التثقيف القرآني:
- لتوعية الأمة؛ لأنها بحاجة إلى الوعي، أول ما تحتاج إليه هو الوعي.
- ولتقديم الحلول القرآنية؛ لأن الأمة تواجه مشكلات كبيرة، تمثِّل خطورةً بالغةً عليها، تحتاج إلى رؤية: (ما هو الحل؟).
- ولتحصين الأمة من الاختراق الكبير للحملة الأمريكية الإسرائيلية الغربية، التي تستهدف هذه الأمة في كل شعوبها، ثقافياً، وفكرياً، تستهدف حتى تغيير المناهج الدراسية، من خلال إملاءات بما يحذف وما تُضَمَّنه، ما تُضَمَّن به تلك المناهج... وهكذا بقية الأنشطة التثقيفية والفكرية، هناك تدخل أمريكي وإسرائيلي؛ للتأثير من خلالها على هوية هذه الأمة، وعلى فكرها وثقافتها، وإعلامياً، وكذلك عملٌ مكثفٌ، يسعى من خلاله الأعداء إلى تغيير فكر هذه الأمة، وإلى التأثير على الرأي العام، وعلى التوجهات، والولاءات، والمواقف، فهم يهدفون إلى إضلال الأمة، وإلى تضييعها، وإلى إفسادها.
فالتثقيف القرآني كان عملاً في مقابل تلك الهجمة: التثقيفية، الفكرية، الإعلامية، الدعائية، التي لها خطورة كبيرة جداً في التأثير على الأمة، على مستوى الفكر، والثقافة، والوعي، والولاءات... وغير ذلك، يعني: عملٌ حكيم، يقابل شيئاً مما هو في جانب الأعداء، وما يُقدِّمه الأعداء.
العمل اليهودي، والعمل الأمريكي والإسرائيلي، هو يُركِّز بشكل كبير جداً على الإضلال: الإضلال الفكري الثقافي، الإضلال على مستوى الرؤية، والتصور، والفكر، والموقف، وكذلك على مستوى الولاء والتَّوجُّه، والإفساد: الإفساد للنفوس، المحاربة للفضائل والقيم، القيم العظيمة، القيم الإلهية، والسعي للإفساد للمجتمعات، وإيقاعها في الرذائل بكل أشكال الفساد: الفساد الأخلاقي... وغيره، وهم يعملون وفق مشروعٍ تدميريٍ، هو: المشروع الصهيوني، وليس لمجرد ردة فعل آنية لحظية محدودة.
وهذه حقيقة مهمة للغاية؛ لأن الكثير من أبناء الأمة لا تزال نظرتهم إلى ما يفعله الأمريكي والإسرائيلي، ومن يدور في فلكهم، في مراحل متعددة، وكأنه مجرد مواقف لحظية، آنية، وردود فعل محدودة، هم يعملون ضمن مشروع اسمه [المشروع الصهيوني]، هو مشروع تدميري لهذه الأمة، المشروع الصهيوني مشروع خطير على هذه الأمة.
- ثم مع التثقيف القرآني، الشعار: الشعار كموقف:
- يُعبِّر عن حالة السخط، وهذه مسألة مهمة جداً، يجب أن تترجم الأمة سخطها تجاه هجمة أعدائها عليها، بما فيها من إجرام وطغيان، وبما تمثله من خطورة كبيرة في أهدافها التي تسعى إلى تحقيقها، أن يترجم هذا السخط إلى موقف، وإلى تعبير، في الحد الأدنى وفي البداية: التعبير عن ذلك، وعن الرفض للهيمنة الأمريكية والإسرائيلية، أن يكون هناك موقف يُعبِّر عن رفض هذه الأمة.
- ويُحصِّن الوضع الداخلي للأمة من مساعي الأعداء لتحويل هذه الأمة إلى أمة مواليةً لهم؛ لأن الأعداء يشتغلون بشكل واسع للاستقطاب والاختراق في داخل هذه الأمة؛ لتوجيه حالة السخط إلى غير أمريكا وإسرائيل، إلى من يعادي أمريكا وإسرائيل، ولتوجيه حالة الولاء للأمريكي والإسرائيلي، بما يترتب على ذلك من تمكينهم من السيطرة بكل سهولة.
- وأيضاً لكسر مساعي تكميم الأفواه، من أهداف الشعار؛ لأن الأمريكي يدفع بالأنظمة إلى تكميم الأفواه، ومنع أي صوت يناهض الهيمنة الأمريكية، والسيطرة الأمريكية والإسرائيلية.
- ثم المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية كسلاح مهم؛ لأن الأعداء يستفيدون بشكل كبير جداً:
- أولاً: من نهب ثروات بلداننا.
- وثانياً: الاستفادة من بلداننا بشعوبها الكبيرة كأسواق لمنتجاتهم، تُدِرّ دخلاً مالياً كبيراً جداً لهم.
فيستفيدون في الحالتين: في حالة النهب، وتذهب أموال وإمكانات ضخمة جداً لصالحهم، وفي حالة الأسواق التي تعود بالدخل عليهم، ثم يُوَظِّفون تلك الأموال لمحاربة هذه الأمة.
وفي نفس الوقت المقاطعة سلاح، وهم يستخدمونه- بالنسبة لهم- في العقوبات الاقتصادية في كل مرحلة ضد هذا البلد أو ذاك.
وأيضاً المقاطعة هي حافز مهم، للتوجه للبناء الاقتصادي، والإنتاج المحلي، والسعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي.
هذه الخطوات الثلاث التي تحرك بها شهيد القرآن، هي خطواتٌ حكيمة، ومشروعةٌ، وليس هناك أي مبرر للاستهداف لمن يتحرك فيها، وهي تستند إلى القرآن الكريم، وكان من المفروض أن يلقى ذلك ترحيباً في بلدٍ هويته إيمانية، ودستوره يعترف بالشريعة الإسلامية مصدراً أساسياً للتشريع، ويتغنى النظام في بالديمقراطية وحُرِّيَّة الكلمة، وحُرِّيَّة التعبير، ومن ورائه الأمريكي يحمل شعارات الحُرِّيَّة والديمقراطية؛ لكن عندما انزعج الأمريكي وغضب، ورأى أن هذا المشروع الحكيم، الذي هو بخطوات عملية صحيحة، هادفة، مفيدة، ونافعة، ومؤثِّرة، ويخرج بالأمة من حالة الصمت، والجمود، والسكوت، والقعود، والاستسلام؛ إلى حالة الموقف، الموقف الذي يمكن أن يتنامى بقدر ما تتطلبه الظروف والمراحل، رأى أن هذا المشروع يعيقه في الساحة، فاتَّجه الأمريكي- كما هي عادته وأسلوبه- في توريط السلطة، والدفع بها لمحاربة المشروع القرآني تحت الإشراف الأمريكي.