المؤمنون يبحثون عما يجب عليهم أن يعملوه، ويخشون من أن يقصروا خطأً أو نسياناً، لأنهم يعلمون أن هناك مؤاخذة على الخطأ والنسيان في واقع الحياة.وأحياناً قد تكون المؤاخذة على الخطأ والنسيان توصلك إلى ترك متعمد لحق، توصلك إلى دخول متعمد في باطل، أو توقعك في ضلال بل توقعك في كفر من حيث لا تشعر {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} (آل عمران: الآية 100) ألسنا في مسيرة أن نرتد بعد إيماننا كافرين؟ ونحن ناسون، ونحن مخطئون لا ندري مـاذا يجب علينا أن نعمل؟ ولا نعرف ماذا ينبغي أن نعمل، بل ناسين تماماً، لماذا؟ ناسين لأن نفكر في مـاذا ينبغـي أن نعمـل؟ فقـد يصـل النـاس إلى درجة الكفر أثراً للمؤاخذة على نسيانهم نسوا وتناسوا وأخطئوا وتجاهلوا فأصبح الواقع على هذا النحو، واقع سيكونون هم ضحيته عندما يرون أنفسهم يساقون إلى مواقف باطلة.
أولسنا الآن يطلب منا أن نسكت عن أمريكا وعن إسرائيل؟ من الذي شجع أولئك أن يطلبوا من المسلمين أن يسكتوا؟ سكوتنا عن العمل ونحن في مرحلة النسيان لما يجب أن نعمل، لما يجب أن نفكر فيه، لما يجب أن نعمله، أصبحنا نرى أنفسنا يطلب منا قسراً أن نسكت عن أمريكا وعن إسرائيل، أن نسكت عن لعن اليهود والنصارى أن نسكت عن فضح حقائقهم وفضح تضليلهم وفضح مـا جنـوه علـى هـذه الأمـة. المؤمنون حذرون جداً.
لكن مما جنى علينا نحن طلاب العلم أن فهمنا بأن الخطأ والنسيان معفو عنه ولم يقل لنا أولئك بأن الخطأ والنسيـان ستبقـى المؤاخـذة عليـه فـي واقـع الحياة على هذا النحو.
{رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} (البقرة: 286) أمـا نحن فمتعمدون، أليس كذلك؟ بل ربما قد يكون فينا - والله أعلم - من لا يزال مصراً على أن لا يكون له أي عمل، أليس هذا تركاً متعمداً؟ إذاً افهم من خلال هذا مقدار إيمانك، الإيمان الذي بدأ بالرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) أنه إيمانه وبدأ بالإيمان بالله، وسارت على هذا النحو معالمه، معالم الإيمان هي على هذا النحو، أولئك المؤمنون الذين يخافون أن يقع منهم تقصير على سبيل الخطأ والنسيان أما تعمداً فهم من يرونه في أنفسهم بعيداً جداً جداً عنهم، ممن يرون أنفسهم من غير المحتمل أن يقع منهم تعمد لتقصير أو اقتراف معصية.
{ربنا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَـى الَّذِيـنَ مِن قَبْلِنَا} (البقرة: 286) نحن مؤمنون بأن الله - فيما يتعلق بالتشريع - لا يكلف نفساً إلا وسعها، ما كلف عباده إلا ما فيه سعة لهم.
لكن قد تبرز هناك أحمال كما حصل على بني إسرائيل {فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيراً} (النساء:160) كانت هناك مراحل ما يزال التشريع فيها قائماً، فكان بسبب تقصيرهم في مجـال مـا، يكونون جديرين بأن يحملوا أحمالاً تشريعية ثقيلة، لكنها تسجل في قائمة الاستثناءات وليست هي السنة الإلهية الثابتة في التشريع، وهكذا ألم يحرم عليهم الاصطياد يوم السبت؟ ثم تظهر الحيتان يوم السبت، أليسوا هم سيرون أنفسهم في حالة من الضيق والحرج وهم يرون السمك [يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا] فوق سطح الماء [وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ](الأعراف: 163)، تأتي من هذه الأحمال
الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ملزمة الهوية الإيمانية
ألقاها_السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ:31/1/2002م
اليمن - صعدة



.jpg)