الشرك بالله هو أول وأكبر المحرمات، وهو ذنبٌ عظيم، وهو أكبر الذنوب، الشرك بالله هو تنكرٌ لأكبر حقٍ، وحجودٌ لأعظم حقيقة، الله "سبحانه وتعالى" ربنا، رب العالمين، رب السماوات والأرض، رب كل شيءٍ، وخالق كل شيء، هو وحده الإله الحق الذي لا تحق العبادة إلا له؛ لأنه "سبحانه وتعالى" الخالق لكل شيء، والمالك لكل شيء، والملك ملك السماوات والأرض، وهو رب العالمين، وهو "سبحانه وتعالى" ذو الكمال المطلق، ليس أحدٌ في كماله يرقى إلى مستوى أن يكون إلهاً إلا الله "سبحانه وتعالى"، هو ذو الكمال المطلق، فعندما تشرك في عبادتك بالله أحداً، فأنت هنا ترتكب أبشع وأعظم الكبائر والذنوب، وتتنكر لربك، لخالقك، لإلهك الحق، المنعم عليك، الذي بيده حياتك، وموتك، وإليه مصيرك، وبيده مستقبلك، وأنت تجعل أو تقدم ما ينبغي أن تقدمه له؛ لأنه من يستحق ذلك وحده من العبادة، أو ما يعبِّر عنها، تقدمه لغيره، أو تشرك معه غيره في ذلك، فأنت هنا ترتكب باطلاً كبيراً، وجرماً عظيماً، وتتنكر لحقٍ عظيم، وهذا أيضاً هو ظلمٌ عظيم، ظلمٌ للحق والعدالة، وظلمٌ لنفسك، ولهذا أتى التحذير من الشرك؛ لأنه تنكر للحق العظيم، لله "سبحانه وتعالى"، وتوجهٌ بما لا ينبغي أن نتوجه به إلا لله "سبحانه وتعالى"، لربنا، لإلهنا الحق، وعندما تتوجه بهذا إلى غيره، فأنت هنا تخطئ هذا الخطأ الجسيم، وترتكب هذا الذنب العظيم.
ومن أخطر ما في الشرك، ومن أسوأ ما يترتب عليه: أنه يصرفك عن الاهتداء بهدى الله "سبحانه وتعالى" عن هذه الصلة العملية بطاعة الله "سبحانه وتعالى"، وهذه مسألة خطيرة جداً؛ لأنك إن لم توحد الله "سبحانه وتعالى"، واتجهت إلى غيره، وأشركت به غيره، فهذا يؤثر على مدى استجابتك لله، مدى طاعتك لله "سبحانه وتعالى"، وهذا تأثيره عليك أنت؛ لأن كل ما يأمرنا الله به، ما يوجهنا إليه، ما يدعونا إليه، وما نهانا عنه، هو فيما هو مصلحةٌ لنا وخيرٌ لنا.
إضافةً إلى أن الشرك هو ضياعٌ كبيرٌ للإنسان؛ لأن الذي تتجه به إلى غير الله "سبحانه وتعالى"، لن تنال منه ما ترجوه، نحن عندما نتجه إلى الله "سبحانه وتعالى"؛ لأنه الرب الحقيقي، الرب المالك، ذو الكمال المطلق، ولذلك عندما نرجوه، عندما نأله إليه، عندما نخاف من عقابه، فهذا الرجاء هو رجاءٌ في محله، في اتجاهه الصحيح، إلى حيث من يمتلك كل شيء، من بيده الخير كله، من هو على كل شيءٍ قدير، من إن يردك بخيرٍ فلا راد لفضله، عندما نخاف من عقابه، فنحن نخاف من عقاب من هو على كل شيءٍ قدير، من إن أرادنا بضرٍ، فلا يستطيع أحدٌ أن يكشفه عنا، ولا أن يرده عنا، ولا أن يدفعه عنا، ولا أن يحوله عنا، من هو القاهر فوق عباده، من هو بكل شيءٍ خبير، وعلى كل شيءٍ قدير، وبكل شيءٍ محيط، وتنفذ قدرته على كل شيءٍ، وهو المهيمن على كل شيء، وهكذا، أما غيره فهم كلهم من خلقه، تحت سيطرته وقهره وهيمنته، وفي إطار ملكه، وتحت سلطانه، ولذلك يعتبر ضياعاً كبيراً، الشرك بالله، والتوجه إلى غير الله، بما هو حقٌ لله "سبحانه وتعالى".
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
سلسلة المحاضرات الرمضانية المحاضرة الحادية عشرة 1442هـ