مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

يتحدث عن كيف سيكونون في ميدان المواجهة {يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ}؛ لأنهم - ويعتبر عاملاً آخر يشجع المؤمنين على أن يهيئوا أنفسهم لمواجهتهم - لأنهم هكذا، هكذا، هؤلاء اليهود، هؤلاء أهل الكتاب: {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا}(آل عمران: من الآية112) ذلة في أعماق نفوسهم، لكن معها خبث، وتخطيط، ومكر رهيب، سيحطم ويجعل تلك الشجاعة في هؤلاء العرب، وذلك الإباء في هؤلاء العرب يتبخر إذا لم يهتد العرب بهدي الله في مواجهتهم.

 

{ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا} أينما وجدوا، أينما أخذوا {إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ} ولن تأتي الحبال، ويأتي حبل لهم من الله إلا بسبب تفريطنا نحن، متى ما فرطنا سيتخلى، بل ربما سيسلطهم هم علينا. وتلاحظون كيف تدل علامات التسليط، عندما اجتمع زعماء المسلمين في [الدوحة] كنا لا نزال نرى عندما يعرض التلفزيون لقطات من اجتماعات مجلس الوزراء في إسرائيل، ليس هناك أي شيء يخيف اليهود، ولا يخيف رئيس الوزراء، عملية الضرب لا تزال مستمرة، الأجواء طبيعية داخل إسرائيل، لم يقال بأن إسرائيل أعلنت حالة الطوارئ، أو أنهم أعلنوا في جيشهم حالة الطوارئ، وحالة الإستنفار، طبيعي.

هم يحملون نفوساً قوية؛ لأنهم يعرفون أن هؤلاء أصبحوا لا شيء، لم يعودوا يخافونهم، خمسين دولة يجتمع زعماؤها ولا يحرك في [شارون] شعرة واحدة، ولا يبالي" ويمكن لومعه قات لخزَّن الى بعد نصف الليل ولا يبا لى" لماذا؟ لأنه لا يشعر برعب، مظاهر الرعب هي من مظاهر من ضربت عليهم الذلة في مواجهة طرف آخر، ألم يرعب الناس جميعاً حتى أصبحوا يقولون: "بطِّل، سيقولون أنت إرهابي، هؤلاء إرهابيين، و. و."؟

كلهم أصبحوا يخافون، كلهم زعماء، وكلهم أصبحوا خائفين، قد صاروا يسمعون أن أمريكا تحرك طائرات، تحرك قطع بحرية، زحمة، زحمة، ضجة.. لو أن الأمة كانت بهذا المستوى لكانت تلك الضجة عبارة عن ضجة، طنين لا أثر لها، بل ربما لما استطاعت أمريكا أن تحرك قطعة واحدة داخل البحار، أمريكا التي تخلت عن الشاة تتخلى عن إسرائيل، تتخلى عن عملائها، تتخلى عن أصدقائها، ملك إيران الذي كان عميلاً حميماً، أعطاهم امتيازات هائلة داخل إيران، البترول يستنزفونه، جعل إيران مأ كلة لأمريكا.

عندما انتفض، وعندما انطلق الشعب الإيراني المجاهد، وطرد هذا العميل لم تسعه الدنيا، الأمريكيون ما عاد قبلوه حتى أن يذهب إلى عندهم إلى أمريكا، وأمريكا واسعة، ما عاد قبلوه يلجأ إليهم، ولا قبلته بريطانيا، ولا قبلته دول الغرب بكلها يقولون: [نقبل هذا نخسر مصالحنا داخل شعب، نحن نريد أن تبقى علاقاتنا الاقتصادية] وأشياء من هذه، هم كل حسهم اقتصادي، تجاري، يتخلون عنك بسهولة، مثلما أنت قد تبيع شرفك، وعروبتك، ودينك، ووطنك بمبلغ معهم، فتصبح عميلاً، هم سيبيعونك بكل بساطة.

الآن أليسوا في حالة بيع للأمراء؟ مهيئين أن يبيعوهم فعلاً، انتهى لم يعد له أي قيمة، فالحبل - إن كان هناك حبل - هو تسليط لهم من قبل الله بعدما فرطنا، وبعدما أصبح واقعنا سيئاً، يجعلنا عاجزين عن مواجهتهم، فنصبح جديرين بأن يسلطوا علينا، وهذا ما هو واقع.

{وحبل من الناس} من عندنا: بترولنا، وأموالنا، وألسنتنا، ووسائل إعلامنا، ومواقفنا، وحبل من الغرب، حبل من شرقي، وحبل من غربي، أمريكا، ودول أوروبا كلها تقف معهم؛ لأنهم أصبحوا يرون بأن في الحفاظ على إسرائيل حفاظاً على مصالحهم، لأن من يحرك تلك الشعوب هم اليهود، من يحرك أمريكا هم اليهود.

ألم يقل ذلك الكاتب: أن الأمريكيين هم أغبياء أساساً؟ كانوا يسمونهم رعاة أبقار بدواً بسطاء، ليسوا هم إلى مستوى أن [يهيمنوا هذه الهيمنة وحدهم]، هم اليهود من يحركون بريطانيا، وفرنسا، وأمريكا، ودول أوربا كلها هم اليهود، أشخاص قليلون تحكموا في الدول الكبرى في هذا العالم، لكن عندما نراهم كباراً، وكيف أصبحوا يتحكمون في العالم، كان هذا هو ما يراد للعرب، لكن على نحو من إصلاح الدنيا، من نشر دين الله، أن يكونوا هم، العرب، أولئك الذين كانوا رعاة الإبل، وسكان الصحراء، هم يصبحون من يسودون العالم.

ألسنا الآن ننبهر أن نرى اليهود وهم أقلية هم من يتحكمون في شؤون هذه الدول، وهم عدد قليل، وهم من ضربت عليهم الذلة والمسكنة، وهم من هم مكروهون في المجتمعات، أما نحن فكان كتاب الله سيحببنا إلى البشر، يحبب العرب إلى البشر، رسول الله (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) سيكون شرفاً عظيماً للعرب يجعلهم مقبولين عند الشعوب، الدين العظيم هذا الإسلام دين عظيم نقدمه للأمم فترى فيه العظمة، يحببنا نحن العرب إليهم فيقبلوننا، يقبلوننا بكل مودة، وبكل قابلية.

عندما يقول: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} هو خطاب لمن؟ للعرب، هو خطاب للعرب، ظهرت للناس، من أين ظهر؟ ألم يظهر من مكة ومن المدينة؟ ثم توسع في الجزيرة، داخل بلاد العرب، {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} وعبارة للناس لمن؟ للبشر، للعالمين.

{إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ} أليست هذه أشياء تدل على أن اليهود يعيشون حالة الذلة في نفوسهم؟ ذلة، مسكنة، غضب من الله، لاحظ هنا يقول: بأنه سيكون معنا, فمن هو غاضب عليه لن يكون معه، أليس هذا واحداً من العوامل المهمة؟ أن من الله غاضب عليه سيسلطك عليه، من ضربت عليه الذلة والمسكنة لن يقف بجرأة وشجاعة أمامك في ميدان المواجهة.

فهذه الآية تتحدث بكل ما يدفع بالناس إلى أن ينطلقوا في العمل ضدهم، لكن ما هو الذي يحول دون ذلك كله؟ هو ضعف الإيمان بالله، عندما لا نكون كمن قال: {وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} سيجعل كل هذا الكلام فاضيا، كلاما ليس له معنى، نرى الدبابة كبيرة، نرى الصواريخ، فنقول: (هذا يمكن هو ما هو داري ماذا سيأتي بعد) فكأننا أصبحناهكذا. بمعنى أنه: {وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ} حتى وإن كانوا يمتلكون أسلحة فتاكة، وأسلحة خطيرة.

والواقع شهد على هذا، المجاهدون في جنوب لبنان يمتلكون أسلحة خفيفة، فكانوا يفجرون الدبابات، وأصبحت تلك الدبابات، وتلك القطع المتطورة، قد أصبحت وسيلة للهروب، وهم يولون الأدبار، ومتى ما كانت الدبابة متثاقلة، ينزلون منها ويهربون، قد أصبحت الدبابة ثقيلة، {يولوكم الأدبار} يخرجون من هذه العربات، يخرجون بأي طريقة ويهربون، أليس هذا شاهداً حياً من واقع الحياة، من واقع مشاهدتنا نحن؟

أن نقول: (يمكن هذا يوم كانوا يهوداً ليس لديهم إلا سيوف، ليس لديهم إلا رماح، أما الآن فقد صار لديهم صواريخ، ولديهم قنابل نووية، ولديهم دبابات متطورة، ولديهم كذا أسلحة، وأصبحوا هم من يبيعون من دول أخرى التكنولوجيا العسكرية، من الصين، ومن غيرها، فيمكن ما ...) لكن لا، آيات الله هي حقائق، عندما يقول: {تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ}(البقرة: من الآية252) {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ}(آل عمران: من الآية103) هي حقائق مهما كان بحوزة اليهود من أسلحة، فمتى انطلق الناس على هذا النحو، وعلى هذا المستوى الذي هداهم الله إليه فإنهم سيولونكم الأدبار ثم لا ينصرون، وإن كان معهم ما معهم من الأسلحة.

فمن المهم جداً، مهم جداً أن يتابع الناس عن طريق الأفلام، أن يتابعوا العمليات الجهادية، التي ينفذها حزب الله، وتجد فيها الآيات، وليس فقط مشاهد عسكرية، تجد فيها مصاديق للقرآن الكريم، مصداقاً للقرآن الكريم، تأييداً للقرآن الكريم، وهم عندهم، عند رؤوسهم، يستطيعون أن يضربوهم بالقنابل، لكن لا، اليهود {ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ} لا يوجد في داخل أنفسهم ما يجعلهم ينتصرون عليك، ولا أحد من حولهم يجعلهم ينتصرون عليك، ولا يبقى حبل من الله، ولا حبل من الناس، كل شيء يصبح متخلياً عنهم، فلا ينصرون فعلاً.

عندما قال: {ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ} أحيانا قد تكون عوامل النصر هي من كونك تحمل نفساَ قوية، قوة معنوية، معنويات مرتفعة، وصبر، وفتك، وفروسية، هذه مفقودة فيهم؛ لأنهم ضربت عليهم الذلة والمسكنة، معهم حبال، حبل من هنا، وحبل من هنا، ستنقطع هذه الحبال إذا ما أصبحتم أيها المؤمنون على هذا النحو، فما الذى بقي؟ ما الذى بقي من عوامل النصر؟ عوامل الانتصار في المعارك هي تأتي بارتفاع معنويات الجنود، ارتفاع معنويات أنفسهم، نفوس قوية تجعلهم يستبسلون، ويقاتلون، ويصبرون، أو تأييد من هنا، ومن هنا، أليس هكذا؟

إذاً عرض لك المسألة كلها بأنه معهم حبل من عند الله، وحبل من عند الناس، ستنقطع هذه الحبال، وهم في أنفسهم ليسوا مهيئين، هم ممن ضربت عليهم الذلة والمسكنة، ترى أنفسهم ذليلة، وأنفسهم مسكينة، وإنما نحن العرب من جعلنا أنفسهم كبيرة أمامهم، وهم باءُوا بغضب من الله، فلن يبقى حبل، وسيقف ضدهم، متى كنا معه، على هداه في مواجهتهم سيكون معنا، سيكون معنا في الميدان وسيضربهم.

{وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ} والشيء نفسه، ما يتحدث عنه القرآن الكريم نفسه من أن المسألة لها أسبابها، لماذا ضربت عليهم الذلة والمسكنة؟ لماذا باءوا بغضب من الله؟ لأنهم اقترفوا ما استوجبوا به هذا، وهم من كان منوط بهم مهمة ماذا؟ مهمة إبلاغ الرسالات، وحمل الرسالات لإصلاح البشرية، فتحولوا إلى مفسدين في الأرض، وتحولوا إلى محرفين لدين الله، وإلى ملبسين للحق بالباطل، فأضاعوا أنفسهم، وأضاعوا البشرية، فأصبحوا جديرين بأن تضرب عليهم الذلة والمسكنة، وأن يبوءوا بغضب من الله.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

الدرس الرابع – سورة آل عمران – ص -  12– 13.

{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.

بتاريخ:28 شوال 1422هـ

الموافق:12/1/202م اليمن – صعدة.

 

 

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر