إننا كشعبٍ يمني يعتز بهويته الإيمانية، ويرتبط من خلاله في علاقته بسبط رسول الله، سيِّد الشهداء الإمام الحسين -عليه السلام- قد حسمنا خيارنا وقرارنا في التمسك بالإسلام في أصالته، ومبادئه، وقيمه، وأخلاقه العظيمة، الإسلام الذي يحررنا من كل طاغيةٍ وطاغوت، والإيمان الذي يمنحنا الله به العزة، كما قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} [المنافقون: من الآية8]، ومهما سعت قوى الطاغوت والاستكبار بقيادة أمريكا وإسرائيل، وبعملائها المنافقين، كالنظامين السعودي والإماراتي لإخضاعنا وإذلالنا والسيطرة علينا، فإننا- وبعون الله وبتوفيقه- سنتمسك بالإسلام في موقفه الذي أعلنه الإمام الحسين -عليه السلام- يوم العاشر من شهر محرم قائلاً: (أَلَا وَإِنَّ الدَّعِي بن الدَّعِي قَد رَكَزَ بَينَ اثنَتِين: بَينَ السِّلَّةِ، وَبَينَ الذِّلَّة، وَهَيهَات مِنَّا الذِّلَّة، يَأبَى اللُه لَنَا ذَلِكَ، وَرَسُولُه، وَالمُؤمِنُون)، وحينما قال: (لَا وَاللهِ لَا أُعطِيهِم بِيَدِي إِعطَاءَ الذَّلِيل، وَلَا أُقِرُّ إِقرَارَ العَبِيد).
اليوم ونحن في العام الخامس للعدوان الأمريكي السعودي على بلدنا، الهادف إلى السيطرة علينا كشعبٍ يمني، واستعبادنا وإذلالنا، وبكل ما ارتكبه منذ أول غارةٍ جوية افتتح بها عدوانه، وبجرائمه اليومية الشنيعة، البشعة، الوحشية، الإجرامية، إننا ندرك جيداً ونعي طبيعة هذه المعركة التي قدَّمنا فيها عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، والآلاف من الأسرى، والملايين من النازحين، ومع الحصار والحرب الاقتصادية الظالمة، في مظلوميةٍ يمكننا القول بأنها كربلاء العصر، وبصمودٍ واستبسالٍ حسيني تشهد له قوافل الشهداء في كل يوم منذ بداية العدوان، وتشهد له المواقف البطولية للمجاهدين المؤمنين، والأحرار الأبطال من الجيش واللجان الشعبية في كل ميادين البطولة والشرف في محاور القتال المختلفة في: الجبال، والوديان، والسهول، والصحاري، ويشهد له صبر الأسرى والجرحى، وتشهد له كلمات الاحتساب والصبر والصمود التي تستقبل بها أسر الشهداء شهداءها، إننا من كل ذلك نقول لكل الطغاة والمستكبرين: مهما حشدتم وقصفتهم وحاصرتم وارتكبتم من الجرائم، ومهما كان حجم التضحيات، فلن نخضع لكم، ولن نفرِّط بحريتنا وكرامتنا واستقلالنا، وسنقول لكم بالقول الذي تترجمه الأفعال والتضحيات: هَيهَات مِنَّا الذِّلَّة، وثقتنا بالله تعالى وبوعده الحق أن ثمرة توكلنا عليه، وتضحياتنا في سبيله، وصبرنا على المعاناة في ذلك: هي النصر، كما قال -سبحانه وتعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: الآية7].
حريتنا دينٌ ندين به، نابعٌ من توحيدنا لله تعالى، وعزتنا إيمان، وكرامتنا قيم، ولا يمكن التفريط بأيٍ من ذلك في مزاد المساومات السياسية، ومواقفنا تجاه القضايا الكبرى لأمتنا الإسلامية هي مواقف مبدئية، بدءاً من موقفنا المعادي للعدو الإسرائيلي الصهيوني، والمناصر للحق الفلسطيني مقدساتٍ وإنساناً وأرضاً، وفي موقفنا المناهض للهيمنة الأمريكية، وسياساتها العدائية والمستكبرة والاستعمارية، وفي موقفنا المتضامن مع كل المظلومين والأحرار أبناء أمتنا الإسلامية، في ايران الإسلام فيما تتعرض له من حصار وحملات دعائية ظالمة، وفي لبنان، وسوريا، والعراق، والبحرين، وإدانتنا لما يتعرض له المسلمون في كشمير، وبورما، والصين وفي غيرها من المناطق والبلدان التي يتعرَّض فيها المسلمون للظلم والاضطهاد لمجرد انتمائهم للإسلام.
كما نؤكِّد أنَّ علاقتنا بأمتنا الإسلامية هي من منطلق الأخوة الإسلامية التي هي فريضةٌ واجبة، وهي بالنسبة لنا محط اعتزازٍ وافتخار، في مقابل مقتنا وإدانتنا لكل أشكال التطبيع والعلاقة مع العدو الإسرائيلي الصهيوني، التي يتورَّط فيها المنافقون من العرب، وإدانتنا لكل مساعي الفرقة والشقاق، وإثارة العداوة والبغضاء بين أبناء الأمة الإسلامية تحت عناوين عرقية ومذهبية ومناطقية.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
كلمة السيد بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام
10 محرم 1441 هـ