مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

{فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}، الأمر بتقوى الله -سبحانه وتعالى-، وبصلاح ذات البين، وبالطاعة لله، والطاعة لرسوله -صلوات الله عليه وعلى آله-، ركائز أساسية في العمل في سبيل الله -سبحانه وتعالى-، وتتحقق بها النجاحات، ويبنى عليها الخير كله، سيأتي الخير، وتأتي الأنفال، وتأتي الغنائم، وتأتي الانتصارات، ويأتي التمكين الإلهي، ويأتي الرزق والبركة من الله -سبحانه وتعالى-، ويترتب عليها كل خير، وهذا ما يجب أن نرسِّخه؛ لأن البعض يكون مهووساً وراء أن يسعى هو- شخصياً- إلى أن يحقق مثل هذه المكاسب، وتتحول حالة الطمع لديه، والتنافس غير الشريف على اقتناء الغنائم، أو الحصول على مكاسب مادية من وراء عمله وتحركه في سبيل الله، تتحول إلى سلوك سلبي، وسلوك هدَّام، وسلوك يخرِّب حالة الألفة والتعاون، وسلوك يؤثِّر- في نهاية المطاف- على زكاء النفوس، وعلى التأييد الإلهي، وسلوك يؤثِّر حتى على النجاح في الميدان، يؤثر على النجاح في الميدان؛ لأنه يتحول إلى هدف، يوم تحوَّلت المكاسب المادية والحصول على الغنائم إلى هدف في معركة أحد؛ سببت هزيمة المسلمين. والإسلام يربي تربية عالية وعظيمة وأخلاقية وناجحة عملياً، فتبقى الذهنية، ويبقى التركيز، ويبقى التوجه على نحوٍ يساعد على النجاح، فيوم يتجه إلى الغنائم، يوم يتجه إلى الأطماع والمكاسب المادية، لا يمكن أن يحقق نجاحاً في الواقع العملي.

التقوى وصلاح ذات البين

فالتقوى لله -سبحانه وتعالى- لا بدَّ منها؛ لأنها تجعل الإنسان يتعامل بمسؤولية، وليس بأطماع، وليس بأنانيات، وليس بأهواء، وليس بمقاصد ومكاسب شخصية؛ إنما يتحرك في إطار عمله في سبيل الله -سبحانه وتعالى- بمسؤولية، فهو يدرك أنه مسؤولٌ أمام الله، فيلتزم وينضبط وفق التعليمات والتوجيهات الإلهية.

 

العناية بصلاح ذات البين، لا بدَّ من تقوى الله حتى في ذلك، حتى في صلاح ذات البين؛ لأن البعض ممن هو ناقص الإيمان، وناقص الوعي، يستهتر بأهمية هذه المسألة، ولا ينظر إليها بما تمثله من أهمية كبيرة، وعامل في النجاح، وقيمة إيمانية وأخلاقية، فبكل بساطة لا مشكلة عنده في أن يسوء ذات البين، يعني: العلاقة فيما بين المؤمنين، العلاقة فيما بين المجاهدين كمجاهدين، كمجتمع يتحرك في سبيل الله -سبحانه وتعالى-.

 

صلاح ذات البين من الأمور المهمة الإلزامية، ويعتبر الاهتمام بها من ضمن الالتزامات الدينية الإيمانية، فالإنسان الذي هو مؤمنٌ حقاً، وصادقٌ مع الله -سبحانه وتعالى-، سيحرص على صلاح ذات البين، وسيحرص أن تكون العلاقة الأخوية مع بقية أبناء مجتمعه المؤمن وإخوته المؤمنين والمجاهدين والعاملين في سبيل الله علاقةً أخويةً إيجابيةً سليمة، ويسعى لصلاح ذات البين، بكل ما يساعد على صلاح ذات البين: من حسن التعامل، من بذل المعروف، من الاحترام المتبادل، من الإنصاف عند الخطأ، من العدل في المعاملة… بكل ما يساعد، وهي تعليمات كثيرة جعلها الله -سبحانه وتعالى- سبباً لصلاح ذات البين.

 

ويحذر- في نفس الوقت- مما يفسد ذات البين، مما يفسد العلاقة الأخوية: من سوء تعامل، من أوهام، من سوء الظن، من تصرفات سيئة، من معاملات سلبية ظالمة… كل التصرفات، وكل التأثيرات النفسية التي تفسد ذات البين يتجنبها، ويحذر منها، فهذه مسألة مهمة جدًّا، وهي تدخل ضمن الالتزامات الإيمانية، بمعنى: أنَّ من يخل بها، من يستهتر بها، ومن لا يلتزم بها؛ فهو يبرهن على أنه ليس بمؤمنٍ حقاً، أنه ناقص الإيمان، لم يصل بعد إلى مصداقية تامة مع الله -سبحانه وتعالى- في انتمائه الإيماني، ولا يبرر للإنسان وجود إشكالات في الواقع العملي أن يتعامل مع ذلك بإفساد ذات البين، لا يبرر ذلك أبداً؛ لأن هذا يخالف توجيهات الله وتعليمات الله -سبحانه وتعالى-.

 

طريقة التعامل مع الإشكالات هي: المعالجة بطريقة عملية، وليس بإفساد ذات البين، وليس بنشر البغضاء، والكراهية، والكلام السيء، وتعزيز حالة سوء الظن، وتوجيه الاتهامات، وكذلك نشر الكلام السلبي الذي يهدم هذه الحالة من الأخوة الإيمانية، التي هي فريضة إيمانية بحد ذاتها.

 

فصلاح ذات البين من ضمن الالتزامات الإيمانية التي يجب أن تراعى إيمانياً، بدافعٍ إيماني كطاعةٍ لله -سبحانه وتعالى-، والتزامٍ بتوجيهاته وتعليماته -سبحانه وتعالى-، وأنَّ أيَّ أسلوبٍ آخر يخالف ذلك في التعامل مع الأمور، مع القضايا في معالجتها، هو مخالفةٌ لهذا التوجيه الإلهي.

 

الطاعة في مفهومها الصحيح

{وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ}؛ لأن الالتزام العملي والطاعة هي التي لا بدَّ منها تجاه كل هذه التوجيهات، الإنسان الذي يسمع ثم لا يطبِّق، لا يلتزم، لا يعمل، ليس بمؤمنٍ حقاً، أو يطبِّق جزئياً، ويرفض الجزء الآخر بحسب مزاجه الشخصي، لا يجوز أبداً أن يكون المزاج الشخصي هو الذي يحكم عملية الالتزام والتنفيذ العملي، لا يجوز ذلك، يجب أن يكون الإنسان مطيعاً لله -سبحانه وتعالى- طاعةً تامة، قانتاً لله، وأن يتعامل مع هذه التوجيهات سواءً في صلاح ذات البين، أو في تقوى الله -سبحانه وتعالى- والالتزام بتقواه في أداء المسؤولية، أو في التجرد من المقاصد الشخصية، والأطماع الشخصية، والأطماع المادية، يجب التعامل بطاعة وتنفيذ لتوجيهات الله -سبحانه وتعالى-، وأن تكون عملية الالتزام هي الطابع الذي يحكم الواقع العملي، والتنفيذ في مسار العمل في سبيل الله -سبحانه وتعالى-،

 

{إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}، إن كان الإنسان مؤمناً حقاً فمصداقية إيمانه تتجلى من خلال هذا الالتزام: الالتزام بتقوى الله، الالتزام بصلاح ذات البين، الطاعة في الواقع العملي وفي مسار العمل في سبيل الله -سبحانه وتعالى-.

 

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

سلسلة المحاضرات الرمضانية المحاضرة التاسعة عشر (يوم الفرقان- 2) 1441هـ


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر