10 يوليو 2025