مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين.

ولنبدأ في الدرس، درس حول دعوة من الله سبحانه وتعالى لعباده في آيات كلماتها من أرق الكلمات وألطفها، منها يستشعر الإنسان رحمة الله الواسعة التي تتجلى في عمله على أن يهدي عباده إلى ما ينقذهم من عذابه الشديد.

قال سبحانه وتعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {53} وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ {54} وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ {55} أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ {56} أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ {57} أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ {58} بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ {59} وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ {60} وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} (الزمر53 ـ61).
هذه فيما يقال عنها، عن هذه الآيات هي: من أرق الآيات في القرآن الكريم وألطف العبارات، تأتي بهذا المنطق المتلطف: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ} (الزمر: من الآية53) بالمعاصي، بما وقعوا فيه من ضلال، لا يصل بكم استعراض ماضيكم وما أنتم عليه, فترى أن ماضيك مظلم، وأن أعمالك كانت كلها أو معظمها قبيحة؛ فيتعزز في نفسك اليأس وتظن بأنه: جهنم، جهنم.

{لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} (الزمر: من الآية53) لا تيأسوا. والشيطان قد يعمل على أن يصل بالإنسان إلى اليأس، فإذا ما أتى إليك وأنت تحدث نفسك بماضيك وبمواقفك وبتقصيرك، فترى أن أعمالك الحسنة قليلة جداً، وأعمالك السيئة كثيرة جداً، فقد يعمل على أن يوجد لديك حالة من اليأس .. الله يقول: {لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} من رجاء رحمته، من أن تحظوا برحمته، وتحصلوا على ما يوصلكم إلى مستقر رحمته.

{إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً} (الزمر: من الآية53) ما يبعد الإنسان عن رحمة الله هي: الذنوب، ما قد يجعله يقنط من رحمة الله هي: الذنوب، فهنا يقول: كل الذنوب قد جعل لها توبة، من كل الذنوب يمكن أن تتخلص {إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً} أيّ ذنب أنت فيه، أيّ ذنب وقعت فيه بإمكانك أن تتخلص منه وتتوب إلى الله منه، ليس هناك ذنب لا تقبل منه توبة، ليس له توبة {إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (الزمر: من الآية53) هو سبحانه وتعالى يغفر لمن أناب إليه، يتوب على من تاب إليه؛ لأنه غفور وهو رحيم، بهذه العبارة التي تعني المبالغة - كما يقولون - أي: كثير الغفران، عظيم الرحمة.

{وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ} (الزمر: من الآية54). أليس هنا يرشد؟ بعد أن دعا عباده حتى أولئك أو هي دعوة في أساسها موجهة إلى أولئك الذين أسرفوا على أنفسهم، أن يقول لهم: أن بإمكانهم أن يتخلصوا مما هم عليه فلا ييأسوا من رحمته فإنه غفور رحيم.

للإطلاع على الملزمة بشكل كامل شاهد المرفقات..


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر