كان ‹عليه السلام› موصوفاً من أيام صباه بفضل القوة والشدة والبأس والشجاعة فقد آتاه الله بسطة في العلم والجسم.
فقد روي أنه ضرب رجلاً بنجران بالسيف فأخرجه من بين رجليه، فقال رئيسهم: استروا ضربة هذا العلوي، فوالله لئن رآها الناس لا تناصروا
ومع قوته تلك اقترنت الشجاعة العلوية التي ازدانت بأفضل أنواع الصفح والعفو، فقد كانت شجاعته تشبه شجاعة جده علي ‹عليه السلام› فكان صورة طبق الأصل لشجاعة وبطولة فارس الإسلام وبطل بدر وأحد والخندق وخيبر.
فقد قال لأصحابه يوماً وهو يحثهم ويوجب عليهم قتال القرامطة: ما يجزعكم من عدوكم وأنتم ألفا رجل؟!.. فقالوا: إنما نحن ألف! فقال ‹عليه السلام›: أنتم ألف وأنا أقوم مقام ألف، وأكفي كفايتهم.
وله ‹عليه السلام› ليلة مع القرامطة تشبه ليلة الهرير لعلي ‹عليه السلام› في النهروان مع الخوارج.
وفي إحدى المعارك مع آل يعفر وهو في قلة من أصحابه هجم عليهم حتى خالطهم بأصحابه وقتل حامل رايتهم وهزمهم؛ فتعجب الناس من شجاعته تلك، فلما بلغ الهادي ‹عليه السلام› قال: ويحهم، ما يعجبون من ذلك، ولو كان معي ألفا رجل وخمسمائة فارس مؤمنين صابرين لدوخت بهم عامة الأرض.
ومن مواقفه الشجاعة: كان ‹عليه السلام› إذا طلع على ظهر فرسه لم تقم له قائمة، وهجم عليه العدو بـ (ريدة) فانهزم عنه أجناده فثبت في وجه عدوه في عدة يسيرة من أصحابه، ولما رأى من انهزم عنه ثباته ونكايته في عدوه عطفوا وحمل فقتلهم مقتلة عظيمة وقال في ذلك اليوم:
الخيل تشهد لي وكل مثقف
بالصبر والإبلاء والإقدام
حقا ويشهد ذو الفقار بأنني
أرويت حديه نجيع طغام
نهلا وعلا في المواقف كلها
طلبا لثأر الدين والإسلام
حتى تذكر ذو الفقار مواقفا
من ذي المعالي السيد القمقام
جدي علي ذي الفضائل والنهى
سيف الإله وكاسر الأصنام
صنو الرسول وخير من وطئ الثرى
بعد النبي إمام كل إمام
من كتيب "الإمـام الهـادي (علية السلام) صورة مُوجزة " للاستاذ يحيى قاسم ابو عواضه
بعض صفات الإمام الهادي ‹عليه السلام› قوته وبأسه وشجاعته
