مـوقع دائرة الثقافة القرآنية – تقارير – 24 شعبان 1440هـ

للعام الخامس على التوالي يستقبل شعب الإيمان والحكمة شهر رمضان المبارك على وقع أصداء معركة الجهاد المقدس الذي يخوضه في مواجهة العدوان الكوني على اليمن الأرض والإنسان بقيادة قوى الاستكبار العالمي وعملائها، لا سيما الشيطان الأمريكي، وربيبته الفاسدة إسرائيل، وأخواتها من ممالك ومشيخات وإمارات النفط الخليجي الوهابية الإرهابية.

وإذا كان شهر رمضان -بما يمثله من فريضة إيمانية وجهادية- يرتبط ارتباطًا مباشرًا بمفاهيم الجهاد، ومحاربة النفس، وكبح الشهوات؛ فإن الأحرى بالإنسان المؤمن أن يغتنم هذه الفرصة العظيمة بالانهماك في بناء النفس، وتهذيب الذات، وتنقية السلوك من الانحرافات، والتحلي بالصبر، والتنكر للذات، والتطلع والسمو بالغاية نحو ذات الكمال المطلق، واستمداد الثقة والقوة من المولى (سبحانه وتعالى) والتوكل عليه.

 إن من يتأمل اليوم واقع الشعب اليمني المؤمن الصابر الصامد وهو يواجه أعتى عدوان عرفته الدنيا، سيلاحظ بجلاء ووضوح تجسيدًا جهاديًّا مدهشًا، ومصداقًا لكلام الله سبحانه وتعالى: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ(.

إذن ها قد هلّ الهلال الرابع للشهر المبارك، شهر الجهاد والعبادة والتقوى والمغفرة، وقبله بأيام ولج اليمنيون عامهم الخامس من الصمود.. وهاهم يستقبلون هذا الضيف العزيز بروح إيمانية أكثر تصديقا وجهادية، أكثر صبرًا وثقة بالنصر، أكثر عزيمة ويقينًا؛ وهو ما يمكن قراءته في هذا التزامن الرباني بين دخول الشهر الكريم هذا العام والتحوّلات المهمة والكبرى في مسار المعركة الجهادية التي يخوضها اليمنيون مع العدو على كل الأصعدة، وفي مختلف الجبهات منذ أكثر من أربع سنوات.. تحولات جديرة بالتوقف لقراءة تفاصيلها حرفًا فحرفًا، لا سيما ما يتصل منها بالجوانب العسكرية للجهاد، والانتصارات المتلاحقة التي سجلها ويسجلها مجاهدو الجيش واللجان الشعبية في مختلف الجبهات، والتحول النوعي في مسار معركة النفس الطويل وفق بوصلة النصر الحتمي لهذا الشعب وتضحياته الكبيرة بعد سنوات من التضحية، والجهاد، والصبر، والصمود، والإباء في ملحمة لم يعرف التاريخ المعاصر لها مثيلا.

تقرير: علي الأهدل