مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

محمد نبيل اليوسفي
السيادة الحقيقية في لبنان لن تُبنى عبر الدبلوماسية مع العدوّ الإسرائيلي؛ ولا تحتاج السيادة اللبنانية من السلطة الرسمية الرَّمْيَ بها إلى أروقة المحافل الدولية، التي تمثل في ظل الوضع الراهن –من قبل السلطة– إفلاسًا سياسيًّا وعسكريًّا يعكس حجم العجز عن مواجهة التحديات وتجاوز المخاطر التي تتعرض إليها لبنان.

مسار الدبلوماسية التي تتمسك بها السلطة كخيارٍ شرعيٍ لا يُبنى على إصدار المواقف وردع العدوّ الإسرائيلي الذي لم يُبْقِ شيئًا في لبنان إلا واستهدفه، مقابل انشغال السلطة بالدبلوماسية مع كيان الاحتلال، وكأن الكيان يفهم بالدبلوماسية، فهو دليلٌ قاطعٌ على حجم الفشل العميق للسلطة الرسمية.

أما لبنان، فلا تزال تتعرض سيادتها للانتهاك من قبل كيان الاحتلال الإسرائيلي، وسلطة جوزيف عون ترمي باللوم على المقاومة التي وجودها اليوم على أرض لبنان بقوة السلاح والإرادَة هو الأَسَاس، بل هو من يمثل السيادة الحقيقية للبنان من خلال مواجهة كَيان الاحتلال ورفض الهيمنة والوصاية الخارجية، مهما تغلَّفت في مسارٍ دبلوماسيٍّ على طاولات المفاوضات.

إن من المفترض، في ظل هذه المرحلة العصيبة التي تمر بها لبنان، أن يتم استدعاء معالجة الوضع السياسي كأَسَاس لأية تسوية سياسية، وكأولوية أَسَاسية يجب أن يُبنى من خلالها الوضع المرهون تحت وطأة كيان الاحتلال.

إلا أن السلطة الرسمية لا تسعى باتّجاه الأولوية السياسية لمعالجة الأزمات وصد المخطّطات الإسرائيلية، بل تنخرط في الدبلوماسية مع كيان الاحتلال؛ بهَدفِ نزع سلاح المقاومة كخيارٍ دبلوماسيٍّ تحت شعاراتٍ قوميةٍ خداعة، كمثل حماية الشعب والسيادة، دون أية مضامين غير أنها مُجَـرّد وسائل خداع، فشلت بتغليف هذه الرواية التي أصبحت لا تكاد تصمت عن النباح المُستمرّ لمحاولة نزع السلاح بين كُـلّ وقتٍ وآخر.

كما أن السلطة اللبنانية لن تستطيع فرض معادلة الردع ضد الكيان الإسرائيلي، وإنما بالنباح المُستمرّ بشأن نزع سلاح المقاومة لتقديمه للشعب اللبناني كخيارٍ استراتيجيٍ لإصلاح المشكلة.

أما الحقيقة، فهو دليلٌ قاطعٌ على مضاعفة حجم المشكلة لا إصلاحها، بل دليلٌ على حجم الخيانة والعمالة اللتين تم تغليفهما بعلاقات دبلوماسية شكلية، بدلًا من مسار القوة والإرادَة والنفوذ.

إن التجرد من السيادة والارتماء تحت ظل الإملاءات الخارجية، كطريقةٍ أسهل لسلطة جوزيف عون من خلال الاكتفاء بالدبلوماسية لإصلاح المشكلة، هي ضمانٌ كافٍ على أن الحق لا يُنتزع عبر المفاوضات، بل إن الحق يُنتزع عبر القوة والإرادَة الصُّلبة والثبات.

حيث إن حزب الله، الذي لطالما واجه العدوّ الإسرائيلي لعقود، فهو من يدرك عواقب ما إن يُسلِّم السلاح، ولن يعتبر تسليم السلاح إلا عجزًا وتخبطًا وفقدان ثقةٍ بالله والثبات على الموقف ومواجهة التحديات، ورفض مخطّطات الهيمنة الأحادية التي تسعى لتقسيم الأُمَّــة والسيطرة عليها.

ويعتبر حزب الله أن المواجهة هي السبيل الوحيد لدفع العدوان وللحفاظ على البيئة الشعبيّة وحماية السيادة اللبنانية كقرارٍ عادلٍ لا يقبل المساومة أَو التردّد في دوامة التخاذل، كشعوبٍ أُخرى تخلت وتراجعت عن قضاياها العادلة.

ومن يسعى للحفاظ على السيادة واستقلالية الوطن فهو من يستحق الإشادة به كدرعٍ واقٍ أمام كُـلّ المخاطر.

كما أن جميع الاعتداءات الإسرائيلية المُستمرّة على أرض لبنان لاستهداف قادة المقاومة والشعب هي ما تعزز ضرورة المقاومة في ظل المرحلة العصيبة لمواجهة كيان الاحتلال، وليست السلطة القائمة على الدبلوماسية.

حيث إن الأنظار الإسرائيلية باتّجاه لبنان اليوم تترتب عبر ثلاث ركائز ممنهجة ومحورية أَسَاسية: بدايةً من خلال ضرب القيادة العليا، وامتدادا إلى تدمير البنى التحتية، ووُصُـولًا إلى إنهاء المقدرات بشكلٍ كُليٍّ، لتسهيل طريق الاحتلال نتيجة غياب القيادة من جهة، ومن أُخرى لاستنزاف المقاومة وسرعة السيطرة، ثم المحاولة لخلق هزيمةً نفسيةً من خلال الانهيار المادي بين المقاومة والمواطن.

فكل هذا دليلٌ قاطعٌ على حجم الاعتداءات الإسرائيلية التي لا تحتاج إلى المماطلة التي تفترض من السلطة الوقوف أمامها، لا إعادة رسم خارطة الطريق لتسهيل التوغلات الإسرائيلية دون رد فعل.

إن ضرورة الوجود للمقاومة فهي سدٌّ منيعٌ أمام من يرمي بسيادة لبنان كسلعةٍ سائبة، لتجريدها من القرار السيادي الحر النابع من صميم الإرادَة اللبنانية التي لا تقبل معادلة الاستباحة.

إن المعادلة الحقيقية لفرض الأمن في لبنان هي من تسعى باتّجاه البناء المتين لإنتاج القوة والنفوذ والمرونة لإدارتها أمام التحديات الوجودية، وليس التردّد والمهادنة والارتماء تحت ظل الإملاءات الخارجية؛ باعتبَارها طريقةً أسهل لكل خائن وعميل.

الخلاصة: ما بين مسارين اثنين لا ثالث لهما: الأول مسارٌ دبلوماسيٌّ تختاره السلطة بمفاوضات مباشرة تحت غطاء تجنب الحرب؛ والآخر مسارٌ ميدانيٌّ تختاره المقاومة كخيارٍ استراتيجيٍّ لضمان الحفاظ على السيادة واستقلالية الوطن وصد المخطّطات الإسرائيلية التي تنتهك القوانين الوطنية والسيادية ولا تقبل المساومة.

والمقاومة تسعى لتوفير الأمن والتفوق التقني لتجعل من نفسها قوةً إقليميةً وسدًّا منيعًا للوطن، وطرد المحتلّ من على كُـلّ الأراضي اللبنانية كأَسَاس لأية تسوية سياسية.

ولغة القوة لا تزال مفتاحًا وقفلًا للأرض اللبنانية بيد المقاومة.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر