السيد حسين استنهض الأمة، صدع فيها بصوت الحق، ناداها بالقرآن، دعاها بدعوة الله العزيز، وعمل على إنقاذها، على تبصيرها، على إيقاظها من غفلتها، عمل على معالجة دائها بالدواء الناجح النافع، تحرك بعزة الإيمان، وبرحمة رسول الله محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - نادى في الأمة بنداء الحرية بنداء العزة، واستنهضها يتلو عليها آيات ربها ويدعوها إلى كتاب الله، يدعوها إلى العودة إلى الله من خلال العودة إلى كتاب الله، العودة العملية، العودة الواعية، العودة القائمة على الاهتداء والاتباع والتمسك، العودة إلى منبع عزها وخلاصها هدى الله، الهدى الذي أنقذ الأمة هذه بدءًا، يوم تحرك به محمد - صلوات الله عليه وعلى آله-.
هذا الهدى الذي تحرك به السيد حسين لاستنقاذ الأمة في هذا العصر كما استنقذها رسول الله - صلوات الله عليه وعلى آله - في ذلك العصر.
تحرك في أوساط هذه الأمة يدعوها بدعوة الله يتلو عليها آيات الله، يرشدها ويبصرها ويستنهضها ويذكرها ويربيها ويسمو بها ويعمل على تزكيتها بهذا الكتاب وتبصيرها بهذا النور، يضيء لها الطريق، ويوضح لها المخاطر، ويقدم لها الحلول، ويعمل على أن يخلصها من واقعها المرير ويستنقذها منه، تحرك وصدع بالحق وصرخ في وجوه الطواغيت وعلى رأسهم أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل.
كانت المرحلة التي بدأ بالتحرك فيها، مرحلة يسودها الصمت والاستسلام والعجز والخضوع والحيرة والارتباك، تحرك وصدع بالحق ونادى في أوساط الأمة وبذل جهده ليلًا ونهارًا، ليلًا ونهارًا وهو يبصر الناس بهدى الله، وأطلق مشروعه العظيم، المشروع الموفق والمسدد، المشروع الذي من تأمله عرف فيه من الأسرار ومن الأهمية ومن الفاعلية ومن التأثير ما يشهد له على أنه مشروع مسدد من الله، وأنه كان بتوفيق الله، وأنه كان بهداية الله، وبتسديد من الله؛ لأن الله رحيم بعباده، رحيم بعباده، وتجسدت مظاهر رحمة الله سبحانه وتعالى في هذا الرجل العظيم وفي المشروع العظيم الذي أتى به في أخطر مرحلة على الأمة.
من خطاب السيد : عبد الملك بدر الدين الحوثي.
في الذّكْرَى السّنَويّة لِلشَهِيد ذكرى 1434هـ