مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله
زيتون فلسطين الجذر العصي على الاقتلاع والتهجير

مـوقع دائرة الثقافة القرآنية - تقارير – 15 جمادى الأولى 1447هـ
تقرير | يحيى الشامي
لطالما كانت شجرة الزيتون، بوقارها الأخضر وعمرها الذي يمتد في الأزل، أكثر من مجرد نبات مثمر في فلسطين، إنها الذاكرة الحية، والرمز الذي لا يقبل المساومة على الهوية الكنعانية العربية لهذه الأرض. ولذلك، فإن مشكلة الصهاينة ليست مع شجرة الزيتون بأوراقها وثمارها، معضلتهم في رمزيتها القادرة لوحدها على نسف سردية الاحتلال، خصومتهم معها في عمرها الأطول من وجودهم، وفي طعمها العربي، وجذرها الضارب في الأرض كزارعها الفلسطيني ومزارعها الكنعانية الأقدم من الصهيونية. الزيتون هي فلسطين، والجذر العصي على التهجير.

في خضم الحرب المفتوحة التي تشنها سلطات العدو وقطعان المغتصبين على الوجود الفلسطيني، تتصاعد فصول الحرب الصامتة والممنهجة ضد هذه الشجرة المباركة، في محاولة يائسة لقطع الصلة التاريخية بين الإنسان وأرضه.

  • تصعيد العدوان استهداف ممنهج في الأيام الأخيرة

الأخبار القادمة من الضفة الغربية المحتلة خلال الساعات والأيام الأخيرة تحمل مؤشرات واضحة على تصعيد خطير في وتيرة الاعتداءات، وهو ما يؤكد أن سياسة التدمير تتم بتنسيق وغطاء من جيش العدو:

مساء الثلاثاء، أقدمت مجموعة من المغتصبين على اقتحام قرية "سوسيا" بـ"مسافر يطا" جنوب مدينة الخليل، وتكسير أشتال الزيتون التي تعود للمواطن جبر حماد النواجعة. هذا الاعتداء -الذي انتهى بفرار المهاجمين عقب وصول الأهالي- يمثل نموذجاً للاعتداءات المتكررة التي تهدف إلى ترويع المزارعين وإجبارهم على ترك أراضيهم.

وقبل ذلك بأيام قليلة، شهدت بلدة سعير بمحافظة الخليل جريمة كبرى تمثلت في قطع نحو 300 شجرة زيتون ولوز -بينها 200 شجرة زيتون معمرة- باستخدام أدوات كهربائية متطورة، وقد وصف المزارع الفلسطيني عيسى شلالدة ما جرى بأنه "إعدام" لكافة حقوله، وتحويلها إلى خراب، في فعل ينم عن حقد أعمى على أي مظاهر للحياة والوجود الفلسطيني.

بالتوازي مع أعمال المغتصبين، أعلن رئيس مجلس محلي قرب رام الله أن جيش العدو دمر نحو 3 آلاف شجرة زيتون في المنطقة، كجزء من موجة العنف المتواصلة التي تهدف إلى تفريغ الأرض.

  • موسم الاقتلاع والسرقة الأعلى ضرراً

وفق إحصاءات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وتقارير أممية، فإن هذا الموسم لجني الزيتون يُعد الأعلى مستوى من الأضرار منذ سنوات، لتؤكد الأرقام أن الاعتداءات ليست مجرد حوادث عابرة، بل سياسة ثابتة ومعتمدة.

حصيلة الاعتداءات في موسم القطف: سجل جيش العدو والمغتصبون 259 اعتداءً على قاطفي الزيتون منذ بداية الموسم في الأسبوع الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي وحتى الثامن والعشرين من الشهر ذاته.

  • تم توثيق 41 اعتداءً نفذه جيش العدو مباشرة.

  • تم توثيق 218 اعتداءً نفذها المغتصبون.

وتنوعت الجرائم بين الضرب والاعتقال والتنكيل والمنع من الوصول إلى الأراضي، مروراً بسرقة المحصول، وصولاً إلى إطلاق الرصاص الحي كما جرى في محافظة طوباس، وهو ما أسفر عن إصابة 17 فلسطينياً خلال الموسم.

كما إن سياسة المنع والحصار التي تفرضها سلطات العدو على المزارعين، وتمنعهم من الوصول إلى أراضيهم إلا بتصاريح معقدة ولأوقات محدودة، تُكلف الاقتصاد الفلسطيني خسارة سنوية تقدر بـ 5% من كمية الإنتاج، التي تقدر بـ 22 ألف طن سنوياً.

  • تاريخ من العدوان على الزيتون

الهجمات الأخيرة هي امتداد لجريمة قائمة منذ تأسيس الكيان المغتصب، فمنذ الاحتلال في عام 1948، مروراً باحتلال الضفة الغربية عام 1967، وسلطات العدو تعيث فساداً في أشجار الزيتون، تستهدفها بالقلع والقطع والإبادة بالتسميم، وقد تم اقتلاع وتدمير أكثر من مليوني شجرة زيتون منذ بدء الاحتلال.

السنوات الأربع الأخيرة: وثّق مركز أبحاث الأراضي بشمال الضفة الغربية اقتلاع جيش العدو لأكثر من 50 ألف شجرة زيتون، مستغلين قوانينهم المجحفة التي تعتبر الأرض "بوراً"، وتسهل الاستيلاء عليها بعد اقتلاع الأشجار.

جذور أقدم من الاحتلال: يقف هذا الاستهداف متجاهلاً أن الزيتون يُعد أكبر المحاصيل الزراعية في فلسطين، ويشكل 45% من المساحة الزراعية الكلية. وفي قرية الولجة جنوب مدينة القدس، تقف أقدم شجرة زيتون في العالم، التي قدّر خبراء "يونسكو" عمرَها بحوالي 5500 عام، لتكون شاهداً أبدياً على أن هذا الوجود العربي أقدم وأعتى من كل الاحتلالات.

  • الزيتون مصدر رزق وشجرة ثبات

يشكل الزيتون مصدر غذاء ودخل رئيسي لنحو 100 ألف أسرة فلسطينية، أي أكثر من 600 ألف نسمة، ولكنه قبل كل شيء يمثل عامل ثبات وصمود، وحصناً منيعاً في الدفاع عن الأرض وحمايتها، ولهذا السبب يرى محمود الصيفي، مدير مركز أبحاث الأراضي، أن حكومات الاحتلال المتعاقبة "اعتبرتها (شجرة الزيتون) عدواً لا يقل خطراً عن أي مقاوم، وخططت لاستهدافها كما تخطط لأي عمل عسكري".

في مواجهة هذه الحرب المفتوحة، يظل المزارع الفلسطيني هو خط الدفاع الأول عن أرضه وزيتونه، مدعوماً بحملات التضامن مثل حملة "إحنا معكم"، و"فزعة" التي تهدف إلى مساعدة وحماية المزارعين في المناطق المهددة قرب الجدار ومستعمرات المغتصبين.
هي معركة وجود بامتياز، معركة يؤكد فيها الفلسطيني أن جذره في هذه الأرض أعمق من كل معاول العدو وآلات حربه.

  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر