مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

عبدالفتاح حيدرة 
لا اخفيكم أنني احاول جاهدا ان ابتعد أكبر قدر ممكن عن الكتابة حول الأحداث في المنطقة ومتغيرات المعركة الدائرة بين دول محور المقاومة دعما واسنادا للشعب الفلسطيني ولمظلومية القضية الفلسطينية، ودول الاستكبار العالمي (امريكا وبريطانيا واسرائيل) التي تدعم بعنجهيتها الموقف الاجرامي الإسرائيلي ، نعم لقد توقفت عن كتابة المقال السياسي بوعي تام و تحديدا من بعد عملية 7 أكتوبر "طوفان الأقصى" المجيدة مباشرة ، وذلك لسبب مهم جدا، سوف أوضح ابعادة للفهم والمعرفة والوعي في كيفية المساهمة بهزيمة العدو وارباكة ، والسبب يتلخص في معرفة أن العدو الإسرائيلي والعدو الامريكي والغرب بشكل عام يعتمدون بشكل أساسي على مؤسسات للرصد والتحليل للكتابات مهما كانت ومن أين ما كانت حتى من اي شخص عادي جدا او كاتب مغمور (مثل حالاتي) ، قد يأخذه الغرور بوعي او بدون وعي للكتابة الشاطحة فيقع بالمحضور ، فتستخدمه رصد وتحليل تلك المؤسسات لكشف الخبايا والاسرار التي لا يعرفها الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي من عمله الاستخباراتي ويأخذها بغباء كاتبها من التحليلات الصحفية ..

اعلموا انه طوال فترة 50 عام استطاع الأمريكان والبريطانيين الاسرائيليين ومعهم الفرنسيين ايظا ان يرصدوا تحركات أغلب خصومهم واعدائهم في المنطقة الغربية والاسلامية من خلال الكتابات والمقالات الاعلامية وخاصة تلك الكتابات التي تقدم تحليلاتها كافة المعلومات المجتمعية والعسكرية والسياسية والأمنية والاقتصادية على طبق من ذهب لمؤسسات ومكاتب الرصد والتحليل الامريكي والإسرائيلي والبريطاني على وجه الخصوص ، وتقديم المعلومات التحليلة في الكتابات كان أحد أهم وابرز نتائج تطبيع مصر و إسرائيل ، التطبيع الذي قاد بعده الإعلام المصري المخابراتي أحقر عملية تدجين لاغلب الكتابات الصحفية العربية حتى أصبحت أدوات تحليلية للعدو وأدوات دعائية مثبطة للعالم العربي والإسلامي إلى حد صناعة عدم اكتراث الشارع العربي والإسلامي لأي عمليات تطبيع جديدة مع العدو الإسرائيلي من جهة ومن جهة أخرى زرع ثقافة عدم الاهتمام بالقضية الفلسطينية من أصله ، بينما يفترض ان تكون مهمة الكتابة الصحفية في العالم العربي والإسلامي هو دعم الدعاية العربية والاسلامية  المناهضة للتطبيع مع العدو الإسرائيلي وتهييج الشارع ضدها وفي الوقت نفسه تمجيد مواقف محور المقاومة الداعمة للقضية الفلسطينية.. 

وحتى لا أطيل عليكم فإن القرأة اليوم للأحداث وخاصة بعد موقف امريكا وبريطانيا القذر والوقح  في داعم ومساندة كيان العدو الإسرائيلي في حرب الإبادة البشعة التي يقودها ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وتهديداته بدخول رفح ، فإن الخطر الأكبر الذي يواجه واشنطن ولندن وتل أبيب ليس اعلانهم فشلهم وخسارتهم وانتصار مجاهدي المقاومة الفلسطينية على إسرائيل او حتى اعلان انتصار محور المقاومة كلل على إسرائيل وحلفها الامريكي والبريطاني والغربي ، بل يكمن الخطر عندهم في بداية رؤية العالم كله لهم من نفس المنظور الأمريكي والبريطاني الداعم للمجازر والقتل و التجويع والابادة التي تمارسها إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني ، وعاجلا او آجلا سوف تحدث حروب سوء التقدير الامريكي والبريطاني والإسرائيلي لمتتاليات ردود محور المقاومة ، وهذه الحرب تحدث عندما يستمر استخفاف الدول بخصمها ، واستمرار الاستخفاف هذا دليل ضعف وليس قوة..

ختاما ان المعركة القادمة مرهونه باستمرار الاستخفاف الامريكي والبريطاني والإسرائيلي في متتاليات ردود محور المقاومة يعني بداية اهتزاز و شك العدو الصهيوني وحليفاه الامريكي والبريطاني في قوة وحدة معركة محور المقاومة أو عزمه على القتال مباشرة ، لذلك يستمروا في اختبار جدية المحور دائما ، فكما يحدث في استخفاف امريكا وبريطانيا للرد اليمني بمحاصرة السفن الإسرائيلية الذي تطور بتدخل الامريكي والبريطاني لحماية سفن اسرائيل إلى استهداف السفن التجارية و البوارج العسكرية الامريكية والبريطانية نفسها إلى جانب الإسرائيلية ، وتطورت مساحة المواجهة من البحر الأحمر وخليج عدن حتى وصل إلى المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط، او كما حدث في الرد الإيراني على اسرائيل بسبب قصفها للسفارة الإيرانية بدمشق، فكان الرد الإيراني مزلزلا للعالم كله وليس لامريكا وبريطانيا واسرائيل  ، او كما يحدث من إستمرار متتاليات الرد شبه اليومية التي يقوم بها حزب الله الذي يشغل بها نصف الجيش الإسرائيلي ونصف اهتمام الامريكي والبريطاني، بعد كل هذا فإن اي استخفاف لتجربة دخول إسرائيل على رفح يعني ان ثمار تحدي محور المقاومة سوف تأتي بأكلها، مهما كانت التلميحات بحرب كبرى في المنطقة ، فإذا كان الامريكي والبريطاني مصممين على الدفاع عن مصالحهم بحماية اسرائيل، فإن محور المقاومة أكثر تصميما واستعدادا للتضحية انتصارا لله و للقضية الفلسطينة وعلى فرض قواعد اشتباك جديدة في المنطقة والعالم ومنها سينتج نظام عالمي جديد ليس لامريكا ولا لبريطانيا ولا لاسرائيل الحكم المطلق فيه..


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر