مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

أتى هدي الله، وفي إطار مهمة نفَّذها أكمل إنسانٍ خلقه الله، في كماله الإنساني، والإيماني، والأخلاقي، والمعرفي، وهو رسول الله "صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ"، وبذلك النور والهدى بالرغم مما عاناه في المجتمع العربي بدءاً من مجتمع قريش، بدءاً مما عاناه من معاناة كبيرة من تنكر، من جحود، من كفر، من معارضة، من إعاقة، من محاربة، لكن حقق نقلةً هائلةً وكبيرةً جداً، غيَّرت ذلك المجتمع العربي آنذاك من مجتمعٍ جاهليٍ أُمِّيٍ بدائيٍ مفرقٍ مشتت، لا يمتلك الثقافة والمعرفة، ليس له ارتباط وصيلة وثيقة بكتب الله وهديه، نقلته إلى واقعٍ مختلفٍ تماماً: إلى مجتمع موحد لله، مجتمع مرتبط بهدى الله وتعليماته، ومجتمع يتصدر كل الأمم على وجه الأرض، تتساقط أمامه إمبراطوريات بأكملها، يتميز بتلك التعليمات الإلهية، بتلك المبادئ الإلهية، وبقدر ما حملها وتفاعل معها يتميز بذلك على كل أمم الأرض، التي بدت أمام ذلك النور، وأمام تلك الأمة التي بدأت اتصالها وارتباطها بذلك النور، لتبدو بقية المجتمعات هي الأكثر جهلاً وهي تمتلك تلك العقائد السخيفة، الخرافية، الباطلة، ولديها تلك العلل والآفات في حياتها، وليرى الجميع أنه لا نجاة لهم- كثيرٌ من الشعوب- إلا بهذا النور، الذي تميزت به أمة ونقلها نقلةً هائلة، من الأمية والجاهلية، إلى أن تكون أمة في مصاف في الدرجة الأولى، وتتصدر بقية الأمم من حولها.

ثم انحدرت الأمة الإسلامية من بعد وفاة الرسول "صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ" رويداً رويداً، بقدر ما تراجعت عن ذلك النور، عن تلك التعليمات، بقدر ما تنكرت لذلك الهدى، كانت تتراجع وتنحدر رويداً رويداً، كلما عظم التراجع؛ كلما عظم الانحدار والسقوط، صولاً إلى ما وصلت إليه في عصرنا وزمننا.

لا يُصلح هذه الأمة ولا تصلح إلَّا بما صلح به أولها، الأمية التي نرى عليها في عصرنا هذا كثيراً من نخب المجتمع، أمية أخطر من الأمية في الجاهلية الأولى، أمية خطأ كبير، وحالة مفاهيم مقلوبة بكل ما تعنيه الكلمة، تصورات خاطئة، نظرة غير حكيمة، مفاهيم غير صحيحة، الكل بحاجة إلى القرآن، بحاجة إلى هدى الله، إلى نور الله، إلى تعليماته المباركة، إلى التصحيح والتغيير لبناء نهضة صحيحة، وحضارة إسلامية تعتمد على المفاهيم القرآنية الصحيحة، {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}[الرعد: من الآية11]، لذلك لا يمكن أن نقول أن علل المسلمين فيما هم عليه من شتات وفرقة وتَخَلُّف أنها تعود إلى القرآن، أو تعود إلى الإسلام؛ بل تعود إلى جهلهم، إلى انحرافهم، إلى سوء فهمهم، إلى الدَّخَل الهائل الذي دخل في ثقافاتهم وتصوراتهم وأفكارهم؛ فغير نظرتهم إلى الدين، والحياة، والواقع، والناس، والأعداء، وكل شيء، فأوصلهم إلى ما وصلوا إليه.

تلك النقلة الهائلة التي تحققت برسول الله، من خلال نشاطه في إطار تلك المهمة المقدسة، قدَّم للأمة، قدَّم للبشرية ذلك الهدى، كان مجتمع قريش وكان العرب يلاحظون على رسول الله "صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ" بنظرتهم الجاهلية: [أين هي كنوزك؟ لماذا لا تمتلك إمكانات زراعية، أو إمكانات مالية؟ لماذا لا تمتلك بيتاً من زخرف؟ لماذا لا تمتلك بيتاً من الذهب؟ لماذا لا تمتلك كذا وكذا؟ أين هي أرصدتك المالية؟]، لكنَّه قدَّم لهم الهدى، الذي يصلح دينهم ودنياهم، يغيّر واقعهم بكله، كانت أنظارهم أن الذي يمكن أن يتغير به واقعهم هو: لو أتى إليهم نبيٌ يمتلك ذهباً كثيراً، كنوزاً ماليةً كثيرة، أو يمتلك مزارع ضخمة يطعمهم منها، ويقدِّم إليهم سلال الفواكه منها... أو غير ذلك، نظرةً ماديةً بحتة، كانوا يجهلون أن ذلك النور والهدى الذي يقدِّمه لهم هو أغلى من كل كنوز الأرض، هو الذي تصلح به حياتهم، تسمو به نفوسهم، تزكو نفوسهم، يرتقي بهم في دنياهم وآخرتهم، وفعلاً في مرحلة وجيزة تغيرت حالتهم وحياتهم تماماً، تحولوا إلى قادة عالميين، بعد أن كان الواحد منهم يقود بعيره في الصحراء، ليس له أي أهمية في هذا العالم، تحولوا إلى قادة عالميين، واجهوا إمبراطوريات، وواجهوا دولاً ظالمة، وكيانات مجرمة على هذه الأرض، وصنعوا تغييراً هائلاً في العالم، وتحولت حياتهم إلى قادة وأمراء كبار على مستوى النفوذ والتأثير العالمي. القرآن، الإسلام، الهدى، هو الذي حقق تلك النقلة، {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ}، عزة وحكمة، وسمو إنساني، وارتباط بالتعليمات الإلهية المقدسة، المباركة، وهدى الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، وتحولوا إلى أمة تتعلم، تعطي قيمةً للعلم، أهميةً للعلم، بعد أن كانوا أمة أمية، ولكن بذلك العلم الذي أتاهم من الله، ذلك النور العظيم، تلك المعارف التي كان يقدِّمها لهم رسول الله بكل نقاء وصفاء، وإلَّا كان هناك عنوان التعليم وعنوان الكتاب لدى من يطلق عليهم أهل الكتاب (اليهود والنصارى)، لكن ما لديهم كان محرفاً، مشوباً بالأباطيل والضلال والخرافات، يشقي الناس، يضلهم، يفسدهم، ليس فيه هداية للمجتمع البشري، ولهذا عندما قال الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" لرسوله "صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ"، ليكون تعليماً لكل إنسان، ولكل مسلم: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}[العلق: 1-5]، لتصبح صلتنا بالله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" صلة في هدايته، في تعليمه، فيما يقدِّمه لنا من النور، والمعارف العظيمة، والتعليمات العظيمة والراقية، التي تصلح الحياة.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي

بمناسبة تدشين الأنشطة والدورات الصيفية

السبت 11 شوال 1445هـ 20 أبريل 2024م

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر