ثم يبقى لنا أن نؤكد على أن الإيمان بهذه الولاية ليس مجرد كلامٍ نقوله، ليس عبارةً عن انتماءٍ مذهبي، كمذهب وانتهى الأمر؛ إنما هو علاقة فيها ارتباط مبدأي، وأخلاقي، وعملي، نرتبط بهذا الإسلام في منهجه العظيم، في مشروعه العظيم، فنجعل من عليٍ حلقة الوصل التي تربطنا برسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- تربطنا بهذا الإسلام في مبادئه، بهذا الإسلام في أخلاقه، بهذا الإسلام في مشروعه العملي، بهذا الإسلام فيما يقدمه لنا من وعي، من بصائر، من حقائق، يكون مستوى هذه العلاقة من خلال التفاعل، من خلال تفاعلك أنت بهذه العلاقة، إقرارك بها يساعدك على أن تبني على هذا الإقرار هذا التفاعل اللازم؛ لكي تستفيد، لكي تكون ملتزماً بهذه الولاية في واقعك العملي وفي التلقي الثقافي والفكري الذي تعرف به الإسلام كما هو؛ لتتحرك على أساس ذلك عملياً بالالتزام في مسيرة حياتك، هذه هي المسألة المهمة جدًّا.
من النعمة أن يكون الإنسان مؤمناً، متقبلاً، منسجماً مع رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- فيما يقدمه، تمثل مسألة التجاهل لهذا الإعلان والبلاغ العظيم، وتمثل مسألة الجحود لمدلوله الحقيقي ومعناه الصحيح، تمثل مشكلةً على البعض من أبناء الأمة، تفصلهم عن هذا الامتداد؛ فلا يستفيدون منه كما هو، فيكونون في موقفٍ صعب، في بيئة يسهل اختراقها وتأثير الأعداء عليها، في بيئة يكثر فيها التشويش والاختلال الثقافي والفكري، في بيئة تصعب فيها عملية الوعي والفهم الصحيح والنظرة الصحيحة، في بيئة تعيش حالة الانفلات والفوضى على المستوى الثقافي والفكري؛ فيسهل فيها الاختراق ويسهل فيها التأثير.
ولكن من يعيشون حالة الانتماء لهذا المبدأ العظيم عليهم أن يكونوا واعين لما يعنيه هذا الانتماء في تفاعلهم؛ حتى يعيشوا ثمرة هذا الانتماء وهذا الإيمان، ثمرته العظيمة التي وعد الله بها برعايته -سبحانه وتعالى- حتى يحسوا بهذه العلاقة مع الله، علاقة الولاية الإلهية في الارتباط بالله -سبحانه وتعالى- من خلال الارتباط الصحيح والواعي والفاهم والكامل بمشروعه العظيم.
نسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يوفقنا وإياكم لكي نكون ممن يؤمن بهذا المبدأ العظيم، يتفاعل معه إيمانياً، فنكسب هذه الثمرة العظيمة: {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}.
نسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يرحم شهداءنا الأبرار، وأن يشفي جرحانا، وأن يفرِّج عن أسرانا، وأن ينصرنا بنصره، وأن يفصلنا عن التولي لأعدائه من اليهود والنصارى، من المستكبرين من كل كيانات الطاغوت وعملائهم وأدواتهم، إنه سميع الدعاء.
وَالسَّـلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه؛؛؛
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.