مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

   درس الإثنين

 

تابع...لا عذر للجميع أمام الله

 

ألقاها السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه

 

  • نقاط هامة للمراجعة وربطها بالواقع

 

  • مفهوم مهم جدا و كبير جدا

 

  • الدين دين متكامل, دين مترابط،ما معنى هذه العبارة ؟

 

  • ماهو الإيمان ببعض و الكفر ببعض ؟

 

 

الربا أليس من المعروف أن بني إسرائيل هم كانوا المشهورين بالتعامل بالربا؟. التعامل بالربا الآن أصبح طبيعياً وأصبح تعاملاً اقتصادياً طبيعياً داخل البلدان العربية كلها، البنوك في البلدان العربية تتعامل بالربا بالمكشوف، والشركات تتعامل بالربا بالمكشوف. ألم يُفسِد بنو إسرائيل حتى العربَ أنفسَهم؟ وحتى جعلوا الربا الذي قال الله في القرآن الكريم وهو يحذر منه: { يا أيها الذين امنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربى إن كنتم مؤمنين، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} (البقرة الآية 278 - 279) يتهدد بحرب من جهته و من جهة رسوله لمن يتعاملون بالربا، ثم يصبح الربا شيئاً طبيعياً.

السفور والتبرج، تجد بعض النساء في القاهرة وفي معظم العواصم العربية، وبدأ في صنعاء بشكل  متدرج كل سنة أسوء من السنة الماضية، أصبح شيئاً طبيعياً، لا تفرق بين المرأة المسلمة و المرأة اليهودية، لا تفرق بينهن شكلهن واحد، ثقافتهن واحدة، زيهن واحد، أليس هذا من إفساد اليهود؟.

ثم إذا وجدنا أنفسنا على هذا النحو فإن معنى ذلك بأن مَن هم في الدنيا أذلاء تحت من باءوا بغضب من الله أنه ربما قد غضب على هؤلاء أكثر مما غضب على أولئك.

فإذا كان هؤلاء ينتظرون الجنة وهم من غضب عليهم في الدنيا، والغضب من الله لا يأتي هكذا حالة لا أحد يعلمها، آثارها تظهر، الغضب من الله، السخط على عباده على أحد من عباده تظهر آثاره  بشكل ملموس، إن الله قال: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} (طـه:124) أليس وضع الأمة العربية وضعاً سيئاً جداً في حياتهم المعيشية، في كل شؤونهم؟. أصبح العربي لا يفتخر بأنه عربي، من هو ذلك الذي يفتخر بأنه عربي؟. هل أحد أصبح إلى درجة أن يفتخر بأنه عربي؟. أصبح العربي الذي يتجنس بجنسية أمريكية أو بريطانية يفتخر بأنه استطاع أن يتجنس أن يأخذ الجنسية الأمريكية أنه عربي أمريكي، لكن العربي الأصيل العربي الذي لا يزال عربياً أصبح لا يرى بأن هناك بين يديه ولا في واقع حياته ما يجعله يفتخر بأنه عربي؛ لأنهم ابتعدوا عن الشرف الذي قال الله {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ} يقول المفسرون في معناها: وإنه لشرف لك وشرف لقومك أن يكونوا هم من يتحملون هذه الرسالة العظيمة. أي أن الله أعطى العرب أعظم مما أعطى بني إسرائيل، أن الله منح العرب من النعمة ومنحهم من المقام أعظم مما منح بني إسرائيل في تاريخهم، ولكن العرب أضاعوه سريعاً، ومن بعد ما مات الرسول (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) بدأت إضاعتهم لهذه الرسالة التي هي شرف عظيم لهم.

ثم نحن هكذا جيلاً بعد جيل بعد جيل إلى الآن، وفي هذا الزمن تجلى بشكل كبير تجلى بشكل واضح آثار تقصيرنا مع الله سبحانه وتعالى، آثار إهمالنا لديننا، آثار عدم استشعارنا للمسئولية أمام الله، ظهرت آثاره على هذا الشكل المؤسف الذي أصبحنا إلى درجة لا نكاد أن نعي ما يقال لنا، ولا كيف نواجه الخطر الذي يتهددنا.ارجع إلى القرآن الكريم ثم ارجع إلى الأخبار فانظر أين موقعك؟. من الذي احتل موقعك في العالم؟. هم الألمان والفرنسيون والأمريكيون والبريطانيون والكنديون والأسبانيون وغيرهم، هم من ملئوا البحر من حولك، وملئوا الخليج من حولك، هم من أخذوا مواقع داخل بلادك، هم من أخذوا قواعد عسكرية في أرض الحجاز وفي غيرها، هذه هي مواقعك أنت أيها العربي أين مواقعك هناك، أنت الذي كان  يجب أن تملأ البحار قواعدك، وأن تملأ البر في أوروبا وأمريكا بقواعدك العسكرية لو كنت متمسكاً بدينك، لو كنت تعرف الشرف العظيم الذي وهبك الله إياه. فلما فرطنا أصبحنا على هذا الحال.

أريد أن أقول هذا وأنا على ثقة أن هذا هو الواقع الذي نحن عليه؛ ليفهم أولئك الذين يرون أنه ليس هناك أي شيء، وأنه ليس هناك وضعية خطيرة. نحن في وضعية خطيرة مع الله، نحن في وضعية خطيرة جداً مع الله، ونحن في وضعية خطيرة جداً أمام أعدائنا، ونحن في وضعية خطيرة في تفكيرنا وثقافتنا، نحن تحت الصفر، ولا أدلّ على ذلك من أننا نرى أنفسنا جميعاً - بما فينا الزعماء - لا أحد منهم يجرؤ على أن يقول كلمة قوية في مواجهة اليهود.

الزعماء هؤلاء الكبار الذين يبدون كباراً أمامنا، ويبدون جبارين علينا، ويبدون عظماء أمامنا، ألست أنت تراهم صغاراً جداً أمام إسرائيل؟. تراهم صغاراً جداً في مؤتمرات القمة عندما يجتمعون؟. ترى كيف أن الآخرين يستصغرونهم ويحتقرونهم، رئيس أمريكا أي مسؤول في بريطانيا أو فرنسا، رئيس وزراء إسرائيل عندما يجتمع زعماء المسلمين جميعاً –  إذا كان أحد منكم يتابع اجتماع زعماء المسلمين في (الدوحة)، اجتماع (القمة الإسلامية) في الدوحة - واليهود يضربون الفلسطينيين، لم يتوقفوا ولم يخافوا، اليهود يضربون كما يضربونهم أمس وقبل أمس وبكل برودة أعصاب، ولا يفكرون في هؤلاء الذين يجتمعون في الدوحة.

الآن في هذه الأيام قد تحصل قمة في بيروت لزعماء العرب الضعف بارز عليها من الآن، ويتحدثون عنها من الآن كيف قد تكون، والإسرائيليون ما زالوا شغالين يضربون الفلسطينيين، وأمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وكل هذه الدول ما زالت تتحرك بقطعها العسكرية، وكل مرة يوصلون جنوداً في أفغانستان أوهناك أو هنا وفي جمهوريات الاتحاد السوفيتي سابقاً باعتبارها بلداناً إسلامية، أي أنهم يحتقروننا جميعاً، يستذلوننا حتى الزعماء منا، هؤلاء الذين يبدون عظماء، ويبدون جبارين، ويبدون كباراً وصورهم تملأ الشوارع هم لا يساوون عند أولئك شيئاً.

فنحن نريد أن نفهم من هذا أننا إذا لم نتدارك أنفسنا مع الله أولاً، أنه غير صحيح أننا نسير في طريق الجنة، وإن كنت تتركّع في اليوم والليلة ألف ركعة، هذه الصلاة إذا لم تكن صلاة تدفعك إلى أن ترتبط بالله أكثر وأكثر وأن تنطلق للاستجابة لله في كل المواقع التي أمرك بأن تتحرك فيها فإنها لا تنفع.

الدين دين متكامل، دين مترابط، الله ذكر عن بني إسرائيل هكذا أنهم كانوا على ما نحن عليه: يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض، والتوراة بين أظهرهم، والتوراة يقرؤونها ويكتبونها، هل اليهودي كفر بشيء من التوراة بأنه ليس من التوراة؟. التوراة كلها هم مؤمنون بأنها كتاب الله، التوراة شأنها عندهم كالقرآن عندنا. عندما يقول الله فيهم  } أفتؤمنؤن ببعض الكتاب وتكفرن ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلاخزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى اشد العذاب وما الله بغافل عما تعملونُ { أنهم يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض لا يعني أنهم قالو:هذا النص أو ذاك من التوراة نحن كافرون به   إنما لأنهم يتركون  العمل به ويرفضون العمل به  مع الالتزام بأشياء فيها ، الأمر الذي نحن في واقعنا عليه بالنسبة للقرآن الكريم،  نترك العمل بل نرفض، واقع الرفض ليس فقط واقع من يجهل ثم إذا ما علم التزم وعمل، بل واقع الرفض الذي لا يريد أن يعمل ولا يفكر في أن يعمل، هذا هو من معاني  الكفرفي القرآن كما قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} (آل عمران: من الآية97) أي من رفض وهو مستطيع فلم يحج رفض لم يهتم بالموضوع، ليس مستعداً أن يحج، وكما قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} (المائدة:67) أي الرافضين لما أمرت بإبلاغه يرفضون ولاية الإمام علي عليه السلام إذا كان ذالك هو الذي أمره الله بإبلاغه في هذه الآية كما نص على ذالك الإمام الهادي عليه السلام وغيره، يرفضون ما تبلغهم به يا محمد ليسوا مستعدين أن يقبلوه، هذا هو كفر؛ لأن الكفر كله – وإن اختلف حكمه - إنما هو الرفض، لم يكن العربي الكافر بالله، ذلك الذي يعبد الصنم لم يكن كافراً بالله بمعنى أنه غير مؤمن بوجود الله كانوا مؤمنين بوجود الله والقرآن تحدث عنهم{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}(الزخرف: من الآية87) {ولئن سألتهم مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ} (الزخرف:9) أليس هذا في القرآن؟.

لكنهم كانوا رافضين الإيمان بمحمد (صلى عليه وعلى آله وسلم) رافضين الإيمان بوحدانية الله سبحانه وتعالى فسماهم كافرين. الكفر هو الرفض، هو ألا تكون مستعدا أن تلتزم وتعمل، هذا هو كفر، وإن كان حكمه يختلف.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

(لا عذر للجميع أمام الله)

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.

 

بتاريخ: 21/12/1422ه‍

اليمن صعدة.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر