
يعتبر موضوع ميراث المرأة من المواضيع المهمّة الّتي ركّز عليها القرآن الكريم, وهي وصيّة الله لعباده, وهي قضيّة تُظلم فيها المرأة حقيقة على يد الرّجال البعيدين عن هدى الله سبحانه وتعالى, والعصاة المعتدين, والمتعدّين لحدوده, ولأهميّة الموضوع وخطورته فقد تهدّد الله في آية المواريث التي سنمرّ بها بالخلود في نار جهنم لمن يعصي, ويخالف, ويتعدّ حدود الله, وقد قدّم السّيد الرّؤية القرآنيّة حول الموضوع, ففي سورة النّساء عند قوله تعالى: ﴿يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ﴾[النساء:11] يقول السّيد: (العبارة هذه عبارة دقيقة، لاحظ لم تأت العبارة بلفظ: للمرأة كنصف ما للرجل، لم تأت بهذا الشكل للمرأة كنصف ما للرجل، هذه العبارة ما تزال أنسب ﴿لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ﴾ وسيأتي في آيات أخرى يبين أن هناك التزامات بالنسبة للذكر، من أول الإلتزامات أمام الأنثى أنه هو الذي يعطيها المهر, هو الذي يقوم بالإنفاق عليها, هو الذي يوفر لها السكن والطعام والدواء والفراش والأثاث، أليس هذا هو الشيء الذي يتكفل به الرجل؟ إضافة إلى التزامات أخرى فيما يتعلق بقضايا خارج محيط بيته كثيرة تكون مرتبطة بالرجل أكثر من الأنثى، إضافة إلى أنها جاءت بالعبارة هذه هي أرقى من كلمة رجل وامرأة ﴿لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ﴾ لماذا؟ لأنها ما تزال توحي بماذا؟ بالكيان الواحد والجنس الواحد يعني: الإنسان هو ماذا؟ عبارة عن كيان مؤلف من ذكر وأنثى) سورة النساء الدرس السابع عشر.
اقراء المزيد