اليوم نتطلّع الى موقف الأنصار كشعبٍ يمني ذلك المجتمع المتميز الذي اختلف كثيراً عن مجتمع مكة الأشبه حالياً بالنظام السعودي، من يريد أن يتخيل المجتمع القرشي في مواجهته للإسلام في لُدِّه وخصامهِ وجحودهِ ونكرانه وطغيانه وهمجيته وكبره وبطره فليتخيل الصورة المرتسمة حالياً للنظام السعودي.
مجتمع الأنصار هو الذي اختلف كثيراً عن ذلك المجتمع فكان مجتمع الإيواء والنصرة مجتمع الإيثار والعطاء والصبر قال عنه الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: ﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ﴾[الحشر:9] هذا هو مجتمع الأنصار الأوس والخزرج هذا هو المجتمع اليمني في قيمه الإسلامية النبيلة العظيمة يحمل المحبة وإرادة الخير والإيثار والبذل والعطاء والصبر إلى غير ذلك من القيم الحميدة والعظيمة التي جعلت منهم مجتمعاً قابلاً للإسلام متفاعلاً مع الإسلام منفتحاً مع الإسلام متعطشاً إلى قيمه وأخلاقه فسرعان ما تقبلها ونصر وتحقق ما تحقق كما هو واضح.
اقراء المزيد