ليس أمامنا كشعب يمني بكل أطيافه بكل مكوناته إلا الصمود إلا الثبات وأننا معنيون بالمسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى وأمام أنفسنا وأمام شعبنا بكله، بكل ما يعزز من هذا الصمود وهذا الثبات ويحقق النصر من عوامل معنوية وعملية، ونتحدث عن بعض منها:
أولاً: الاعتماد على الله سبحانه وتعالى والتوكل عليه والثقة به، هذا هو في الحقيقة سر صمودنا، هويتنا الإيمانية كشعب مسلم التي جعلتنا نراهن على الله ونتوكل على الله ونأنس ونطمئن إلى معونته وإلى نصره وإلى تأييده، كانت عاملاً رئيسياً وأساسياً في الثبات والأثر المعنوي الكبير والطاقة المعنوية الكبيرة، التي أثمرت تماسكاً وصبراً وأثمرت ثباتاً وقوةً في الموقف، وهذه مسألة يجب أن نعززها على الدوام وأن نحرص عليها في كل الأحوال والظروف، وهي التي تؤهلنا بأن نحظى برعاية من الله ومعونة من الله ورحمة من الله وتأييد من الله سبحانه وتعالى.
ثانيًا: دعم الجبهات، الميدان المهم الجبهات التي عليها الرهان بعد الله سبحانه وتعالى بشكل مستمر ونواكب لأنه في كل مرحلة من المراحل تستجد مستجدات، مؤامرات جديدة، تركيز على نطاق جغرافي جديد أو منطقة معينة مثل ما يحدث اليوم في المخا وفي الساحل، في ساحل تعز، هناك تركيز كبير اليوم على الساحل من جانب الأعداء ، هناك تركيز كبير على بعض المحاور مثل محور نهم، محاور أخرى، هناك تركيز كبير عليها، فيجب أن نكون في هذا الشعب في كل المكونات على يقظة عالية، وعيوننا منتبهة ومفتوحة على الواقع بكله وعلى ميداننا بكله، حينما تستجد أي مستجدات هنا أو هناك نحن معنيون بدعم الموقف بتعزيز الجبهات بشكل مستمر بالرجال وأيضاً بالإمكانات والقدرات التي نحتاج إليها من مالٍ وغيره، هذه مسؤولية مهمة وشيءٌ لا ينبغي التهاون به أو الغفلة عنه، يشكل التهاون فيه والغفلة عنه خطورة كبيرة.
ثالثًا: استكمال تفعيل مؤسسات الدولة، بدأ اليوم ومنذ تشكيل المجلس السياسي الأعلى وبعد ذلك تشكيل الحكومة، بدأت خطوات تفعيل مؤسسات الدولة، نحن معنيون وكل المكونات التي دخلنا معها في شراكة بحكم المسؤولية وبحكم أيضاً ما تفرضه علينا المواجهة والأحداث والوقائع وبحكم الوطنية نحن معنيون جميعاً باستكمال تفعيل مؤسسات الدولة في اتجاهين، أولهما في خدمة المواطن الذي يعاني، وثانيهما في دعم الموقف الميداني كأولوية مطلقة فوق كل الحسابات والرغبات الفئوية أو الحزبية أو الشخصية، وعلينا جميعاً أن نتحلى بالمسؤولية في ذلك، وأيضاً العناية بالاقتصاد، الجانب الرسمي اليوم، مؤسسات الدولة اليوم معنية بالاهتمام بالاقتصاد، خصوصاً وأن هناك معركة كبيرة في الجانب الاقتصادي واستهدافا كبيرا جدًّا في الجانب الاقتصادي ومعاناة المواطن كبيرة، إلا أن هناك ثباتاً عجيباً وأسطورياً رغم كل المعاناة التي تصل أحيانا إلى حد المجاعة وإلى حد انتشار الأوبئة والأمراض الفتَّاكة، ولكن مع كل ذلك هناك ثباتٌ عظيم، معنيون في مؤسسات الدولة بالعناية الكبيرة بالاقتصاد، وبالشأن الإنساني أيضاً ومعنيون في تفعيل مؤسسات الدولة، بمواكبة تفعيلها في خدمة المواطن ودعم الجبهة والميدان، معنيون بمحاربة الفساد، وبآلية عملية فعالة بعيداً عن المناكفات السياسية والكلام غير الأخلاقي وغير المسؤول والمزايدات، بعيداً عن كل ذلك، بعيداً عن الأكاذيب والإدعاءات التي هي بهدف الكيد السياسي والتشويه الإعلامي، آلية عملية، نحن نسمع ونرى في بعض الأحيان الكثير من الضجيج المصطنع والكثير من الضجيج غير المسؤول، هو فقط بهدف المزايدة بهدف التشويه، بهدف الإساءة، بهدف التجريح، بهدف الضغط لاعتبارات أو قضايا أخرى،
عن مسألة الفساد وأن هناك فسادا، أنا أقول لكم فيما يخص أنصار الله، نحن ندعوا الجميع من المكونات، أن يكون هناك آلية عملية فعالة لتفعيل المؤسسات والأجهزة الرقابية المعنية بشكل صحيح وبدون استثناء، ليس هناك أحد يمكن أن يكون محمياً بأي انتماء هنا أو هناك، أنه من هذا المكون أو من هذا المكون، لا، ونحن مستعدون وبحرص ومصداقية أن نبذل كل جهد في هذا السياق، ونحن في الوقت نفسه لن نحمي أي أحد أبدا، ونحن لسنا قلقين من ذلك، نحن واثقون من أنفسنا ومطمئنون، إذا كان هناك حالات فردية، فنحن سنكون أول من يعاقبها وأول من يتصدى لها، ولتكن هذه المسألة مسألة عملية وبمسؤولية، لا يجوز ولا يليق ولا يُشرِّف أي مكون من هؤلاء الذين لهم شراكة معنا أن يأتي للأخذ والرد في هذه المسألة بطريقة إعلامية بحتة لا يهدف منها إلا إلى الابتزاز السياسي أو الاستغلال أو التشويه أو السعي لتلميع نفسه، ما أحد بحاجة يلمع نفسه، الكل معروف في هذا البلد، والكل تاريخه معروف في هذا البلد، إذا شئنا أن نتحدث عن الفساد فالماضي معروف والحاضر معروف، ولكن لنتعاطى جميعا بمسؤولية، لا فائدة من الأكاذيب، لا فائدة من المهاترات الإعلامية، الواقع العملي، والآليات العملية الفعَّالة التي تشتغل بشكل صحيح هي الضمانة الصحيحة للحد من الفساد، ولتصحيح مسار مؤسسات الدولة وللاستفادة من أبسط الإمكانات الموجودة في ظروفٍ كهذه ومعاناة كبيرة كهذه لأن تُقدم فعلياً إلى الميدان، لدعم المقاتلين في الميدان من الجيش واللجان، وللمواطنين المتضررين والمعانين، المنكوبين في هذا البلد، الذين هم يعانون أقسى المعاناة، ولا فائدة من الكلام الفاضي والمهاترات الإعلامية.
رابعًا: العناية بوحدة الصف الداخلي، هناك شغل كبير من جانب الأعداء منذ بداية عدوانهم على شق الصف الداخلي وعلى إثارة المشاكل الداخلية خصوصاً ما بين حزب المؤتمر الشعبي العام، ومكون أنصار الله، سعي دؤوب ومكثف، يشتغلون عليه بكل الوسائل، إعلامياً وهذا واضح، سياسياً وهذا معروف، ومن خلال مندسين، البعض مثلا قد يكون مندسا مثلا في حزب المؤتمر الشعبي العام، البعض أيضا قد يتحرك وباسم أنصار الله، وهناك شغل مكثف في هذا الاتجاه لشق الصف الوطني، وإثارة المشاكل الداخلية وإغراق الجميع فيها ، سعي مكثف في المؤتمر الشعبي أن يتحول بجهازه الإعلامي ونشاطه الاجتماعي في استهداف أنصار الله، هناك سعي أيضا لزعزعة الثقة ما بين المكونين الكبيرين في هذا البلد، وهناك جهد أيضاً يُبذل على إثارة المخاوف لدى أنصار الله بغية تعزيز القلق وشق الصف الداخلي، فهناك سعي واضح من الأعداء لا غموض فيه، ظاهر على المستوى الإعلامي وبنشاط كبير بوسائل مختلفة ومتعددة، والاستفادة من بعض الأشخاص الذين يشتغلون في هذا الاتجاه، والبعض منهم مشبوهون بما تعنيه الكلمة، نحن لدينا شبهات في البعض عليها قرائن وعليها أيضاً أدلة على أن لهم ارتباطات غير سليمة، وأن الدور الذي يمارسونه لشق الصف الداخلي وحده يكشف عن حقيقتهم لأنه لا أحد يمكن أن يكون مخلصاً لهذا البلد، ومخلصاً وصادقاً مع هذا الشعب يعمد في مرحلة كهذه ويسعى في ظروف كهذه إلى شق صف أبناء هذا الشعب، لأن هذا عمل يخدم بشكل مباشر قوى العدوان، ويهيء لها الظروف على نحو أفضل للوصول إلى أهدافها في السيطرة على هذا البلد بشكل كامل وسحق مكوناته والقوى الحرة فيه، فنحن معنيون بحكم المسؤولية وعلينا أن نتحلى بالمسؤولية أمام الله أولاً الذي يوجب علينا في شرعه ودينه أن نتعاون على البر والتقوى، هذا من أهم البر ومن أهم التقوى، أن نتقي الله في أنفسنا في مرحلة حريتنا مهددة، واستقلالنا مهدد وكرامتنا مهددة، فنحن معنيون أن نتعاون جميعاً وأن تتكاتف كل جهودنا وكل إمكاناتنا وأن ننشط بكل نشاطنا كأولوية فوق كل الأولويات، وفوق كل الحسابات وفوق كل الاعتبارات للتصدي لهذا العدوان بمستوى ما هو عليه من الخطورة الكبيرة جدًّا على الجميع بلا استثناء، وينبغي لنا جميعا وخصوصا المؤتمر الشعبي وأنصار الله عدم إتاحة المجال للمشبوهين والسفهاء لشق الصف الداخلي من الذين يلعبون دوراً تخريبيا واضحاً ومكشوفاً في إثارة الفرقة الداخلية، على المستوى الداخلي اشتغال مستمر بالسباب والشتائم وتأجيج أي مشكلة مهما كانت، مشكلة صغيرة أو كبيرة، لا مشكلة ولا قضية لها أولوية يمكن أن يوجه إليها العداء كعداء تساوي العدوان، هذا العدوان الجائر الكبير بحق هذا الشعب، أي مشكلة أخرى تبقى مشكلة داخلية يمكن أن تعالج بالحوار بالتفاهم بالمنطق، وبالمرجعيات التي نتفق عليها في واقعنا الداخلي، لكن أن تتحول أي مسألة إلى مسألة عدائية وإلى قضية يترتب عليها عداء ونشاط عدائي إعلامي وميداني وبأساليب مختلفة ومتنوعة، هذا عمل يخدم العدوان بشكل مباشر، هذا شغل لصالح العدوان بشكل واضح، ويحاولون أن يؤججوا المشاكل الداخلية وبالتشويه وبالإرجاف وبالتثبيط حتى عن مواجهة العدوان، يأتي ليقول لك: لا، معنا عدوان داخلي! أيّ عدوان داخلي؟ هذا العدوان الخارجي هو يدمر هذا البلد بكل ما فيه، يقتل الجميع أطفالاً ونساء على نحوٍ غير مسبوق، مجازر جماعية، هل نسيتم الصالة الكبرى في صنعاء في أيام العزاء؟ هل نسيتم كل تلك الجرائم الفظيعة والجماعية في الأفراح والأحزان وفي التجمعات وفي الأسواق؟ هل نسيتم ما قد قتل منا جميعاً ما فعل بنا جميعاً؟ البعض إما إنسان تائه وغبي وجاهل ولا أخلاقية فيه ولا ضمير له ولا إحساس بالمسؤولية لديه إطلاقاً، والبعض يشتغل بشكل أجير لجانب العدوان، مقابل مبلغ زهيد من المال ، وبالتالي هو يعمل لصالحهم.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد 1438هـ