مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله
مدرسة الشهادة وموسم الوفاء للشهداء: طريق النصر والكرامة والصمود في مواجهة الطغيان

مـوقع دائرة الثقافة القرآنية - تقارير – 15 جمادى الأولى 1447هـ
قراءة في كلمــة السيــد القائــد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي "يحفظه الله" بمناسبـــة الذكـرى السنويـــة للشهيــــد

 . تقرير | صادق البهكلي

في كلمته بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد، استعرض السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي معاني الشهادة باعتبارها ذروة العطاء في سبيل الله، مؤكداً أن الشهداء يمثلون مدرسةً خالدة في التضحية والصمود وجسراً لعبور الأمة نحو النصر والكرامة في مواجهة الطغيان. يتناول القائد في كلمته أهمية الوفاء للشهداء، ودورهم الحاسم في بناء إرادة الأمة ووعيها، ويبرز كيف أن إحياء ذكراهم وتجديد مسيرتهم يلهم الأجيال ويحصن المجتمع من الذل والاستسلام، ويوجه الشعوب للمضي في طريق الجهاد والثبات أمام التحديات والمخاطر التي تتربص بها من قبل قوى العدوان والاستكبار.

  • الشهادة فوزٌ عظيم وتكريمٌ إلهي لمن صدقوا عهدهم مع الله

في كلمته بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد14437هـ، استحضر السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي البعد الإيماني العميق للشهادة بوصفها ذروة العطاء الإنساني في سبيل الله تعالى، مستندًا إلى قوله سبحانه: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} [الأحزاب: 23]. وأكد في مستهل كلمته أن هذه المناسبة التي تستمر أسبوعًا كاملًا تمثل محطة سنوية لتجديد الوفاء والعرفان لتضحيات الشهداء، وتقديرًا لعظيم عطائهم في سبيل الله، ودفاعهم عن قضايا الأمة ومقدساتها. وشدد السيد القائد على أن الشهادة ليست خسارة كما يتوهم البعض، بل هي فوز عظيم وتكريم إلهي رفيع يمنحه الله لعباده المخلصين الذين صدقوا في عهدهم، مضيفًا أن الشهداء أحياءٌ عند ربهم يُرزقون في ضيافةٍ دائمةٍ ونعيمٍ لا يفنى. ومن خلال استدعائه للآيات القرآنية المباركة، أبرز السيد القائد أن روح الشهادة تشكل مدرسة متكاملة من الإيمان والوعي والمسؤولية، وأن إحياء ذكراهم هو إحياءٌ لقيم التضحية والصمود التي بها تحفظ الأمة عزتها واستقلالها.

  • الذكرى السنوية الشهيد مواساة لأسرهم وأقاربهم

وأشار السيد القائد إلى أن من أهم الآثار النفسية والاجتماعية للذكرى السنوية للشهيد فيما تقدمه من مواساة عظيمة ومشاعر عزاء سامية لأهالي الشهداء ورفاقهم، إذ يمنحهم الإيمان بما وعد الله سبحانه وتعالى به الشهداء من حياة طيبة وسعيدة، وتكريم معنوي ومنزلة رفيعة، رافعة معنوية كبيرة لأسرهم.

 فالشهداء، انتقلوا إلى حياة أسعد وأكرم من الحياة الدنيا، ونالوا بذلك فضل الله ورعايته، ما يجعل ذويهم يفرحون لهم بدلًا من أن يكتفوا بالحزن والأسى، إدراكًا بأنهم فازوا بمقام الشرف الإلهي واستحقوا مكانة رفيعة وحياة هنيئة.

وترتقي هذه المعاني، لتتعدى مجرد العزاء، فتصبح حافزًا عظيمًا يدفع الآخرين للجهاد في سبيل الله بلا تردد، إذ إن الله سبحانه وتعالى منح الشهداء تكريمًا خاصًا وحياة أفضل من الدنيا، ما يُزيل عن المجاهدين عوائق الخوف النفسي ويمنحهم جرأة وثباتًا في مواجهة التحديات.

 بهذه الروح، يصبح الإقدام في سبيل الله دليلًا على التحرر من سطوة العدو، الذي يجعل من الجبروت، والقتل، والاستهداف للناس وسيلةً لإذلالهم، واستعبادهم من دون الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، وحينما يرون في الذين يتحرَّكون في سبيل الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" أنهم لا يرهبونهم، لا يخافون منهم، أنهم قد تحرروا من عقدة الخوف والذل، التي يسلِّطونها على المجتمعات كوسيلة لإخضاعها، واستعبادها من دون الله، لهذا أهمية كبيرة جداً في تغيير هذه المعادلة، تتحوَّل إلى حافز ودافع للجهاد في سبيل الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى".

  • الشهادة مرتبة إيمانية عليا وثقافة حياة في مواجهة ثقافة التدجين

ويؤكد السيد القائد على أن الشهادة في سبيل الله تمثل ذروة الإيمان، إذ يبلغ المؤمن من خلالها مرتبة الاستعداد التام للتضحية بنفسه نصرةً للقيم والمبادئ الإلهية، مستشهداً بقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ... وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ﴾ [التوبة:111]، لافتاً إلى أن هذا العطاء هو العلامة الفارقة للمصداقية الإيمانية، وأن الشهادة ليست نقيضاً للحياة أو حثاً على الموت كما يدَّعي البعض، بل هي عنوان للحياة الحقيقية، لأن من ينالها ينتقل إلى مستوى أشرف وأكرم وأهنأ من الحياة الدنيوية، حياة تليق بكرامة الإنسان وعلو مرتبته أمام ربه.

ويرى السيد القائد أن الأمة التي تتسلح بروح الجهاد والشهادة، تصنع لنفسها الحياة الحرة الكريمة، وتدفع عن وجودها المخاطر والمهالك بثبات واستبسال، فتغدو أمة منيعة ترفض الذل والخنوع لعدوها. كما يؤكد أن الشهادة تشكّل مناعة للأمة من الفناء المقترن بالذل؛ فهي ليست بديلة عن ثقافة الحياة، بل عن ثقافة التدجين التي تحيل الأمة إلى قطيع مذعن يذبح هدراً في المجازر الجماعية التي لطالما شهدها تاريخ المسلمين عندما تخلوا عن الجهاد وتحولت الشهادة في وعيهم إلى خسارة؛ فذاقوا صنوف الاستباحة والقتل والاستسلام للمغول والصليبيين ثم قوى الاستعمار الحديث. استدعى القائد من كتب التاريخ حوادث إبادة المغول في بغداد وغيرها، وفجائع الحملات الصليبية وما تلاها من استعمار دموي، مبيناً أن الأمة قدمت ملايين الضحايا من غير قتال أو موقف، وأن هذا الفناء المجاني يتكرر حين يُفتقد الجهاد وتُهمَّش ثقافة الشهادة.

ويضيف السيد عبد الملك (يحفظه الله) أن ما يزيد خطورة هذه الحالة اليوم هو استغلال أبناء الأمة وتحويلهم إلى قرابين تُقدَّم على مذبح مشاريع أمريكا وإسرائيل، حيث يتم تجنيد وتحفيز الكثيرين بعناوين مضللة وإغراءات مادية ليكونوا أدوات في تنفيذ مخططات العدو دون وعي أو مقاومة حقيقية، بينما يغيب التحفيز والدعم لمن يجاهد دفاعاً عن أهداف الأمة ومبادئها.

 وفي تعليقه على ذلك، بيَّن السيد القائد أن الشهادة في سبيل الله هي البديل الحقيقي عن استغلال الأمة ووقودُها لصناعة كرامتها ومواجهة استعبادها، وهي الطريق الفعلي للحياة الحرة الكريمة جديرة بالإنسان وهويته الإيمانية، وليست مجرد فكرة عن الموت كما يحاول الأعداء تصويرها.

الشهادة في سبيل الله: استثمار الرحيل المحتوم، وتجسيد للقضية والإرادة الحرة

أن الواقع البشري كما يرى السيد القائد محكوم بحتمية الرحيل عن هذه الحياة، إذ لا يكاد يمر يوم إلا ويرحل فيه الآلاف بسبب الحوادث أو الأمراض، فأسباب الموت متعددة والمآل واحد. غير أن الشهادة في سبيل الله تمثل استثمارًا عظيمًا لهذا الرحيل المحتوم، حيث يختار الإنسان أن يكون موته ثمرة لقضية عظيمة وموقف حق يخلّد أثره في الدنيا والآخرة، فيغدو انتقاله من الحياة الدنيوية إلى البرزخ رحيلًا أرقى وأسمى، انتقل فيه من حالة الفناء الطبيعي إلى مكسب أبدي نافذ القيمة والمعنى.

ويرتبط هذا المسار، كما يشدد السيد القائد، بقضية عادلة ينطلق من أجلها المرء مجاهدًا في سبيل الله سبحانه وتعالى، متحررًا من كل ما يكبل إرادته، معتمدًا على هدي الله تعالى وأوامره.

فالشهداء يتحركون دفاعًا عن الحق، وعن المستضعفين، وعن قيم الخير، فيواجهون الطغاة والمجرمين وأهل الباطل من أعداء الإنسانية، ويضحون من أجل حماية المجتمع وردع الشر والطغيان الذي يتهدد حياة الناس وأمنهم واستقرارهم. وفي زمننا الحاضر، يظهر جليًا كيف يمارس الطغاة وأنظمتهم الظلم والإجرام على المجتمعات العزلاء، مستهدفين الأرواح والممتلكات والأعراض في إطار أهداف شيطانية خبيثة تسعى لاستعباد البشر ونهب الأوطان.

هؤلاء الشهداء أصحاب المواقف الحرة، هم الذين يشكلون نماذج فريدة في العطاء والتضحية، يضربون الأمثلة في البطولة والوفاء والثبات، وتصبح سيرهم ووصاياهم مدرسة خالدة للأجيال، يحيون معاني القيم، ويحققون انتصارات وبطولات ترفع من عزّة الأمة وكرامتها، وتبقي الروح المعنوية متقدة والنية صلبة لا تنكسر أمام التحديات.

وفي المقابل، تبقى المجتمعات التي تتهيّب التضحية وتخشى تقديم الشهداء رهينةً للذل والانكسار والتردد، وتعرض نفسها للمخاطر الأكبر، فلا تحيا بكرامة ولا تصون إرادتها، ويُثبت التاريخ أن الأمة التي تتجنب المواجهة وتخنع أمام أعدائها تخسر عزتها وتعزّز حالة الهوان والوهن فيها.

أما البناء الإيماني المتصل بالله، فيمنح الأمة هذه الروح العالية والشجاعة والصلابة، ويثني عليها القرآن بمواقف الربانيين الذين لم يهنوا أمام التحديات ولا استكانوا رغم المصاب، فالمؤمنون وفق ما يؤكد السيد القائد، ينطلقون بعزة إيمانية وكرامة إنسانية، يثبتون أمام الأحداث الكبرى، وتبقى إرادتهم أقوى من كل مظاهر الانكسار أو الوهن، لأنهم يحملون روح الشهادة في سبيل الله، ويعتبرونها الاستثمار الحقيقي للرحيل الذي لا مفر منه في حياة البشر.

  • ثمار التضحية في سبيل الله: نصرٌ في الدنيا ونعيمٌ أبدي في الآخرة

يشير السيد القائد في خطابه إلى أن التضحية في سبيل الله تمنح الأمة ثمارًا عظيمة في الدنيا والآخرة، إذ يعد الله الذين يصدقون في جهادهم ويقدّمون الشهداء بأن يهبهم النصر، والعز، والتمكين، كما وعد في قوله سبحانه وتعالى: ﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ [محمد: 7]، و﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ﴾ [الحج: 40]. ويؤكد القائد في سياق حديثه أن هذه الوعود الإلهية ليست مجرد نظريات، بل حقائق أثبتها الواقع في مسيرة الأمة القرآنية، إذ رغم جبروت الأعداء وطغيانهم، بقيت إرادة المجاهدين عصية على الكسر، وتحقق للأمة النصر والعزة نتيجة العطاء والشهداء، وكانت الثمرة الكبرى ما منَّ الله به عليها من انتصارات ونقلات عظيمة رفعت مكانتها بين الأمم.

ويستعرض السيد القائد الشواهد التاريخية والمعاصرة في مقدمتها المسيرة القرآنية التي تثبت أنّ المجتمعات التي تتحرك في سبيل الله، وتجاهد وفق تعليماته وتوجيهاته، تنال ثمرة التضحية وتُحاط بالتأييد الإلهي، وتحظى بالنصر في مواجهة قوى الشر والعدوان التي تفتقد لقيم الرحمة والعدل والخير، وتسعى لإذلال الناس واستغلالهم.

 ويشدد السيد عبد الملك على أن منهج الجهاد والشهادة في سبيل الله ليس مسارًا للمشكلات أو الأزمات، بل هو سبيلٌ لمواجهة صراعٍ حتمي قائم في الواقع البشري، يختبر إرادة الأمة أمام مخاطر مستكبرة وظالمة لا تؤمن بقيم الخير والرحمة، وتستخدم الطغيان والإجرام وسيلة لاستعباد البشرية.

وفي هذا السياق، يوضح السيد القائد أن النجاة الحقيقية للمجتمعات والأمم لا تأتي إلا بالتحرك وفق هدي الله، وإرساء قيم العدل والإحسان والخير، ومواجهة قوى الشر المتجردة من القيم الإنسانية والدينية، التي تزداد طمعًا بالأمة كلما فرطت في مسؤولياتها المقدسة، ومسارها الإيماني والتزامها بصناعة الخير والعدل والكرامة في واقع البشرية. ويبين القائد أن التخلي عن هذه القيم يجعل الأمة في حالة ضعف تستدعي أطماع أعدائها، حتى تغدو هدفًا للقوى الحاقدة والمجرمة، بينما التمسك بمبادئ الجهاد والتضحية يضمن لها النصر في الدنيا، ويهيئ لها السعادة الأبدية في الآخرة كما وعد الله تعالى عباده المؤمنين.

  • واقع الأُمَّة بين الاستهداف ومخاطر الاستسلام

يشير السيد القائد في كلمته إلى واقع الأُمّة الإسلامية اليوم، وما تعيشه من تشرذم، وتفرقة، وانقسام، فضلًا عن الفجوة الواسعة في الوعي وازدياد عدد العملاء المتواطئين مع الأعداء من داخلها، وهو الواقع الذي أوقعها في دائرة الاستهداف الدائم وحوّلها إلى مطمع لقوى الشرّ والطغيان. يؤكّد السيد القائد أن هذا الواقع لا يتيح للأمة حماية نفسها أو دفع شرور أعدائها إلّا عبر التمسك بمنهج الجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى، ورفض الاستسلام والمساومة والخنوع. فهذه الخيارات الأخيرة لا توفر للأمة أي درجة من الحماية أو الأمان، بل تزيد من حجم الأخطار المحدقة بها، على عكس الجهاد الذي يُعدّ مسؤولية مقدسة وضرورة استراتيجية تصون كيانها وتثبت عزتها.

ويلفت النظر إلى خطورة المشروع الصهيوني الذي يتزعمه اليهود، والذين جاء في القرآن الكريم أنهم الأشد عداوةً للمؤمنين، ويصف كيف يسعى هؤلاء لإبادة الأمة وإفسادها وإضلالها واستعبادها، عبر فرض معادلة الاستباحة وجعلها مقبولة في وعي الأجيال، فلا يعادون إلا من يرفض هذه الهيمنة أو يقاومها. ويذهب السيد القائد إلى أن معظم الأمة الإسلامية وصلت إلى مستوى مؤلم من الذل والهوان، وهي التي تمتلك كل مقومات النهوض والانتصار لو فعلت عوامل القوة الكامنة فيها وسارت على نهج الله ودينه. كما يوضح أن الصهيونية العالمية لم تكتف بالعدوان على فلسطين فحسب، بل إن الشعب الفلسطيني جزء من معركة أوسع، تستهدف جميع الأمة ومقدساتها وأوطانها، وأن هذا المشروع الإجرامي مستمر بأذرعه المختلفة، من الأمريكي والبريطاني وغيرهم، في محاولة مستمرة لإخضاع المنطقة وهويتها، مما يجعل الجهاد والفعل الواعي مسؤولية كل مسلم يسعى لصون كرامة الأمة واستعادة حقوقها المشروعة.

  • تورط دولي وتواطؤ مخزٍ في العدوان على غزة

كما سلط السيد القائد الضوء على الأبعاد الدولية والإقليمية الخطيرة المتصلة بالعدوان المستمر على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مستنداً في ذلك إلى تقارير موثقة صدرت عن جهات أممية. فقد كشف تقرير المقررة الأممية الخاصة بالأراضي الفلسطينية عن تورط ستين دولة بشكل مباشر أو غير مباشر في جرائم الإبادة بحق الفلسطينيين خلال العامين الأخيرين، بينها عدد من الدول العربية. وتصدرت الولايات المتحدة قائمة الداعمين للعدو الإسرائيلي، إذ قدمت كل أشكال الدعم والمساندة، بل كانت شريكاً كاملاً في كل ما حل بالشعب الفلسطيني من مظالم، وإبادات جماعية، وعدوان سافر، ولم تتردد في تعطيل الجهود الدولية الرامية لإيقاف العدوان باستخدام "الفيتو" في مجلس الأمن سبع مرات متتالية. كما كانت أمريكا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا من أبرز مزودي العدو بالسلاح، إلى جانب ستة وعشرين دولة أخرى شاركت في إرسال شحنات الأسلحة لإدامة آلة القتل الصهيونية، في حين استمرت عدة دول عربية في علاقاتها وتجارتها مع العدو رغم بشاعة ما يرتكبه بحق أبناء الأمة.

وتوقف السيد القائد عند ذكرى وعد بلفور باعتباره محطة كاشفة عن الدور البريطاني-الأمريكي والغربي في تمكين الصهيونية من احتلال فلسطين وما قابله من تواطؤ عربي وإسلامي وفقدان للرؤية والمسؤولية، مشدداً على استمرار الغفلة والتخاذل حتى في ظل مجازر وإبادة رهيبة ارتكبها العدو خلال العامين الماضيين بحق سكان غزة، بينما استفاقت شعوب حية في أرجاء العالم – حتى في أوروبا وأمريكا – وخرجت بمئات المظاهرات الداعمة لفلسطين، وضغطت على حكوماتها، وغيَّرت الكثير في توجهات الرأي العام، فيما استمرت حالة الجمود والانقياد في أوساط أنظمة عربية كان يفترض بها أن تكون أكثر وعياً وحركة وغيرة على مقدسات الأمة وقضيتها المركزية.

كما تناول مظاهر العمل الممنهج والدؤوب في هذه الدول لتدجين جماهير الأمة وإخماد روح المقاومة وشيطنة القوى والنخب الحية والمجاهدة. وأبرز صور التنسيق بين بعض الأنظمة العربية وأمريكا وإسرائيل في الحملات الإعلامية والدعائية ضد كل من يقف مع فلسطين أو يدعم مقاومتها، حيث يجري تشويه المواقف الحرة ووصمها وفق المنطق الإسرائيلي والأمريكي، وتحديداً تجاه الجمهورية الإسلامية في إيران التي لم ترضخ للهيمنة الأمريكية ووقفت بصدق وعز مع الشعب الفلسطيني، ليصبح كل صوت حر في الأمة يُتهم بأنه أداة أو ذراع لإيران.

ولفت السيد القائد إلى أن خيوط هذه المنظومة العدوانية لا تقتصر على فلسطين وحدها، بل تُمارس أدواراً مشابهة في مناطق أخرى من العالم الإسلامي كالسودان، حيث تُرتكب أبشع الجرائم بحق البشر بدعم ومباركة نفس القوى الدولية المناصرة للعدو الإسرائيلي، لتغذية الفرقة والصراعات وتفخيخ المجتمعات العربية والإسلامية من الداخل.

وأكد أن الإدراك الواعي لهذه الحقائق يفرض على الأمة مواصلة السير في الاتجاه الصحيح، والانطلاق من هدى الله ومبادئ القرآن الكريم في تحديد العدو الحقيقي والتصدي لكل أشكال التواطؤ والتضليل، مبيناً أن كل من وقف مع العدو الصهيوني أو ناصر معسكر الفتنة واستهدف رموز المقاومة، خاسرٌ ومفضوح المصير، كما وعد الله في كتابه الكريم. كما شدد على أهمية الاستمرار في البناء والاستعداد للجولات القادمة في المواجهة مع العدو المتغطرس وكل من يتورط في مشروعه التآمري، منوهاً بالدور المشرف لشعب الأمة الذي وقف بصدق وشجاعة إلى جانب القضية الفلسطينية وضد الإبادة الجماعية والإجرام الممنهج، فكان بذلك نموذجا يحتذى في التاريخ الحديث للأمة الإسلامية.

  • استمرار المواجهة وضمان الوفاء للشهداء

في ختام كلمته بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد، شدد السيد القائد على حتمية الجولة القادمة من المواجهة مع العدو الإسرائيلي، مؤكداً أن الاستقرار والأمن والسلام في منطقتنا لا يمكن تحقيقها طالما بقي الكيان الإسرائيلي غاصباً لفلسطين وممعناً في تنفيذ مخططاته الصهيونية ضد الأمة الإسلامية.

ودعا السيد القائد إلى مواصلة الأنشطة المتنوعة والفاعلة، وأثنى على الوقفات القبلية الرائعة التي عبّرت عنها قبائل اليمن الأبية في هذه الأيام، مشيداً بروح الاستعداد والجاهزية والوفاء لأرواح الشهداء. وأكد في ختام كلمته على ضرورة العناية بأسر الشهداء واستشعار المسؤولية تجاههم، والاهتمام الكبير بإحياء هذه المناسبة على مدى أسبوع الشهيد، مع الاستفادة مما تبثه القنوات الفضائية من سير الشهداء ووصاياهم والوثائقيات المهمة والمفيدة، وكذا جميع الأنشطة المتعلقة بهذه الذكرى، لما تمثله من قيمة روحية ووطنية تعزز الصمود وتعبر عن الوفاء لقوافل الشهداء.

  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر