مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

قد يأتي طفرة أحياناً نريد أن نعمل شيئاً فنرسل طلاباً إلى الخارج، نرسلهم قبل أن نعرِّفهم من نحن ومن أولئك الذين سيذهبون إليهم، فيعودون بنظرة عكسية، حتى ولو أصبح لديه خبرة لم يعد يطمح إلى أن يخدم هذه الأمة؛ لأنها عنده ليست شيئاً، أصبح معتزاً بأولئك، منبهراً بأولئك، يعظِّم أولئك، ويحتقر هذه الأمة، ويمتهنها، هي أمة ليست جديرة بأي شيء من قبله، فيعود ساخطاً على هذه الأمة، ليس ساخطاً لأنها لماذا لا تبني نفسها، أصبح يزدريها هكذا. ولو كان لا يزال في قلبه ذرة من إحترام لهذا المجتمع، أو اهتمام بشأنه لانطلق هو أن يفيد بخبرته هذا المجتمع.

نستقدم الخبراء من هناك لكن أولئك يعرفون من هم ومن نحن، لاحظ الفارق يأتي خبراء وهم يعرفون من نحن، نحن أمة لو ننهض، لو يخلصون لنا، لو يخلصون معنا فبين أيدينا كتاب عظيم، بين أيدينا دين عظيم قد نشكل خطورة على حضارتهم، هم يخرجون إلينا وهم يحتقروننا وحريصون على ألا نعلم شيئاً إلا فضلات معرفتهم التي فقط تؤهلنا لأن نكون سوقاً استهلاكية لمنتجاتهم، هي مجرد أن تعرف كيف تشغل منتجاتهم فقط لا كيف تصنع مثلها، أو كيف تنافسهم في التصنيع على نحوها.

عندما نرسل طلاباً إلى الخارج منحاً دراسية أيضاً وهم جاهلون، ولا نشرح لهم أي مجتمع سيصلون إليه، في الوقت نفسه مما يعزز المسألة ويزيد الطين بلّة هو أنهم لا يحظون برعاية، بل يشكون كثيراً ويعانون كثيراً من اختلاس مساعداتهم المالية، وسرق للمساعدات، وتأخير لها، وأرقام بسيطة، فيعيشون هناك [أزمات مالية كبيرة] فيعود وهو كتلة من الازدراء لهذا المجتمع، ولهذه الدولة.

يوم كنا في مجلس النواب كانت تأتي شكاوى كثيرة من طلاب في مختلف البلدان، يشكون من أن مساعداتهم تتأخر، أزمات مالية معيشية كثيرة يعانون منها بسبب تأخير مساعداتهم، وقلة مساعداتهم، ومماطلة السفارات والملحقيات الثقافية في صرفها، والأخذ منها، كانت تأتي شكاوى كثيرة.

عندما يعود الطالب ماذا يمكن أن يعمل؟ قد يأتي - ولازدرائه لهذه الأمة، ولهذه الدولة - يعمل لمصلحة نفسه فقط، وإذا ما عمل داخل مؤسسة حكومية مثلاً، داخل مصنع فإنه يهتم بنفسه فقط، لا يحمل أي مشاعر من الإهتمام بواقع هذه الأمة، وأن يعمل على رفعتها، وأن يخلص لها، وأن ...

فرح الناس عندما أصبح لدينا عطلة يومين، فرحوا، بينما كان العمال في ألمانيا وفي اليابان يصيحون: لا، عندما تكون ساعات العمل قليلة، لا، يريدون أن تكون ساعات العمل طويلة! في اليابان عندما كانوا يرسلون طلاباً كان اليابانيون يحرصون على أن يحافظوا على هويتهم، وتقاليدهم كشعب متميز بتقاليده وهويته، هو شعب ظُلم من قبل الآخرين، من قبل الغرب، ظلم من قبل أمريكا، فيرسلوا طلاباً على مستوى كبير من الوعي، يفهم من هو، ويفهم ما هي مهمته، هو أن يسافر في رحلة ومنحة دراسية وأن يتعلم حتى ولو عند أعدائه لكن يتعلم ليعرف في الأخير كيف يضربهم، يتعلم ليعرف كيف يبني بلاده، فيصبح ذلك الشعب الذي قُهر على أيديهم يقهرهم هو في ميادين الإقتصاد.

الدولة نفسها كانت تهتم بالطلاب اليابانيين، تعطيهم مساعدات كبيرة، ورعاية كبيرة، كذلك الصين كانت تعمل فيعود الياباني وهو ياباني لم يتأثر، يعرف ما حصل في [هيروشيما] وفي غيرها، ما حصل من تدمير لدولة كانت تمثل إمبراطورية كبرى في شرق آسيا، فعادوا وهم لم يتأثروا، عادوا وهم يحملون اهتماما بأمتهم، ويعملون بجد من أجلها.

الدولة نفسها إذا كان الكبير هو يحمل المشاعر نفسها حتى ولو بدى في الصورة مستسلماً، وهو الشيء الذي نقول: نحن لم نلمس شيئاً، فمتى ما صدرت كلمات براقة من زعيم، أو كذا...، أنظر إلى الواقع ستلمس إذا كانت هذه الكلمات لها أثرها، هي كلمات تنطلق من أعماق نفسه، أو أنها فقط قد تكون خداعاً أنظر إلى الواقع ماذا يعمل على صعيد الواقع؟ وهو من يملك القرار في هذا الشعب أو ذاك، ماذا يعمل؟!

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من نحن ومن هم

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.

بتاريخ: شهر شوال 1422هـ

اليمن – صعدة


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر