بقلم / صالح مقبل فارع

تحل علينا ذكرى عاشوراء وكربلاء.. ولا زلنا نتذكر تلك المأساة وتلك المجزرة البشعة وما حلّ بآل البيت عليهم السلام. بالإمام الحسين "ع" وأصحابه رضي الله عنهم.

ولكن في اليمن نشهد هذه الأيام مئات الكربلائيات بل وما هو أعظم مما حل بكربلاء..

مئات المجازر البشعة والمروعة والتي استهدفت الطفل والمرأة والرجل والشيخ المسن والحيوان نشاهدها يوميا ونعيشها لحظة بلحظة...

إن ما يحدث في اليمن أعظم مما حدث بكربلاء وأقسى ..

إذا كان يزيد استهدف الإمام الحسين فسلمان استهدف عشرات العظماء من آل البيت ..

إذا كان يزيد فصل الرأس عن الجسد.. فسلمان أحرق الرأس والجسد وتفحمت الجثث..

إذا كان يزيد قتل 3 أطفال فسلمان قتل آلاف الأطفال.

إذا كان يزيد لم يقتل زينب وهي في أرض المعركة فسلمان قتل آلاف الزينبيات النساء وهن مخدرات في بيوتهن وآمنات بين أولادهن..

إذا كان يزيد أحرق الخيام وسَلِم مَن بداخلها من الموت...

فسلمان دمر البيوت فوق ساكنيها وقتل مَن فيها. إذا كان يزيد سجّل في تأريخه كربلاء واحدة هي كربلاء العراق فسلمان في اليمن سجّل له التاريخ كربلائيات كثيرة..

كربلاء المخا الأولى والثانية .. كربلاء منبه.. كربلاء عنس.. كربلاء لحج.. كربلاء صنعاء.. كربلاء الجوف.. كربلاء حجة... كربلاء مخيم الازرق... كربلاء صالة بتعز.. كربلاء الصالة الكبرى، كربلاء عطان، كربلاء أرحب، وغيرها من الكربلائيات هنا وهناك..

إذا كان يزيد حاصر الحسين عن الماء فسلمان حاصرنا برا وبحرا وجوا..

ومنع وصول الغذاء والنفط والعلاج إلينا.. إذا كان يزيد لن يقتل زين العابدين لأنه مريض فسلمان قتل المرضى بمنع وصول العلاج إليهم.

إذا كان يزيد قتل الحسين بالسيف والرمح والنبال فسلمان قتل اليمنيين بأسلحة محرمة دوليا بقنابل عنقودية وفسفورية وغيرها من الأسلحة الأخرى.

إذا كان يزيد لم يستعن بدولة أخرى أو طرف خارجي فسلمان استعان باليهود والأمريكان وعشر دول أخرى..

إذا كان يزيد قتل 72 شخصا فسلمان قد استهدف حتى اللحظة ما يزيد عن 25 ألف ما بين قتيل وجريح ولا زال العدد في ارتفاع. إذا كان يزيد قاتَل يوما واحدا فسلمان قاتَل 200 يوم ولم يتوقف حتى اللحظة.

وفوق ذلك تفوّق سلمان على يزيد بأنه قتل الحيوانات والدجاج والغنم ودمر الجسور وحطم الطرقات ودمر الموانئ والمطارات وكل البُنى التحتية لليمن حتى السجون...

كل هذا لتعلموا أن ما حدث في اليمن أعظم مما حدث بكربلاء...

فأين المسلمون الذين يحيون ذكرى عاشوراء ويلطمون خدودهم وصدورهم ويخدشون جلودهم بالمسامير حتى تسيل دماؤهم من أجسادهم أين هم ليخرجوا مع اليمنيين ويقفوا معهم ولو في مظاهرة واحدة.

لا نريد منهم ان يلطموا خدودهم علينا بل نريد منهم استنكار..

لا نريد منهم أن يذكروا مجازر سلمان 1400 سنة.. نريدهم فقط ولو لأسبوع واحد ليضج العالم بأصواتهم ويوصلوا رسالة بمظلومية اليمنيين وكربلاء اليمن...

لكننا في الأخير سنقول مثل ما قال الإمام الحسين "ع" : هيهات منا الذلة.. .

الشرعية_للشعب_اليمني

ذكرى_عاشوراء1439هـ