في واقع المجتمع البشري بكله، الأطفال يحظون في الأعراف، في الشرع الإلهي، في القوانين، في التقاليد، في كل ما له صلة بأعراف المجتمع البشري وفطرته، ومنطلقاته في الحياة، وواقعه الاجتماعي، أنَّ الأطفال يجب أن يحظوا بالمزيد من الرعاية، من الحماية، من الاهتمام؛ ولـذلك استهداف لهم يُعَبِّر عن: قسوة، إجرام، وحشيَّة، طغيان، انتهاك لكل الحرمات، تجاوزٌ لكل الاعتبارات المتعارف عليها في المجتمع البشري، فالعدو الإسرائيلي متوحِّش، لا يعطي أيَّ اعتبار لأي شيء، لا يمتلك قيماً إنسانية، هو تجرَّد من كلِّ القيم الإنسانية، ولا مشاعر إنسانية، شذَّ عن الفطرة، الفطرة البشرية شذَّ عنها، والحالة التي يجسِّدها الإجرام الإسرائيلي هي شاهدةٌ على أنه قد بلغ إلى حد التَّجَرُّد من كل المشاعر الإنسانية، والقيم الإنسانية الفطرية التي فطر الله الناس عليها، وأنه لا يعترف لا بشرعٍ إلهي، ولا بقيم إنسانية وأخلاقية، ولا بقوانين، ولا بمواثيق، ولا بحقوق، ولا بأعراف؛ لأن استهدافه للأطفال في غَزَّة هو استهداف كبير جدًّا، يعني: واحدٌ من جرائمه الأساسية الممارسة يومياً بتعمُّد، وعلى نحوٍ واسع، وعلى نحوٍ واسع، مسار أساس في مساراته الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني.
يستهدف العدو الإسرائيلي في قطاع غَزَّة كل أبناء الشعب الفلسطيني بمختلف فئاتهم، ومن الفئات التي يركِّز عليها في الاستهداف: الاستهداف للإعلاميين، في هذا الأسبوع كان هناك مجزرة متعمَّدة لِسِتَّة من الإعلاميين في خيمتهم، استهداف مقصود لهم، العدو الإسرائيلي استهدفهم، مهَّد ما قبل عملية الاستهداف لهم وما بعدها، وهي جريمة واضحة، وفي بعض الإحصائيات: أنَّ عدد الشهداء من الإعلاميين والصحافيين قد بلغ في قطاع غَزَّة إلى (مائتي وثلاثين شهيد)، أو أكثر، فالعدو الإسرائيلي يركِّز على استهداف الإعلاميين والصحافيين، لماذا؟ لأنَّ العدو الإسرائيلي لا يريد للحقيقة، ولما يفعله من إجرام ضد الشعب الفلسطيني، أن يصل إلى الناس في مختلف أنحاء العالم، لا يريد للعالم أن يطَّلع على الكثير من الحقائق، التي هي حقائق ثابتة، دامغة، ولاسيَّما في هذه المرحلة، عندما أصبح هناك ضَجَّة عالمية كبيرة، واستياء إنساني في المجتمعات البشرية في الكثير منها، ونظرة إلى العدو الإسرائيلي بحقيقته الإجرامية، ككيانٍ مجرمٍ ظالمٍ، وعصبةٍ مجرمةٍ طاغيةٍ مفسدة، بلغت من الإجرام ما لم يبلغه غيرها في كل أنحاء الأرض، هذا أقلق العدو الإسرائيلي.
العدو الإسرائيلي لم يُبقِ شيئاً من الجرائم بأشكالها وأصنافها، وبأبشع الممارسة لها، إلَّا واستخدمه ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غَزَّة، كل أشكال وأنواع الجرائم، والأعداء الصهاينة هم مجرمون من جهة، وهم أيضاً متفننون في الممارسة للجرائم، وفي أنواع الجرائم، وفي ابتكار أساليب الاضطهاد، والتعذيب، والظلم، والإجرام؛ ولـذلك عندما نتأمل في أنواع الجرائم التي يرتكبونها ضد الشعب الفلسطيني، وفي أشكالها، وأشكال وأنواع الممارسات الإجرامية؛ ينذهل الإنسان، يُذهل الإنسان، يصاب بالذهول، ويندهش إلى أي مستوى يمكن أن يكونوا قد بلغوه من التَّوَحُّش، والعدوانية، والحقد، هذا يعبِّر عن حقيقتهم، عن نفسياتهم، عن أحقادهم، عن توجُّهاتهم، ويكشف لنا ما هم عليه، وما الذي يريدونه، وما يسعون له؛ لأنهم يعملون ما يعملون لاعتبارين أساسيين:
- اعتبار يعود إلى تلك النفسية المتوحِّشة، الهمجية، الإجرامية، الحقودة، التي لديها نظرة ازدراء، وحقد، وتوجُّهات عدوانية إلى أنهى مستوى، ضد أُمَّتِنا وضد شعوبنا.
- ومن جهةٍ أخرى: جرائمهم أيضاً لها أهداف، هم يعملون على الإبادة الجماعية؛ لأنهم يريدون أن يقتلوا أكبر قدرٍ ممكن من أبناء الأُمَّة، أن يبيدوا بكل أشكال ووسائل الإبادة أكبر قدر ممكن من الناس في مجتمعاتنا.
و [الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي
حول آخر التطورات والمستجدات الأسبوعية
الخميس: 20 صفر 1447هـ 14 اغسطس 2025م