يبيّن السّيد أنّ من ينطلقون ويتحرّكون في سبيل الله لا يخسرون أبداً, وأنّ الخسارة الحقيقيّة هي أن يهان الإنسان, وتتعرّض حياته للتّدمير والتّعذيب, وأن يضحّي, وأن يقتل, وهو لم يعمل شيئاً في سبيل الله, وفي مواجهة أعداء الله, فيقع في الخسارة الحقيقيّة في الدّنيا والآخرة, يقول السيد: (إن الخسارة هي أن يكسر عظام الإنسان على أيدي اليهود وهو بعد لم يعمل ضدهم شيئا، هذه هي الخسارة, إن الخسارة هي أن يدمر بيتك على أيدي أعداء الله وأنت ممن كنت لا تعمل ضدهم شيئا, هذه هي الخسارة, حينها سيكون كل ما نالك عقوبة، والعقوبة لا أجر عليها, لا أجر معها, أليست هذه هي الخسارة الحقيقية؟ لكن ليحصل مثل هذا، أو أكثر منه، أو أقل منه في سبيل الله لن يكون خسارة؛ لأنه يكتب لك عمل صالح، مضاعف الأجر عند الله ثم وبناء على هذه القاعدة الإلهية أنه لو وصل الأمر إلى أن تضحي بنفسك ألم تنفق نفسك حينئذ في سبيل الله؟ يقول لك: لن تخسر أبدا حتى روحك وستعود حيا، ألم يقض بهذا للشهداء؟ ﴿وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ﴾ [البقرة:154]، ﴿وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ [آل عمران:169]) معرفة الله وعده ووعيده الدرس الخامس.
ويؤكّد السّيد أنّ من يبذلون أنفسهم فيقتلون في سبيل الله لا يخسرون مع الله أبداً, بل إنّ الله سبحانه وتعالى يكرّم الشّهيد في سبيل الله فيعيد إليه روحه مباشرة, فيعيش حيّاً بكلّ مشاعره, يرزق, ويفرح, ويستبشر, لأنّه بذل نفسه وضحّى بها في سبيل الله ومن أجله, وأنّ الخسارة الحقيقيّة هي خسارة من يتهرّبون من الجهاد والشهادة في سبيل الله, فيؤدّي بهم واقعهم إلى أن يخسروا أنفسهم يوم القيامة, ويؤكّد السّيد أنّ من يتهرّبون ويخافون من الموت, فيحرصون على حياتهم, وأعمارهم, وسلامتهم هم من يموتون حقيقة, ويضيعون في التّراب, أمّا الشّهداء فهم أحياءٌ عند ربّهم يرزقون, فيقول: (لأنك من بذلت نفسك في سبيله, وعلى أنه لا خسارة في التعامل معه سيعيد لك روحك، وتعيش حيا ترزق بكامل مشاعرك، وتفرح، وتستبشر بما أنت عليه، وبمسيرة الآخرين ممن يسيرون على نهجك، أنهم يسيرون على طريق حق، وعلى صراط مستقيم، وأن من سيلحق بعدك من إخوانك سينال ما نلته أنت من التعظيم، ومن الحياة في ذلك العالم، حياة مليئة بالفرح والسرور، هل هناك خسارة؟.
بل أليس الناس يموتون؟ هذه هي الخسارة أن تموت ثم لا يكون في موتك إيجابية بالنسبة لك, ليس في موتك أي استثمار لك, وهذه هي الخسارة الحقيقية, هكذا يعلمنا الله بأن كل من ينطلق في سبيله لن يخسر أبدا، وأن الخسارة هي خسارة أولئك الذين قد يكون واقعهم يؤدي بهم إلى أن يخسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة, ومن يهربون من الموت في الدنيا، هم من يموتون حقيقة، هم من يضيعون في التربة حقيقة، أما الشهداء فإنهم لا يموتون, أوليس كذلك؟.
فكل من يخاف من الموت هو الخاسر، هو الذي يريد أن يموت، هو من سيكون موته لا قيمة له، إذا كنت تكره الموت فحاول أن تجاهد في سبيل الله، وأن تقتل شهيدا في سبيله) معرفة الله وعده ووعيده الدرس الخامس.
ويؤكّد السّيد أنّ كلّ ما يقعد النّاس عن الجهاد, والعمل, والشّهادة في سبيل الله, هي المفاهيم والثقافات المغلوطة البعيدة عن القرآن الكريم, ورؤيته ومنهجيّته الجهاديّة والتّربويّة, فتراهم يتهرّبون عن الجهاد والشهادة في سبيل الله, ويبحثون عن الحيل والمبرّرات, يقول السيد: (وكلما يقعد الناس عن العمل في سبيل الله إنما هي مفاهيم مغلوطة, كلها وضعية غلط، وكله فهم غلط حتى من يرى أن هناك ما يبرر له قعوده عن أن يجاهد أعداء الله؛ لأنه عالم اكتشف على أساس قواعد [أصول الفقه] أن بإمكاني أن لا يجب هذا الواجب عليّ، وأن يكون تعاملي مع الله محدودا، أستطيع أن أبحث عن الحيل التي تخلصني من أن يجب هذا الواجب عليّ، أليس هو سيموت؟) معرفة الله وعده ووعيده الدرس الخامس.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.